فاجعة المغرب وليبيا أوجعت الفلسطينيين

محليات
34
رام الله – محمـد الرنتيسي
زلزال في المغرب، وفيضانات في ليبيا، وفي فلسطين يعاني المواطنون من زلزال الاحتلال الذي ضرب أرضهم قبل 75 عاماً، لكن هذا لم يثنِ أبناء فلسطين، عن القيام بواجبهم تجاه الأشقاء والأخوة العرب، إذ يشعر الشعب الفلسطيني، الذي يعاني كثيراً من ويلات ومصائب الاحتلال، مع أهله وعزوته في كل من المغرب الذي هزه الزلزال، وليبيا التي اجتاحتها الفيضانات.
وجلي أن الفاجعة التي ألمت بالشعبين المغربي والليبي، آلمت كل العرب والمسلمين، بل وهزت العالم بأسره، لكن الشعب الفلسطيني، الذي يكن الاحترام والتقدير للشعب المغربي، الذي يقف على الدوام مع الفلسطينيين وقضيتهم، ولأحفاد عمر المختار في ليبيا، الذين جددوا الولاء للشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني، خلال الأيام الأخيرة التي سبقت الإعصار، بدا أكثر تضامناً، وهو الذي أدمن اللجوء، وعانى ويلات هدم المنازل والتشريد.
ولا ينسى الفلسطينيون، وقفة الشعب المغربي، الرافض للتطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي، والمواقف التي رسخها أبناء المغرب، خلال المونديال العالمي في قطر، حيث حرص المغاربة لاعبين ومشجعين، على رفع العلم الفلسطيني، خلال مباريات «أسود الأطلس» كما يفعل الشيء ذاته، الشعب الليبي، في كل المناسبات الوطنية والقومية.
ولذا، كان من الطبيعي، أن يسارع الفلسطينيون لتقديم المساعدات وتلبية الاحتياجات للشعبين المنكوبين في المغرب وليبيا، في خطوة يعتبرها أبناء فلسطين، ضرورية وايجابية، ولا يفوقها شيء، سوى التضامن الأخوي والإنساني، وخصوصاً من الشعب الفلسطيني، الذي يعاني ويلات ومصائب الاحتلال.
الشاب المقدسي، إبراهيم شاور، قال إنه يشعر بالمعاناة التي يتعرض لها الأهل في المغرب وليبيا، كما لو أنها في فلسطين، موضحاً أنه كما غيره من الفلسطينيين، لا يملك إلا الدعاء إلى الله، بأن يتخلص الشعبان المغربي والليبي، من كارثتي الزلازل والفيضانات، قريباً، بقدر أمله في أن يتخلص الشعب الفلسطيني من كارثة الاحتلال الإسرائيلي.
أضاف لـ الشرق، بينما كان منهمكاً في جمع وترتيب ما يصل إليه من تبرعات المواطنين في القدس: «لا ننسى مشاركة أبناء المغرب وقادته عبر التاريخ، في تحرير فلسطين وجوهرتها القدس، على يد القائد صلاح الدين الأيوبي، حيث شارك المغرب الشقيق بآلاف المتطوعين والكتائب العسكرية، التي شاركت بقوة في تحرير فلسطين ومقدساتها، ورداً لعطائهم، فقد منح القائد صلاح الدين المقاتلين المغاربة وعائلاتهم، حيّا ليسكنوا فيه، بمحاذاة المسجد الاقصى المبارك، والمعروف بحي المغاربة، حتى يومنا هذا».
ويواصل: «رغم أن قوات الاحتلال هدمت حي المغاربة، بعد احتلالها القدس العام 1967، وتشريد أبناء الطائفة المغربية، إلا أنهم ظلوا في مدينة القدس، وأصبحوا الآن فلسطينيين من أصول مغربية، ولا ننسى أن المئات من أبناء شعبنا تعلموا ولا زالوا يعيشون في كل من المغرب وليبيا».
وفي سائر الأراضي الفلسطينية، فتحت بيوت العزاء لضحايا الشعبين المغربي والليبي، وأقيمت صلاة الغائب على أرواحهم في المساجد، وفي الأثناء، أرسلت القيادة الفلسطينية، فرقاً طبية، وأخرى للدفاع المدني، للمشاركة في عمليات الإنقاذ في البلدين المنكوبين.
وفي حديث لـ الشرق عبر سفير المملكة المغربية في فلسطين، عبد الرحيم مزيان، عن شكره وتقديره لوقفة الشعب الفلسطيني مع بلاده، مبيناً أن الشعب المغربي يؤمن بالعروبة والقومية العربية التي يجسدها الفلسطينيون مع إخوانهم العرب، كما يتجلى هذا في استعداد الشعوب العربية والإسلامية، لتقديم الغالي والنفيس، نصرة للشعب الفلسطيني وقضيته.
ولفت مزيان إلى أهمية الدور الذي تضطلع به وكالة بيت مال القدس الشريف، من تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني في المجالات كافة، فضلاً عن ترميم المنازل في القدس، حفاظاً على طابعها العروبي والإسلامي، ولمواجهة ما تمارسه سلطات الاحتلال من ضم وتهويد.
ويظهر ألم الفلسطينيين جلياً، على ضحايا الزلزال في المغرب، والفيضانات في ليبيا، ولذا فتراهم «يؤثرون على أنفسهم، ولو كان بهم خصاصة» وهم الذين يعانون الحصار وقلة ذات اليد، فيسمعون صرخة المشرد والمنكوب، أكثر من غيرهم، ولا يتخلون عن واجبهم.
مساحة إعلانية