“الشرق” ترصد تطلعات الفنانين للنهوض بالمسرح
ثقافة وفنون
42
❖ طه عبدالرحمن
وسط أجواء فنية، وحضور لافت، احتفت وزارة الثقافة، ممثلة في مركز شؤون المسرح، باليوم العالمي للمسرح، وأقامت بهذه المناسبة «غبقة» رمضانية، جمعت أجيالاً مختلفة من المسرحيين القطريين.
وخلال الاحتفال، الذي أقيم في النادي الدبلوماسي، ألقى الفنان الشاب محمد الملا كلمة اليوم العالمي للمسرح التي كتبها الكاتب النرويجي «يون فوسيه»، وحملت عنوان: «الفن هو السلام». ووصف السيد عبد الرحيم الصديقي، مدير مركز شؤون المسرح، تجمع الفنانين في مناسبة اليوم العالمي للمسرح بأنها فرصة لتبادل الأفكار والتقاء مختلف الأجيال لدراسة ما يسهم في الارتقاء بالمسرح القطري، وهو ما تحرص عليه وزارة الثقافة.
ويؤكد الصديقي حرص المركز على الاحتفال بهذه المناسبة سنويا، في تقليد راسخ يجمع المسرحيين القطريين الذين كانوا أول من احتفل بهذا المناسبة في منطقة الخليج عام 1980. مؤكداً وجود تلاحم على مدى السنوات السابقة بين احتفالية اليوم العالمي للمسرح وبين مهرجان الدوحة المسرحي، غير أن المهرجان سيقام هذه السنة في شهر مايو المقبل وعقب انتهاء معرض الدوحة للكتاب.
واستهل الحفل، الإعلامي تيسير عبدالله معرباً عن سعادته بالحضور الفني الكبير. مؤكداً أن هذا الحضور يعكمس شغف الجميع باللقاء والتواصل من أجل النهوض بالمسرح، خاصة وأن قطر كانت أول دولة خليجية تحتفل بهذه المناسبة، وذلك عام 1980.
تحديات مسرحية
وعلى هامش الاحتفال، رصدت تطلعات الفنانين من أجل النهوض بالحركة المسرحية، حيث دعوا إلى ضرورة استمرار عودة الموسم المسرحي، وتكثيف الدعم للفرق المسرحية، والحفاظ على إقامة مهرجان الدوحة المسرحي بشكل دوري. ويؤكد الإعلامي والناقد المسرحي د.حسن رشيد أن أهمية اليوم العالمي للمسرح، تكمن في التجمع الذي حظي به من حضور كافة الفنانين القطريين. معرباً عن أمله في أن يكون هناك موسم مسرحي وعرض مسرحي يواكب هذا الاحتفال.
ويقول: إن عدم إقامة موسم مسرحي أوجد فراغاً لدى معظم المسرحيين، غير أن الجهود المبذولة حالياً من وزارة الثقافة للنهوض بالمسرح تعكس مدى الرغبة في استعادة الحراك. معرباً عن أمله في تقديم مبادرات مسرحية، لبث الأمل في نفوس شباب المسرحيين، وإعادة اللحمة للحراك المسرحي، لتكون هناك مشاركات خارجية، مع تنظيم الدورات، لإعادة المسرح القطري إلى سابق عهده.
ويبدي الفنان والمخرج المسرحي علي ميرزا محمود أمله أن تعود الحركة المسرحية إلى سابق عهدها، كما ولدت عملاقة معطاءة، «ولذلك آمل أن يعود هذا النشاط إلى سابق عهده، ليعود المسرح القطري السابق إلى اللاحق».
ويرى أن أبرز التحديات التي تواجه المسرح هي الميزانيات، وغياب موسم مسرحي ثابت، يلزم الفرق المسرحية بتقديم عروض مسرحية، علاوة على غياب المسرح الشبابي، وكذلك غياب التأهيل للمبتدئين والهواة. ويقول إن كل هذه العناصر تؤثر على سير الحركة المسرحية. أما الفنان عبدالله غيفان فيصف الاحتفال بأنه بادرة طيبة، «تذكرنا بالعام 1980 عندما جرى الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، وشكلت هذه البداية نقلة نوعية للمسرح القطري، حتى وصلنا إلى مرحلة مميزة، غير أنها تستدعي المحافظة عليها. مشدداً على ضرورة تعافي المسرح القطري من مرضه، «وأننا على ثقة في وزارة الثقافة بأن يكون هنالك حراك مسرحي، يعكس تاريخنا المسرحي الكبير». ويلفت الفنان محمد أبوجسوم إلى بواكير الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، والذي كان يشهد تقديم عروض متنوعة، تسهم في تأهيل المسرحيين، ليأتي بعد ذلك مهرجان الدوحة المسرحي، فكان له بعده الفكري والثقافي، والذي ساهم في تعزيز الخبرات بين المسرح القطري وغيره، ما جعله تظاهرة ثقافية كبيرة.
