الخبيرة الأمريكية د. ريبيكا آدامز لـ الشرق: لهذه الأسباب أصبح مونديال قطر الأفضل في التاريخ
عربي ودولي
316
الخبيرة الأمريكية د. ريبيكا آدامز لـ الشرق: لهذه الأسباب أصبح مونديال قطر الأفضل في التاريخ
واشنطن- زينب إبراهيم
أكّدت د. ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة نورث كارولينا والخبيرة الإعلامية بمركز دراسات الإعلام الرقمي، أن اكتساح مونديال قطر 2022 التصويت لاستطلاع رأي أطلقته الشبكة الإخبارية البريطانية بي بي سي سبورت «BBC» عن أفضل نسخة للبطولة في القرن الحالي وبفارق 72% عن أقرب منافسيه بعد انتهاء التصويت، بنسبة بلغت 78% تصدر فيها كأس العالم فيفا قطر 2022 قائمة أفضل بطولات كأس العالم خلال القرن الواحد العشرين، والذي شهد استضافة البطولة في اليابان وكوريا الجنوبية في 2002، ألمانيا 2006، جنوب أفريقيا 2010، البرازيل 2014، روسيا 2018، وقطر 2022، ووجود كرة القدم في الصدارة من حيث اهتمام الشعوب في مختلف أنحاء العالم، يأتي حسب الكثير من الدلالات التي كانت متوقعة بالفعل في تجربة المونديال القطري التي كانت موفقة في أكثر من اتجاه جعلها بطولة قياسية حسب كثير من المستويات.
◄ نهائي تاريخي
تقول د. ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة نورث كارولينا والخبيرة الإعلامية بمركز دراسات الإعلام الرقمي: إن هذا التصنيف الذي جاء لصالح قطر يؤكد الاتجاهات التي كانت واضحة من حيث التجربة المختلفة والمتميزة لعقد مونديال بهذا المستوى في منتصف الموسم التنافسي للاعبين والجودة الكبيرة التي أضافت للمنافسات بصورة متميزة للغاية، وما لعب لصالح قطر بكل تأكيد هو النهائي التاريخي الذي كان فارقاً في تصنيف البطولة الأفضل في التاريخ لما شهده من سيناريوهات أسطورية حتى لحظة انتهائه بضربات الترجيح بتغلب الأرجنتين على فرنسا ورفع ميسي لكأس العالم بعد مباراة شهدت أهدافاً عديدة وتعادلا حتى اللحظات النهائية من الوقت الإضافي، كما يدعم تصنيف بي بي سي عدد من العناصر التي وفقت فيها قطر ما جعل نسخة المونديال الخاصة بها تحقق هذا الاكتساح لمعايير عديدة مختلفة، فالأمر لم يكن يرتبط بطبيعة العصر ذاته وحسب وتطور سبل ووسائل ووسائط المشاهدة وجودة التصوير والفنيات التقنية، لأن كأس العالم بالأساس يعتمد على الامتاع التنافسي أكثر من مقومات الإغراء البصري، وهو ما جعل البطولة القطرية متميزة في فصولها العديدة، فلم يكن هناك نفس الإزعاج في البث التلفزيوني أو التشجيع الجماهيري كما حدث في أبواق فوفوزيلا بمونديال جنوب إفريقيا 2010، كانت فقط الطبول الأرجنتينية الحماسية هي الأكثر بروزاً ولكن بشكل لافت كعادة المشجعين في أمريكا اللاتينية والصخب الحماسي الذي يضيف لأجواء التشجيع، كما جاء فوز المنتخب الياباني على بطل العالم ألمانيا متميزاً في متابعة الجماهير الأسيوية وخلق لحظات مميزة وتاريخية لهم في البطولة، كما حظيت المباريات التي تفوقت بها المنتخبات العربية بحضور جماهيري حماسي للغاية بكل تأكيد أكثر من النسخ السابقة للبطولة، بل نجح المغرب في الوصول إلى نصف النهائي ما جسد تاريخاً حماسياً إضافياً للبطولة في الذاكرة التاريخية للمونديال، وجاء تتويج ليونيل ميسي ليتربع على عرش حقبة زمنية من كرة القدم في المونديال الأخير تقريباً لميسي وكريستيانو رونالدو، كل تلك التفاصيل أضافت عنصر التنافسية الرياضية المهم، وهو ما كانت قطر محظوظة به للغاية وسيبقى في الذاكرة لأعوام عديدة كأفضل نهائي في تاريخ المونديال وواحدة من أجمل مباريات كرة القدم على الإطلاق والتي امتلأت بالكثير من التفاصيل على الصعيدين الفردي والجماعي على أكثر من مستوى.
