إبراهيم ناجي وأم كلثوم.. شاعر ومطربة جمعتهما الأطلال
أشياء كثيرة تجمع بين كوكب الشرق أم كلثوم والشاعر إبراهيم ناجي، أولها تاريخ ميلاده كن فقد ولد الاثنان فى اليوم نفسه 31 ديسمبر من العام 1898، لكن التاريخ يحنفظ لهما بأنهما مع الموسيقار رياض السنباطي من صنعوا رائعة الأطلال.
ولد إبراهيم ناجى فى القاهرة فى 31 ديسمبر عام 1898، ورحل فى 27 مارس 1953، وشدت كوكب الشرق بـ”الأطلال” لأول مرة فى عام 1965 بعد وفاة شاعرها إبراهيم ناجى بأكثر من 12 عاما.
وقد سعى إبراهيم ناجى بقصيدته “الأطلال” لإقناع أم كلثوم بغنائها، وبعد فترة كبيرة وافقت كوكب الشرق لكن اندلاع ثورة يوليو عطلت خطط غنائها، وتم غناؤها بعد وفاة الشاعر، وأضافت كوكب الشرق بالاستعانة بالشاعر الكبير أحمد رامى ببعض الأبيات من قصيدة إبراهيم ناجى “الوداع”.
لحن رياض السنباطى القصيدة وحققت نجاحا، كان يتمناه لكنه لم يتوقعه، فقد كان يخشى أن يكون ذوق الجمهور قد تغير، ولم تعد القصائد “الكبرى” تترك فيه الأثر السابق، خاصة أن أم كلثوم كانت قد قدمت أعمالا ناجحة مع محمد عبد الوهاب.
تحولت الأغنية بعدما شدت بها أم كلثوم إلى أيقونة كبرى فى تاريخها وتاريخ إبراهيم ناجى وتاريخ رياض السنباطي، وتاريخ الأعنية العربية أيضا، وصارت علامة فارقة، عرفها الجميع وتعايشوا معها عدا إبراهيم ناجى الذى رحل وهو يعانى فى نهاية حياته.
تقول كلمات الأغنية
يا فؤادى لا تسل أين الهوى
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقنى واشرب على أطـلاله
واروِى عنى طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثا من أحاديث الجـوى
لست أنساك وقـد أغريتنـي
بفمٍ عـذب المنـاداة رقيـق
ويـدٍ تمتـد نحـوي
كـيـدٍ من خلال الموج مدّت لغريق
وبريقٍ يظمـأ السـارى لـه
أين فى عينيك ذيّاك البـريق
يا حبيباً زرت يومـاً أيكـى
طائر الشـوق أغنـى ألمـي
لك إبطـاء المـذل المنعـم
وتجنـى القـادر المحتكـم
وحنينى لك يكوى أضلعـي
والثوانى جمرات فى دمـي
أعطنى حريتى أطلـق يديّ
إننى أعطيت ما استبقيت شيَّ
آه من قيدك أدمى معصمـي
لم أبقيه ومـا أبقـى عليّ
مع احتفاظى بعهود لم تصنها
وإلام الأسـر والدنيـا لديّ
أين من عينى حبيب، ساحـر
فيـه عـز وجـلال وحيـاء
واثق الخطوة يمشـى ملكـاً
ظالم الحسن شهى الكبريـاء
عبق السحر كأنفاس الربـى
ساهم الطرف كأحلام المساء
أيـن منـى مجلـس أنـت به
فتنة تمـت سناء وسنـى
وأنـا حـب وقلـب هـائم
وفـراش حائـر منـك دنـا
ومن الشوق رسـول بيننـا
ونديـم قـدم الكـأس لـنـا
هل رأى الحب سكارى، سكارى مثلنا ؟
كم بنينا مـن خيـال حولنـا
ومشينا فـى طريـق مقمـر
تثـب الفرحـة فيـه قبلنـا
وضحكنا ضحك طفلين معـاً
وعدونـا فسبقـنـا ظلـنـا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق
وأفقنـا ليـت أنّـا لا نفيـق
يقظة طاحت بأحلام الكـرى
وتولى الليل والليل صديـق
وإذا النـور نذيـرٌ طـالـعٌ
وإذا الفجر مطلٌ كالحريـق
وإذا الدنيـا كمـا نعرفـهـا
وإذا الأحباب كلٌّ فى طريق
أيـهـا السـاهـر تغـفـو
تذكـر العهـد وتصـحـو
وإذا مـا الـتـأم جــرحٌ
جــدّ بالتـذكـار جــرحُ
فتعـلـم كـيـف تنـسـى
وتعـلـم كـيـف تمـحـو
يا حبيبى كل شيء بقضـاء
مـا بأيدينـا خلقنـا تعسـاء
ربمـا تجمعـنـا أقـدارنـا
ذات يوم بعد ما عز اللقـاء
فـإذا أنكـر خــل خـلـه
وتلاقينـا لقـاء الغـربـاء
ومضى كـل إلـى غايتـه
لا تقل شئنا فـإن الحظ شاء