معربًا عن أمله في استمرار مهرجان الدوحة المسرحي، وأن يكون هناك تجديد وابتكار في تطوير المسرح القطري. ويصف الفنان غازي حسين الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بأنه بادرة طيبة من وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح، خاصة وأن الجميع متعطش لعروض مسرحية قوية. معرباً عن أمله في أن تتكلل جميع الجهود بإنتاج مسرحي راق يعكس اهتمام دولة قطر بالثقافة، لاسيما «أبو الفنون».
ويبدي الفنان علي حسن سعادته بالتجمع الفني الذي شهده الاحتفال، ما يعكس رغبة الجميع في أن يكون هناك حراك مسرحي، يعيد للمسرح القطري تاريخه، على غرار جيل الرواد الذي قدم العديد من الأعمال المسرحية.
ويعرب عن أمله في أن يكون هناك اهتمام بالشباب، «فلديهم إمكانيات وقدرات كبيرة، تستدعي الاحتواء». مشيراً إلى أهمية أن تكون هناك نوافذ مسرحية لهم، علاوة على الرغبة في استمرار الجيل السابق في تقديم الأعمال المسرحية.
يوسف سلطان: تواصل العروض المسرحية
يعرب الفنان يوسف سلطان عن أمله في أن يعود المسرح القطري لتاريخه العريق، وأن يواكب الاحتفال باليوم العالمي للمسرح تقديم عروض فنية، خاصة وأن قطر دولة لديها تاريخ عريق في مجال المسرح. كما يعرب عن أمله في استمرار إقامة مهرجان الدوحة المسرحي، ليعكس تلك العراقة، بحيث يتم تقديم عروض مسرحية على مستوى تليق بقيمة وتاريخ المسرح وعراقته، وأن تتواصل العروض المسرحية على مدار العام، من خلال تكثيف الدعم للفرق المسرحية، لإعادة الزخم إلى الحركة المسرحية.
عبدالله الكواري: العودة للموسم المسرحي
يؤكد الفنان عبدالله دسمال الكواري أن المسرح القطري مر بمراحل عديدة من العراقة، منها احتفاله باليوم العالمي للمسرح، والذي كان من ميزته أن تكون هناك عروض مسرحية، «وعلى هذا النحو كنا نحتفل به قديما. مستحضراً حينما كان رئيساً لفرقة الدوحة المسرحية عام 1995، قدمت الفرقة في هذه المناسبة عرضاً مسرحياً، وشاركت به في المهرجان الخليجي، وحصدته على إثر هذه المشاركة جائزة أفضل عرض. داعياً إلى تقديم موسم مسرحي، يستعيد هذا التاريخ المسرحي، ويسهم في إعداد جيل من الشباب.
أحمد الفضالة: مواكبة المسرح المتطور
يؤكد المنتج أحمد الفضالة أن الاحتفالية تعكس اهتمام وزارة الثقافة بالمسرح، وأن يكون هناك مسرح متطور، ووجوه شبابية جديدة. داعياً إلى عدم الاقتصار على مناسبة واحدة للمسرح خلال السنة، إذ يجب الاهتمام به على مدار العام، بتقديم عروض مسرحية، وأن تكون هناك خشبة مسرح جديدة، تتوفر لها كافة الجوانب الفنية والتقنية، نظرا لتنوع المدارس المسرحية، والتي تستدعي مسارح متفاوتة، علاوة على ضرورة وجود طفرة في البنية التحتية في مجال المسرح المتطور.
أحمد البدر: تفعيل الحراك المسرحي
يوجه المؤلف والمخرج المسرحي أحمد البدر، التهنئة إلى جميع المسرحيين في قطر والعالم العربي بهذه المناسبة. معتبراً التجمع الفني الذي شهده الاحتفال مفاجأة كبيرة له، في ظل الحضور الكبير من الفنانين، بما يعكس رغبة الجميع في النهوض بالمسرح، وإعادة ألقه، «فمثل هذه المبادرات تعد البداية من أجل حراك مسرحي فاعل».
أحمد الخياط: علينا إعادة المسرح لتاريخه
يعرب الفنان أحمد الخياط عن سعادته بالحضور الكبير الذي شهدته احتفالية وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح باليوم العالمي للمسرح، الأمر الذي يعكس بدوره رغبة جميع الأجيال في النهوض بالمسرح، وإعادته إلى تاريخه وعراقته التي كانت في السباق. ويقول: إن قطر تتمتع بجيل من الفنانين الرواد، وكذلك بجيل صاعد من الشباب ممن لديهم القدرة على النهوض بالمسرح، بفضل ما يحظون به من دعم ورعاية من جانب وزارة الثقافة التي لا تألو جهدا في النهوض بالحركة المسرحية، ودعم الشباب من أجل إنتاج عروض مسرحية.
مساحة إعلانية