السعودية.. حراك لا يتوقف من الأنشطة والفعاليات
ما إن تنتهي فعالية في المملكة العربية السعودية حتى تبدأ أخرى، هكذا تشهد المملكة حراكا لا يتوقف من الأنشطة والفعاليات والمعارض والمؤتمرات التي تتصاعد على نحو بات يلفت الأنظار في الآونة الأخيرة، ما يأتي ضمن مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتشجيع وتعزيز صناعة المؤتمرات والمعارض.
وليس أدل على تسارع الحراك من عبارة “تُحدث باستمرار” الظاهرة في النشرة التي تصدرها الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات للفعاليات المرخصة في الوقت الذي أوضحت فيه الهيئة مع مطلع الربع الثالث من العام الماضي أنها أصدرت تراخيص لإقامة أكثر من أربعة آلاف معرض ومؤتمر لمختلف القطاعات في جميع مناطق المملكة خلال النصف الأول من العام الحالي مشيرة إلى أن الارتفاع بلغ ما نسبته 367 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام قبل الماضي موضحة أن النصيب الأكبر منها كان لقطاعات الرعاية الصحية والاقتصاد والتجارة والتعليم.
12 مليون زائر لموسم الرياض
على خط موازٍ، تشهد فعاليات الهيئة العامة للترفيه ومواسمها حراكا لا يقل نشاطا، حيث أشارت إحصاءاتها إلى بلوغ عدد زوار موسم الرياض منفردا نحو 12 مليون زائر، بينهم 1.6 مليون من داخل السعودية، و8.3 مليون من مدينة الرياض، وأكثر من مليون سائح من 125 دولة من روسيا وكندا وفرنسا وبريطانيا وأميركا.
ويبدو جليا أن طموحات الهيئة العامة للترفيه في تطور مستمر تحت شعار موسم الرياض “تخيل أكثر” والذي أضحى أيقونة لفظية تتردد على ألسنة الكثيرين، حيث شهدت المملكة 3800 فعالية ترفيهية منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 بحضور أكثر من 80 مليون شخص من مختلف أنحاء العالم.
ويعد “موسم الرياض” واحدا من سلسلة من المواسم التي تنفذها هيئة الترفيه طوال العام من بينها موسم جدة وموسم الطائف وموسم الدرعية وموسم العلا الشهير بـ “شتاء طنطورة” وموسم حائل وموسمي عيد الفطر وعيد الأضحى وغيرها من المواسم، والتي تتضمن فعاليات مختلفة مثل المهرجانات والحفلات الغنائية والعروض الحية والمسرحيات والأنشطة الترفيهية المختلفة.
منصة لأبرز الفعاليات الدولية
ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030 وضعت نصب عينيها أن تكون المملكة مركزا للأحداث الثقافية والترفيهية ومنصة لأبرز المؤتمرات والمعارض والفعاليات الدولية.
ومنذ ذلك الحين تم إنشاء الهيئة العامة للترفيه في 2016 وتلاها إنشاء وزارة للثقافة والهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات في 2018، فيما استحدثت وزارة الثقافة 11 هيئة لتنمية القطاعات الثقافية وهيئة فنون العمارة والتصميم والموسيقى والطبخ والمسرح والفنون الأدائية والمكتبات والمتاحف والفنون البصرية والأفلام والأزياء والتراث والأدب والنشر والترجمة، وكان لكل منها أنشطتها وفعالياتها المختلفة، وتنظم الوزارة والهيئات التابعة لها عددا من الفعاليات الثقافية ذات الطبيعة النوعية والرائدة بما يزيد من حجم الفعاليات التي تشهدها المملكة.
تعزيز السياحة الداخلية
وبات جليا أن هذا الحراك المتواصل أسهم في تعزيز السياحة الداخلية في المملكة واستقطاب السياح من خارجها، حيث أشار الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للسياحة فهد حميد الدين إلى أن السفر المحلي سجل ارتفاعا قياسيا في 2021 موضحا أن المملكة تفوقت على العالم والمنطقة في معدل التعافي العام للسفر الإجمالي بنسبة تبلغ 72%، بالمقارنة مع مستويات ما قبل جائحة كورونا.