◄ تميز واختلاف
وتابعت د. ريبيكا آدامز، الخبيرة الإعلامية بمركز دراسات الإعلام الرقمي، في تصريحاتها لـ الشرق: إن أشياء عديدة أيضاً ميزت قطر في كونها قدمت نسخة من المونديال كانت مفاجئة على أكثر من صعيد بقدرة قطر على تنظيمها، فالأمر لم يرتبط بمظاهر الحفل الافتتاحي أو الختامي أو التفاصيل غير الرياضية المباشرة والتي تميزت فيها قطر على أكثر من صورة، ففيما يبدو كان هناك ترقب مصحوب بفضول كبير عن هذه النسخة من المونديال لكونها غير مسبوقة في المنطقة وربما غير مألوفة أيضاً، فكان من الواضح أن وجود نسخة عربية من المونديال في هذه المرحلة أمر يضيف للأثر الثقافي الذي يلعب المونديال على تحقيقه عبر وجوده بين شعوب ومباريات مختلفة، فالثقافة العربية أو الخليجية في الملابس أو بعض التفاصيل السياحية والتراثية والعناصر التصميمية التي أضيفت للملاعب وكثير من التفاصيل الأخرى وجد السائح أو المشاهد نفسه خاصة لدى الغربيين أمام جزء آخر من العالم لم يكن يعلم عنه الكثير في الواقع، فالبحث عن تفاصيل الملابس الخليجية أو بعض الأكلات والعادات كان لافتاً بكل تأكيد في عمليات البحث التي ارتبطت بالتجربة القطرية التي وفرت معادلة من الرفاهية للمشجعين وأيضاً بعداً من الامتداد الثقافي بلمسات تراثية ميزت الهوية التي خرج بها المونديال بصورة عربية، ولكن هذا عموماً لم ينفصل عن ما كان يجري على أرض الملعب وهو المعيار الأهم بكل تأكيد في رياضة كرة القدم وفي تقييم أي بطولة كأس عالم، فكثير من التفاصيل ربما يتم تجاوزها إذا ما كانت المباريات نفسها وأجواؤها وتنافسيتها جاذبة في حد ذاتها للتركيز الكبير والاهتمام والشغف العالمي البارز بالبطولة، ومن الجيد أن قطر اختارت عقد المباريات في توقيتات ملائمة للمشاهدة الغربية وإذاعة بعض المباريات أيضاً على وسائط الاتصال المفتوحة والتناغم مع بيئة الاتصال الحديثة والإعلام الحديث في أدوات الدعاية والترويج والبث والتفاعل المباشر وغيرها من المؤثرات العديدة التي تضيف بكل تأكيد للمتابعة الجماهيرية، ولكنها تزداد بصورة أكبر للغاية إذا ما كان الحدث نفسه على قدر المستوى وهو ما حقق أرقاماً غير مسبوقة أبداً لاسيما في المباراة النهائية التي كانت الأجواء المرتبطة بها وما أعقبها في صدارة التغريدات والأكثر إعجاباً والأفضل تاريخياً وكل التصنيفات الرياضية والإعلامية على أكثر من صعيد.
◄ جاذبية المونديال
واختتمت د. ريبيكا آدامز، أستاذة الإعلام والاتصال بجامعة نورث كارولينا والخبيرة الإعلامية بمركز دراسات الإعلام الرقمي، تصريحاتها موضحة: أن جاذبية كأس العالم بهذه الصورة المبهرة التي خرج عليها في قطر يؤكد أن كرة القدم قادرة على مواصلة الصمود في عصر متغير المفردات، وأمام تنافسات مغايرة في أدوات الترفيه، فما تحقق في قطر أعطى لكرة القدم مزيداً من جمهورها المستهدف بالأساس والتي كانت تزداد المخاوف حوله من الشباب والصغار والمراهقين من تنافسية الألعاب الرياضية والتطبيقات الحديثة، فالمونديال المبهر الذي عقد في قطر استقطب تلك الفئة وأيضاً فئات عديدة أخرى من السيدات ومن الشباب ومن الجميع تقريباً بصورة امتدت إلى خارج جمهور كرة القدم والرياضة نفسها، فما تقدم في الدوحة كان عرضاً ترفيهيا رياضياً رائعاً بكل تأكيد حجز مكانه في ذاكرة التاريخ وكانت محظوظة بهذا النهائي وهذه البطولة كما كان محظوظ كل من سنحت له فرصة مشاهدة تلك التفاصيل التاريخية المهمة في البطولة القطرية المتميزة.
مساحة إعلانية