المقاومة تغير موازين المعركة مع إسرائيل بـ”ستريلا 2″ المطورة.. إليك مميزاتها
عربي ودولي
0
المقاومة تغير موازين المعركة مع إسرائيل بـ”ستريلا 2″ المطورة.. إليك مميزاتها
المقاومة الفلسطينية تطور صواريخ ستريلا المضادة للطائرات
الدوحة – موقع الشرق
يبدو أن قواعد المعركة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي دخلت مرحلة جديدة أربكت حسابات تل أبيب بعد استخدام كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وغيرها من الفصائل في قطاع غزة نسخة مطورة محلياً من صواريخ “ستريلا 2” المضادة للطائرات الحربية.
وشهدت ساعات التصعيد الأخيرة في قطاع غزة كثافة في إطلاق قوى المقاومة صواريخ أرض-جو للتصدي للطائرات الحربية الإسرائيلية، لعرقلة تنفيذها غارات جوية، رداً على صواريخ أطلقتها المقاومة على مستوطنات “غلاف غزة” نصرة للمسجد الأقصى المبارك.
وبثت كتائب الشهيد عز الدين القسام وقوى أخرى، مشاهد مصورة لعمليات تصدي دفاعاتها الجوية بصواريخ أرض-جو لطائرات الاحتلال في أجواء القطاع.
ويشير موقع الجزيرة نت في تقرير نشره اليوم الأحد إلى أن كتائب القسام كان لها فضل السبق في استخدام هذه النوعية من الصواريخ، قبيل موجة التصعيد الأخيرة، بإعلانها -لأول مرة- في 3 أبريل الجاري عن أن “سلاح الجو” التابع لها كان في مهمة تدريبية في أجواء مدينة رفح على الحدود الفلسطينية المصرية جنوب القطاع، عندما اعترض طيران حربي إسرائيلي طائرة مسيرة من نوع “شهاب” محلية الصنع، فردت الدفاعات الجوية للقسام باستهداف الطيران المغير بعدد من صواريخ أرض-جو.
ستريلا محلي الصنع
وكشفت مصادر سياسية وعسكرية في المقاومة للجزيرة نت، عن نجاح مهندسي المقاومة في تطوير نموذج محلي عن صواريخ “ستريلا 2” سوفياتية الصنع، المضادة للطيران، “وما حدث في الأيام القليلة الماضية كانت مرحلة تجريبية لهذه الصواريخ”.
وتتطلع المقاومة للوصول إلى “سماء آمنة”، بتطويرها منظومات دفاعية تمنع استباحة الطيران الحربي الإسرائيلي لأجواء القطاع، بعد نجاحها منذ العام 2014 في تحييد المروحيات الحربية التي يستدعي تنفيذها مهام هجومية وضرب أهداف على الأرض التحليق على ارتفاعات منخفضة، بحسب مصادر المقاومة.
وقالت إن المقاومة كثفت عقب “معركة سيف القدس” في مايو 2021، من مساعيها لتطوير صواريخ مضادة للطيران، في محاولة منها لمنع أو تقليل مخاطر التحليق المكثف والآمن لمقاتلات الاحتلال في أجواء غزة، وتنفيذ غارات هجومية، وقد نجحت في امتلاك “مخزون” من هذه الصواريخ، وهو ما أثبتته كثافة عمليات التصدي الأخيرة.
ومنذ الحرب الثالثة على غزة في العام 2014، ظلت كتائب القسام وقوى المقاومة تعتمد استخدام مدافع 14.5 سوفياتية الصنع، بمدى إطلاق نار يصل إلى ألفي متر، مما أسهم في تحييد المروحيات، في حين أسفرت جهود مهندسي المقاومة -بحسب المصادر- عن نسخة محلية من صواريخ “ستريلا 2″، ورغم أنها لا تزال في المرحلة التجريبية فإنها ستسهم في عرقلة عمل المقاتلات الحربية الإسرائيلية.
