رفعت الجمال ودوره الوطنى.. ما يقوله مؤرخو العصر الحديث؟
دوره في العدوان الثلاثي
كشف سامى شرف سكرتير الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، في كتابه ” سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر جزء 1″، إن رفعت الجمال كان له دورا رئيسي في إنهاء العدوان الثلاثي، مشيرا إلى أنه على الرغم من أنه لم يكمل إلا عدة أشهر في تل أبيب، ورغم أن التعليمات له كانت واضحة بعدم إرسال أي معلومات في الفترة الأولى من وجوده في إسرائيل، فإن رفعت الجمال أصر على أن يرسل هذه المعلومات التي تؤكد نية إسرائيل وبريطانيا وفرنسا بمهاجمة مصر في 29 أكتوبر 1956، فيما عرف فيما بعد بالعدوان الثلاثي على مصر، إلا أن الحكومة المصرية آنذاك لم تهتم بهذه المعلومات، وبالتالي فوجئت بالعدوان.
كشف إيلى كوهين
بحسب كتاب “دماء على أبواب الموساد” لـ يوسف حسن يوسف، وفى أكتوبر 1964 كان الهجان فى رحلة عمل لروما للاتفاق على أفواج سياحية ورآه فى صورة مع قياديين سوريين وتحتها تعليق يقول: (الفريق أول على عامر بصحبة القادة العسكريين والعضو القيادى لحزب البعث كامل أمين ثابت)، ولم يكن كامل هذا سوى إيلى كوهين، فطلب الهجان من قلب الأسد “محمد نسيم” العمل خارج إسرائيل وأوضح له السبب بالأدلة، وطار رجال المخابرات المصرية شرقاً وغرباً وقابل مدير المخابرات الرئيس عبدالناصر، وطار فى نفس الليلة بطائرة خاصة إلى دمشق حاملاً ملفاً ضخماً للرئيس السورى، وتم القبض على كوهين وحوكم وأعدم.
نصر أكتوبر
يذكر الفريق محمد فوزي في كتابه ” حرب الثلاث سنوات: 1967-1970″ استطاع رفعت الجمال من خلال الشبكة التي كونها داخل إسرائيل أن يخبر مصر في عام 1972 باعتزام إسرائيل إجراء تجارب نووية في مفاعل ديمونة، وكانت تعتبر من أهم المعلومات التي أمد بها رأفت الهجان الحكومة المصرية.
بعد هزيمة 1967 واحتلال سيناء، قامت إسرائيل ببناء خط بارليف بطول الضفة الشرقية لقناة السويس، لتقضي على أي محاولة للمصريين بالعبور، لكن رفعت الجمال استطاع أن يمد الحكومة المصرية بمعلومات تفصيلية عن هذا المانع الترابي وبالرسوم الهندسية له، كما استطاع أن يمد الحكومة المصرية بمعلومات دقيقة عن التحصينات الدفاعية لإسرائيل بسيناء، ويعتبره الكثير من الخبراء من أحد أسباب انتصار مصر في حرب أكتوبر.