من زقاق للعالمية.. قصة نجم منتخب المغرب “أوناحي” الذي أبهر أداؤه الأسطورة إنريكي
في بدايات الاحتراف في الدوري الفرنسي الممتاز لكرة القدم، تنمر مدرب أجنبي على لاعب مغربي اسمه عز الدين أوناحي، عمره 18 عاما، قدم لتوه من أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في مميزة سلا بقرب العاصمة المغربية الرباط، من أجل كتابة قصة نجاح فوق المستطيل الأخضر الفرنسي.
فما كان من عز الدين أوناحي إلا أن صمت عن الرد كلاما، واختار التألق في تطويع الساحرة المستديرة.
في بدايات عقده الثاني، لفت عز الدين أوناحي في الدوري الفرنسي الممتاز انتباه المدرب السابق لمنتخب المغرب لكرة القدم وحيد خليلوزيتش، الذي جاء ليتابع أداء زميل له في النادي الفرنسي، ويتعلق الأمر ببوفال، فوقع اختيار وحيد على عز الدين أوناحي، فضمه إلى كتيبة أسود الأطلس.
وعادت الجماهير المغربية التعرف على عز الدين أوناحي بعد توقيعه لهدفين في آخر مباراة في الإقصائيات الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في قطر.
جاء عز الدين أوناحي من بيت عائلته، حيث رأى النور في العام 2000 في زقاق صغير، في الأحياء الشعبية القديمة، أي “كازا لقديمة”، كما يسميها المغاربة، في مدينة الدار البيضاء، أكبر مدن المغرب.
المدرب السابق لمنتخب إسبانيا لويس إنريكي، تحدث بانبهار عن عز الدين أوناحي رغم عدم معرفته لاسمه، ولكن إنريكي قال في مركز الندوات الصحافية في أعقاب هزيمة لاروخا أمام أسود الأطلس: “فوجئت باللاعب الذي يحمل رقم 8، يا إلهي، ولكن من أين أتى هذا اللاعب؟ لقد لعب بشكل جيد للغاية”.
في رحلاته إلى المغرب، يزور عز الدين أوناحي “الدرب” وأولاد الدرب” في مدينة الدار البيضاء، يستجيب لطلبات التقاط الصور التذكارية، ولكنه يعترف باضطراره للتخفي في بعض الأحيان بارتفاع قبعة للتجول بين بيوت أفراد عائلته في المغرب.
ففي مباراة البرتغال في ربع نهائي كأس العالم لكرة القدم في قطر، أتقن عز الدين أوناحي إخراج الكرة من مساحات ضيقة، بل راوغ بمهارة نجوم منتخب يحمل لقب برازيليو أوروبا.
ولكن قبل هذه النجومية المستحقة لعز الدن أوناحي في المونديال، أجلسه نادي ستراستبورغ الفرنسي على كراسي الاحتياط طيلة عامين كاملين، ولكن اللاعب بقي مصرا بعناد على ضرب موعد مع النجاح في الدوري الاحترافي الفرنسي la ligue1 ولو بعد حين.
يتقن أوناحي باعتراف من النقاد الرياضيين، الاختفاء في الصفوف الخلفية لأداء أدواره الدفاعية، وفق توجيهات المدرب المغربي وليد الركراكي، قبل أن يخرج عن صمته بتمريرة حاسمة أو مراوغة تسيل حاليا لعاب نادي برشلونة الإسباني، الراغب في ضمه إلى صفوفه.
في يوميات كتابة النجاح في فرنسا، اتجه أوناحي إلى نادي أفرانش في الدرجات الدنيا الفرنسية لكرة القدم للاستمرار في التواجد في التشكيلة الرسمية، فابتسمت كرة القدم من جديد له ليلعب موسما كرويا كاملا أساسيا.
في نهاية إحدى مباريات أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم في قطر، عانق عز الدين أوناحي بحرارة ولم يرغب في ترك وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، في رسالة اعتراف بأنه على ملاعب المونديال يولد من جديد مع مدرب مغربي شاب، ولأنه منحه تذكرة التواجد ضمن تشكيلة أفضل منتخب لكرة القدم في تاريخ المغرب.
وفي الموسم الكروي الحالي يلعب عز الدين أوناحي في قسم الصفوة في الدوري الاحترافي لكرة القدم في فرنسا مع نادي أنجيه.
بالتأكيد بعد نهاية مونديال قطر، سيعود عز الدين أوناحي إلى فرنسا حاملا بطل افتخار قميص رقم 8 لأسود الأطلس، وأيضا حاملا رسالة جواب إلى مدرب أوروبي لم يتحل بالروح الرياضية، ومارس تنمرا على لاعب مغربي حالم لم يكمل بعد عقده الثاني