انطلاق فعاليات مهرجان مرمي قطر الدولي الرابع عشر “مرمي 2023”
محليات
108
انطلاق فعاليات مهرجان مرمي قطر الدولي الرابع عشر “مرمي 2023”
انطلاق فعاليات مهرجان مرمي قطر الدولي الرابع عشر
الدوحة – قنا
انطلقت اليوم، فعاليات مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد في نسخته الرابعة عشرة (مرمي 2023) والذي يقام تحت رعاية سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني ويستمر إلى الثامن والعشرين من الشهر الجاري وتنظمه جمعية القناص في صبخة مرمي بسيلين.
وفي صحراء سيلين المترامية الأطراف، حيث تلتقي زرقة السماء مع الرمال الذهبية، كسر المشاركون صمت الفضاء، إذ بسط الصقارون أفرشتهم في جلسات أخوية قبل انطلاق المنافسات، يتبادلون أطراف الحديث مع ارتشاف القهوة العربية.. فيما بسطت الصقور سطوتها في السماء عندما حل وقت المنافسات.
وأعطت بطولة الطلع، شارة انطلاق المهرجان وسط مشاركة صقارين لامعين، وآخرين يشقون طريقهم نحو النجومية، بينما شهدت الفترة المسائية بدء أولى منافسات بطولة هدد التحدي وسط مشاركة محلية ودولية.
ويهدف مهرجان قطر الدولي للصقور والصيد “مرمي” إلى توثيق وتعزيز تراث الصقارة المسجل في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية وفقا لمنظمة اليونسكو منذ نوفمبر عام 2010.
وكانت دولة قطر من أوائل الدول التي تبذل جهودها لتعزيز الحفاظ على هذا التراث العالمي ليس في قطر فحسب، بل في العديد من الدول العربية والأجنبية، مساهمة بذلك في الحفاظ على هذا الموروث العالمي، ويعتبر مهرجان مرمي أحد أكبر المهرجانات المتخصصة في مجال الصقور والصيد في المنطقة والعالم دليلا على هذا الاهتمام الكبير.
وأسفرت الفترة الصباحية عن تأهل صقارين اثنين إلى الأدوار المقبلة هما شاهين سالم الدوسري (عن المجموعة الثانية) وسلطان أحمد النعيمي (عن المجموعة الخامسة)، فيما فشل صقارو المجموعات الأولى والثالثة والرابعة في تحقيق التأهل، إذ كانت صقورهم تطلع دون أن تقع أعينها الحادة على الحبارى، ويتم إقصاؤها تباعا.
وقال محمد بن مبارك العلي، رئيس لجنة الطلع، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن مسافة بطولة الطلع، وهي المسافة الفاصلة بين نقطة الانطلاق ومكان إطلاق الحبارى تقدر بما بين 2 كيلومتر و1800 و1900 متر، وذلك حسب الوجهة التي تختارها الحبارى عند إطلاقها إما تذهب شرقاً أو غرباً.
وأشار إلى أن من قوانين المسابقة أيضا، هو تحديد 5 دقائق من لحظة تفريع الصقور (إزالة البرقع) من على رؤوسها. وإذا طلع صقر وصاد، فإن سباق المجموعة ينتهي، وإذا طلع ولم يصطد، يتم استبعاد صاحب الصقر الذي طلع ولم يصطد، ويعاد السباق للباقين مع إعادة العداد إلى 5 دقائق أخرى (حيث إن المحاولتين: الأولى والثانية هي 5 دقائق لكل محاولة)، وفي المحاولة الثالثة، يتم استئناف التوقيت في السباق الذي توقف عند الإعادة الثانية.
وتوقع رئيس لجنة الطلع أن تتأهل الصقور القوية خلال أيام البطولة والتي أبانت عن مكانتها في البطولات السابقة.
بدوره، قال الصقار حمد هادف المنصوري في تصريح مماثل لـ/قنا/، إن مهرجان مرمي الدولي 2023، له طعم خاص هذا العام، خصوصا وأنه يأتي بعد النجاح الباهر لكأس العالم FIFA قطر 2022، والإجراءات الجديدة التي اتخذتها جمعية القناص التي تسهر على تنظيم المهرجان وفق أحسن الظروف، ما أعطى دفعا قويا للمتنافسين وتشجيعهم على المشاركة.
وأكد أن الصقارين ينتظرون هذه المحطة كل عام من أجل التوقيع على مشاركة متميزة، منوها بأن بطولة الطلع لها طعم خاص، حيث إنها متوارثة، والمجهودات فيها تكون من بداية الموسم، مشبها المهرجان بـ”الامتحان” من أجل الوقوف على مدى جاهزية الصقور.
