Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ د. أحمد الفرجابي: الغضب في نهار رمضان فهم مغلوط لمقاصد الصيام


محليات

14

02 أبريل 2024 , 07:00ص

alsharq

❖ الدوحة – الشرق

قال الدكتور أحمد الفرجابي- خبير شؤون إسلامية ومستشار أسري وتربوي- إنَّ الأخلاق تعتبر من أهم القيم التي ينبغي للإنسان أن يسعى لتحسينها، فإنها تشكل أساساً أساسياً في بناء شخصيته وتوجيه تصرفاته وتعاملاته مع الآخرين. وشهر الصيام، يتيح للمسلم فرصة فريدة لتعزيز هذه القيم وتطويرها، حيث يكون الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب والشهوات، بل يمتد إلى تجديد النية وتحسين السلوك وتطوير الأخلاق.


وأضاف: «فقد قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، مما يؤكد على أن التحسين الأخلاقي هو من أهم الأهداف التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم. ومن هنا، يتبين لنا أن تحسين الأخلاق وتطويرها يعتبر جزءاً لا يتجزأ من ممارسة العبادات في الإسلام.


وأوضح أنه من أهم الأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يتحلى بها في شهر الصيام هو الصبر والاحتمال، فالصيام يعلمنا التحمل والصبر على الجوع والعطش، وهذا ينعكس أيضاً على الصبر والاحتمال في التعامل مع الآخرين ومواجهة الصعوبات في الحياة اليومية.


ومن هنا، يتبين لنا أن تطبيق الأخلاق في الصيام ليس مقتصراً على العلاقة بين الإنسان والله وحده، بل يمتد أيضاً للعلاقات الاجتماعية والمهنية. فكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: « وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث ولا يصخَب، فإن سابّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم»، مما يشير إلى أن المسلم ينبغي أن يحافظ على الأخلاق الحسنة ويمتنع عن السلوكيات السيئة حتى وإن كان في حالة الصوم.


وتابع: «ومن المؤسف أن نرى بعض الأشخاص يتجاوزون حدود الأخلاق واللياقة في شهر الصيام، فالصيام ليس مبرراً لسلوكيات غير لائقة أو انفعالات سلبية. بل ينبغي على كل مسلم أن يتحلى بالتسامح والرحمة والصبر حتى وإن كانت الظروف صعبة. لذا، فإن تربية النفس على الصبر والاحتمال وتطوير الأخلاق الحسنة تعتبر من أهم الأهداف التي ينبغي أن يسعى إليها المسلم في شهر الصيام. فالصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة لتطوير الذات وتحسين السلوك والعلاقات الاجتماعية والمهنية»


وأضاف: من زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين، وتحسين اÅ≈لأخلاق من أهداف بعثة رسول الله الأمين، والتمسك بالأخلاق الفاضلة فيه تأس بمدحه العظيم، فقال في حقه «إنك لعلى خلق عظيم. فاستغنى بمدح العظيم عن كل مدح، بثناء ربنا الكريم عن كل ثناء، وحسن الخلق من أكثر ما يدخل الجنة، وفي الصيام تدريب على الأخلاق».


وأشار إلى أن البطولة أن يصبر على أذى الناس، والموظف يكون في اختبار صعب عندما يتعامل مع الجمهور، ولكننا ينبغي أن ندرك أن الصيام يربينا على الصبر والاحتمال وليس على الصراخ والإساءة للناس».


وقال: «ربما سمعت من يقول إذا غضب الموظف اتركوه، فإنه صائم، وهذا فهم مغلوط لمقاصد الصيام، وتصور شائن لأخلاق الصائمين، فقد اساء رجل لابن عباس فكافأه، وأساء لحسن بن علي فكافأه ايضاً، لذا يجب أن نتدرب على الصبر واحتمال الأذى».


وفي الختام، أكد أن التمسك بالأخلاق الحسنة في شهر الصيام يعكس التزام المسلم بتعاليم الإسلام ومحبته لله تعالى، ويشكل أساساً أساسياً لبناء مجتمع مترابط ومتسامح ومتقدم.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى