اكتشاف جينات السرطان بين القطريين
محليات
370
وفاء زايد
كشف الدكتور لطفي شوشان أستاذ الطب الوراثي وأستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في وايل كورنيل للطب – قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، عن أن استخدام بيانات من قطر بيوبنك وبرنامج قطر جينوم، عضو مؤسسة قطر، وهو مشروع بحثي وطني سكاني يهدف إلى دراسة التركيب الجيني للسكان القطريين والشعوب العربية الأخرى على مستوى السكان، أسفر عن تكوين مشهد التنوع الجيني لجينات السرطان بين السكان القطريين.
وقد سمحت الدراسة باكتشاف بعض العلامات البيولوجية مثل تسلسل الحمض النووي المسبب للمرض أو المرتبط بالإصابة به، والتي تشير إلى وجود استعداد وراثي للإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان القولون والبروستاتا والثدي، بين الناس من مختلف الأصول في قطر.
وقال: نحن نملك بيانات أكبر من السابقة على اعتبار أن الأخيرة كانت تركز بشكل أساسي على السكان ذوي الأصول القوقازية، وما نشرته مجلة علم الأورام العالمية الرائدة، جرى توظيف نتائج البحث في إعداد مشروع بحثي جديد برئاسة الدكتورة صالحة بوجسوم، استشاري أول في المركز الوطني لعلاج وأبحاث السرطان، وبالشراكة مع برنامج قطر جينوم، وقطر بيوبنك، ومؤسسة حمد الطبية.
أوضح الدكتور لطفي أن استخدام ثروة البيانات الجينومية التي يمتلكها برنامج قطر جينوم عن السكان القطريين للتعرف على النساء اللاتي يحملن العلامات البيولوجية لسرطان الثدي التي حددتها دراستنا، وقدمنا لهن ولأفراد أسرهن المشورة الجينية، ويبيّن هذا المشروع معنى الطب الوقائي إلى حد بعيد، ولا يتيح فقط الاكتشاف المبكر للمرض، بل يمكن أن يساعد في منع إصابة أي شخص لديه استعداد وراثي للإصابة بالسرطان.
كما نظم د. شوشان وبدعم من مؤسسة قطر، ائتلافين بحثيين، أحدهما معني بسرطان البروستاتا والآخر بسرطان الثدي بين سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وشملت الدول المشاركة كلًا من قطر، والسعودية، وتونس، والأردن، ولبنان.
تحديد الخصائص الجينية
وفي نفس السياق، قال د. شوشان لكل مجموعة بشرية خصائص جينية معينة تنفرد بها، وتوفر لنا دراسة التركيبة السكانية فرصة للكشف عن وظيفة الجينات الجديدة، وكذلك تحديد العلامات البيولوجية الجينية الفريدة لتلك المجموعة، وكلا الأمرين يحملان المفتاح كي نفهم الحالات المرضية المختلفة في مجموعة سكانية معينة على نحو أفضل. وأدرك د. شوشان ، شح الدراسات عن الشعوب العربية وقلة حضورهم البحثي في هذا المجال وأنه بصفته عالماً، وعارفاً في مجالي المناعة وعلم الوراثة، مثّلت قراءة البيانات المستندة إلى السكان جزءًا هامًا. وقد ركزت أبحاثه على أنواع مختلفة من مرض السرطان، وتحديدًا سرطان الثدي الوراثي، وكذلك الأنواع الفرعية العدوانية، بما فيها سرطان الثدي الثلاثي السلبي، والالتهابي، ويعد سرطان الثدي الالتهابي، الذي ينتشر على شكل التهاب في الثدي بأكمله بدلًا من الظهور على هيئة كتلة، شكلًا شديد العدوانية من هذا المرض سريع التطور، وغالبًا ما يؤدي إلى الوفاة.
وأوضح أن هذا النوع نادرًا في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يشكل ما نسبته 1-2 % فقط من الحالات المبلغ عنها، في حين يشكل ما بين 7-12 % من الإصابات بين سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأضاف قائلاً: بصفتي عالمًا في هذا المجال، فإن مسؤولية دراسة أسباب هذا الانتشار، المرتفع وغير العادي للأنواع الفرعية العدوانية من سرطانات الثدي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تقع على عاتقنا نحن العلماء، وباعتبار أننا نشهد، للأسف، عدد حالات أكبر في منطقتنا، فهذا يعني أن أمامنا فرصة أكبر لدراستها.
مساحة إعلانية