د. توقاد بوزهان لـ الشرق: قطر تنخرط في جهود مكثفة لاحتواء التصعيد بالمنطقة
عربي ودولي
0
❖ واشنطن- زينب إبراهيم
أكد د. توقاد بوزهان، الأستاذ الزائر بجامعة بيركلي كاليفورنيا والمتخصص بدراسات الشرق الأوسط، أن تطورات المشهد الخطيرة فيما يتعلق بالرد الإيراني بهجمات بطائرات مسيرة بدون طيار وصواريخ باليستية على إسرائيل، في مشهد يرفع حدة التوترات إلى مستويات ومؤشرات تستوجب ضرورة العمل على احتواء سيناريوهات العنف المحتملة والمفتوحة، لاسيما أن المشهد في فلسطين والحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت في أعقاب هجوم لحركة حماس في السابع من أكتوبر العام الماضي، تصاعد على أكثر من مستوى إقليمي سواء في اليمن وفي سوريا ولبنان وألقت انعكاساته على الداخل الأردني، وتطور بكل تأكيد بين إسرائيل وإيران، في مشهد حاولت الإدارة الأمريكية تجنب سيناريوهاته من البداية من أجل العمل المشترك مع الوسطاء الإقليميين مثل قطر ومصر من أجل تحقيق هدنة لوقف إطلاق النار، وإفراج حماس عن الرهائن المحتجزين لديها، ولكن المفاوضات الصعبة والمعقدة اصطدمت بالتعنت مع تزايد عمليات العنف والتنويه بعمليات عسكرية أكثر تصاعداً في مدينة رفح الفلسطينية، التي يستقر بها مئات الآلاف من الفلسطينيين المشردين جراء القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة.
وساطة مكثفة
وقال د. توقاد بوزهان: إن قطر انخرطت مع أمريكا في وساطة مكثفة من البداية من أجل الحيلولة دون تصاعد المشهد وخطورته، فلا أحد يرغب في تهديد الاستقرار الإقليمي بانعكاساته السلبية للغاية ليس فقط على طرق الشحن الرئيسية والموانئ وارتباط ذلك بالاقتصاد، ولكن من صميم التهديدات الجيوسياسية المتصاعدة عبر اللجوء للخيارات العسكرية التي تترك جميع السيناريوهات مفتوحة ولا يمكن السيطرة عليها، وهو الأمر الذي عزز مزيداً من العمل الدبلوماسي الأمريكي مع الحلفاء في قطر والدول الخليجية التي لا ترغب أيضاً في سيناريوهات الصدام الخطيرة والمحدقة، ولكن الدوحة كانت دائماً من بين قنوات الاتصال الرئيسية مع أمريكا من أجل تمرير الرسائل والمقترحات الأمريكية إلى إيران، وتستفيد الدوحة من امتلاكها لعلاقات خاصة مع إيران وقنوات اتصال مفتوحة من أجل العمل المشترك على صعيد الوساطة، التي أثبتت فعالياتها ونجاحها في صفقة تبادل السجناء بين أمريكا وإيران، وأيضاً جهود إحياء استعادة الاتفاق النووي الإيراني، ولكن التصعيد الإسرائيلي في فلسطين غيَّر مسارات كثيرة سواء في اتجاهات العلاقات الإسرائيلية- العربية، أو في بنيوية الصراع الإسرائيلي- الإيراني وانعكاساته على حروب الوكالة الإقليمية، والمزيد من المشاهد الخطيرة التي تدفعها سيناريوهات التصعيد الحالي.
روابط إستراتيجية
وتابع د. توقاد بوزهان في تصريحاته لـ الشرق قائلاً: إن قطر والكويت عموماً بعلاقاتهما العسكرية الأمنية الوثيقة مع أمريكا، وروابطهما الدبلوماسية الخاصة مع إيران، من أكثر الحلفاء الذين من الممكن العمل معهم في إطار الإستراتيجية الإقليمية لاحتواء سيناريوهات التصعيد، وكان الموقف واضحاً بعدم انخراطهما في أي هجمات من القواعد الأمريكية على أراضيهما صوب إيران، والأمر نفسه الذي أكدت عليه إيران في طمأنتها للدول الخليجية فيما يتعلق بالرد الإيراني على إسرائيل، ويبدو أنه على الرغم من خطورة المشهد الجاري ولكن الرد الإيراني يتجه نحو سياق آخر مشابه للرد السابق على القاعدة العسكرية الأمريكية بالعراق، عقب تصفية قائد فيلق القدس قاسم سليماني، واحتواء المشهد الذي فزع العالم كله بعدها، الأمر الذي سيستوجب أيضاً مزيداً من العمل الدولي المكثف من أجل احتواء فصول الصراع المتصاعدة في أكثر من مشهد إقليمي، والإدراك المتأخر أن غياب الآلية الدبلوماسية الأمريكية لحلول واضحة للقضية الفلسطينية، وتوظيف الأزمات الداخلية السياسية الإسرائيلية بمزيد من السياسات اليمينية المتشددة في الضفة وغزة، جميعها من أسباب توترات المشهد الجاري على أكثر من صعيد مختلف.
مساحة إعلانية