وفي العام 2013 كشفت كتائب القسام عن امتلاكها صاروخ “ستريلا 2” ويعني بالعربية “السهم”، لم تفصح عن مصدره، واستخدمته -لأول مرة- في 19 أبريل 2022، في التصدي لمقاتلات إسرائيلية في أجواء غزة.
وفي ذلك الحين، أقرت إسرائيل باستهداف طائرتها بصاروخ أرض جو، ولاحقا قالت أوساط أمنية وعسكرية إن “الطائرات أصبحت تحلق في أجواء غزة على ارتفاعات بعيدة، إثر تأكد امتلاك حماس لصواريخ مضادة للطيران”.
مميزات صواريخ “ستريلا 2”:
وهذه المنظومة من الصواريخ خفيفة الوزن، وتحمل على الكتف، وهي مصممة لاستهداف المقاتلات والمروحيات الحربية على ارتفاعات منخفضة تتراوح بين ألف و1500 متر، وقد دخلت حيز الاستخدام فعليا في العام 1968، وتمتاز بقدرتها على المباغتة، لسهولة نقلها وإطلاقها في ثوان معدودة، مما يجعلها في مأمن من الرصد والاعتراض.
إستراتيجية جديدة
وقال الناطق باسم حماس حازم قاسم للجزيرة نت: “إن المقاومة تنتهج إستراتيجية جديدة في التعامل مع طيران الاحتلال في سماء غزة، وتواصل تطوير قدراتها وأدواتها للرد على جرائمه”.
وتهدف مخططات المقاومة إلى الوصول لمرحلة تأمين سماء غزة من الطيران الإسرائيلي المعادي، ومنعه من حرية التحليق والاستهداف، وفق قاسم.
ومن بين قوى عدة شاركت في التصدي للطيران، عرضت وحدة الدفاع الجوي التابعة لحركة المجاهدين مقطعاً مصوراً يظهر فيه أحد عناصرها وهو يطلق صاروخ أرض- جو، محمولاً على الكتف، وقال القيادي في الحركة مؤمن عزيز للجزيرة نت: “المقاومة تعمل على مدار الساعة من أجل تثبيت نظرية الردع” وتعمل على تطوير أسلحة وصواريخ محلية الصنع، لمنع طائرات الاحتلال من التحليق في سماء غزة.
بصمات بارزة وتطور لافت
ويؤمن الخبير العسكري اللواء متقاعد يوسف شرقاوي بقدرة المقاومة في غزة على الوصول لغاية “سماء آمنة”، وقال للجزيرة نت: “بما أنها بدأت ستصل”، غير أنه لا يبالغ في تقديرها، رغم احتمالات الخطر على طيران الاحتلال، جراء هذه الصواريخ التي لا تزال في المرحلة التجريبية، وبحاجة إلى مزيد من الوقت للتطوير من حيث الدقة والمدى والقوة التفجيرية.
ورغم أن “ستريلا 2” أو “سام 7″، التي يقول شرقاوي أنها استمدت اسمها الثالث “الكوبرا” من مقدمة الصاروخ وهي منبع التغذية وتشبه الكوبرا في حساسيتها العالية، منظومة قديمة فإنها لا تزال رائجة لدى كثير من الجيوش وحركات التحرر حول العالم.
وبدوره، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية مصطفى إبراهيم للجزيرة نت، إن إسرائيل تنظر بخطورة كبيرة للتطور اللافت في قدرات المقاومة على صعيد استهداف الطيران، وقد توقف محللون عسكريون وأمنيون إسرائيليون طويلاً أمام الكثافة التي شهدها التصعيد الأخير في إطلاق صواريخ أرض-جو، ترجح مستويات إسرائيلية أنها صناعة محلية.
ورغم أن هذه الصواريخ لا تزال في مرحلتها الأولى، فإن المخاوف الإسرائيلية قائمة من نجاحها في إسقاط طائرة ما سيحدث تحولاً إستراتيجياً في المواجهة، باعتبار أن سلاح الجو هو الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلي منذ عقود، ويعتمد عليه في عمليات التجسس وجمع المعلومات الاستخبارية، وفي تنفيذ غارات جوية ومهام هجومية.
مساحة إعلانية