وأضاف المنصوري أن المشاركة وأجواء المهرجان في حد ذاته هو إنجاز ونجاح، بغض النظر عن تحقيق البطولات والألقاب، خصوصا أثناء التأهل إلى الأدوار المقبلة. كما أن الحماس بين الصقارين حاضر بقوة، وهو ما يزيد من حدة التنافس والإثارة في جو أخوي.
وبخصوص أجواء تدريب الصقور، وهل يفضل تدريبها في مكان غير مكان البطولة أو مكان المنافسة، أكد المنصوري على أهمية هذا الأمر، حيث إن التدريب في نفس بيئة المسابقة له أثر كبير على الأداء، ولهذا نرى كثيرا من المتسابقين يأتون إلى هنا قبل أسبوع أو أسبوعين من أجل استئناس صقورهم بالمكان.
وحول تحدي نوع الطريدة التي يتم التدرب عليها، واختلافها عن الحبارى، وتأثيرها سلبا أو إيجابا، قال الصقار حمد المنصوري إن هناك وسائل أخرى في التدريب، حيث إن عددا من الصقارين يستخدمون الإوز، كما أن أشخاصا مجتهدين ويشترون الحبارى رغم غلاء ثمنها وندرتها، ويدربون الصقور عليها، لأن المسابقة في حد ذاتها متعة.
إلى ذلك، نوه بأنه رغم أن بعض الصقارين يذهبون في رحلات قنص وصيد خارج البلد، إلا أن بطولات مهرجان مرمي تجبرهم على قطع السفر والعودة من أجل المشاركة، نظرا لقيمة المهرجان وأجوائه الرائعة.
وأشاد بما تبذله جمعية القناص واللجنة المنظمة للمهرجان من مجهودات لخدمة الصقارين.
وخلال الفترة المسائية، انطلقت الإثارة والتحدي مع بطولة هدد التحدي، والتي جذبت أنظار الزوار منذ اللحظات الأولى، سواء من على المنصة الرئيسية للمهرجان، أو على جنبات ميدان السباق، مع دخول متنافسين محليين أقوياء ونظرائهم الدوليين، بما يدل على مدى إشعاع هذه البطولة وجذبها اهتمام وأنظار الجميع.
وأوضح السيد علي سلطان ناصر الحميدي، رئيس لجنة هدد التحدي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن بطولة هدد التحدي نظرا لقوتها فإنها تستقطب عددا كبيرا من المشاركين من دول عربية وخليجية، حيث إن عدد المسجلين بلغ 1000 صقر هذا العام، وهم على أهبة الاستعداد.
ولفت الحميدي أنظار المتسابقين في بطولة هدد التحدي، إلى أن عملية (تزبين الحمامة/ إجبارها على الاختباء)، من قبل الصقر، أصبحت لها آلية مختلفة عن السابق، حيث ينبغي على الصقر أن يجبر الحمامة على “التزبين”.
وأوضح رئيس لجنة هدد التحدي أن اليوم الأول شهد تنافسا على غرار العام الماضي، حيث إن الصقارين أبدوا استعدادهم الكبير، وأنهم في مستوى التحدي مع عبدالله فخرو بحمامه الزاجل، وهو ما تجلى في اصطياد ثلاثة صقور للحمام الزاجل.
وأهاب بالصقارين بالحضور المبكر، وعدم الغياب حتى تزداد المنافسات إثارة ومتعة وتشويقا، مثلما كان عليه الأمر في النسخ السابقة للمهرجان، وكذلك من أجل تسهيل المأمورية على أعضاء اللجنة وباقي المشاركين.
والمتأهلون إلى نهائي بطولة هدد التحدي هم: محمد راشد العذبي وفريق المجد، ثم فريق أم الزبار.
ويفوز المتأهل إلى نهائي بطولة هدد التحدي بـ100 ألف ريال نظير التأهل، والمنافسة على سيارة لكزس في النهائي.
وأعرب المتأهلون إلى الدور قبل النهائي في بطولة الطلع، والفائزون والمتأهلون إلى نهائي بطولة هدد التحدي عن سعادتهم بما حققوه من إنجاز، مؤكدين أن لكل مجتهد نصيباً.
وتقدم المشاركون بالشكر للجنة المنظمة لمهرجان مرمي، والجهود الكبيرة التي تقوم بها والسهر على نجاح المهرجان، لما فيه خير الجميع.
ومنذ يومه الأول شهدت فعاليات مهرجان مرمي الدولي حضورا جماهيريا خلال الفترة المسائية، حيث ساعد في ذلك، الطريق الصحراوية المعبدة المؤدية إلى موقع المهرجان.
وتجرى يوم غد /الإثنين/ تصفيات بطولة الطلع للمجموعات من 6 إلى 11 خلال الفترة الصباحية، وتصفيات بطولة هدد التحدي للمجموعة الثانية خلال الفترة المسائية.
مساحة إعلانية