حرب أوكرانيا تدخل مرحلة جديدة بعمليات نوعية
انتهى العام 2022 وما زالت الحرب في أوكرانيا مستمرة بلا حل سياسي في الأفق القريب، وسط مخاوف من توسع الصراع واتخاذه منحى آخر أكثر خطورة وكارثية، ودخوله مرحلة جديدة لا تشبه سابقاتها.
وفي هذا الشأن، قال المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء محمد الثلجي لـ “العربية.نت”، إن الحرب في أوكرانيا تدخل الآن في مرحلتها الرابعة أو على وشك الدخول فيها.
وأضاف أن الحرب في أوكرانيا تنقسم الآن لثلاث مراحل، الأولى مرحلة الهجوم الروسي وقد قابلها الجيش الأوكراني بالدفاع، والثانية تثبيت هذا الهجوم واحتوائه، والمرحلة الثالثة انتقلت فيها القوات الأوكرانية إلى الهجوم واستعادة الكثير من الأراضي التي سيطر عليها الروس.
من القصف الروسي على كييف – رويترز
عمليات نوعية في أكثر من منطقة
أما المرحلة الرابعة، فأوضح الثلجي أن معالمها عير واضحة بعد، مشيراً إلى أن القوات الروسية تحضر لنوع من مختلف من العمليات وقد تشن عمليات عسكرية في أكثر من منطقة وخاصة الشمال.
ولفت إلى أن تلك العمليات قد تكون مصحوبة بهجمات صاروخية وجوية مكثفة لتشتيت جهد القوات الأوكرانية وقد تقوم بقطع طرق الإمداد التي تصل من خلالها المساعدات إن تمكنت من ذلك.
من القصف الروسي على كييف – رويترز
كما أضاف أن العمليات قد تصل إلى ذروتها في مطلع هذا العام ولن يوقف الشتاء شدتها وزخم القتال بل سيستمر وسيبحث الطرفان عن فرص حقيقية لتحقيق مكاسب نوعية في الأيام المقبلة قد تغير مسار الحرب وتجبر أحد أطرافها على الخضوع وقبول المفاوضات.
أسلحة فتاكة
إلا أنه أكد عدم وجود صيغة تفاهم يجتمع عليها الطرفان وتمسك كل منهما بشروطه واستمرار الدعم الغربي مما يجعل فرص التفاوض معدومة، ويزيد من فرص التصعيد والذي قد يدفع بالطرفين إلى الاستمرار وتكبد المزيد من الخسائر في الأرواح والعتاد.
وأشار إلى أن تلك العوامل ربما تدفع روسيا تحديداً إلى استخدام أسلحة فتاكة غير تقليدية إذا لم تستطع تحقيق انتصار يحفظ ماء وجهها، أو إذا تعرض جيشها لخسائر فادحة قد تعرض كينونة الدولة الروسية للخطر وهذا ربما لا يحبذه أطراف الصراع جميعاً.
وأضاف أن القاعدة التي تدفع حلف الناتو قدماً هي أن “انتصار روسيا هزيمة للغرب”، وأن أيا من الحلول الدبلوماسية يجب أن يضمن عدم هزيمة أوكرانيا وكذلك عدم انتصار روسيا، وهي معادلة يصعب وضعها في كفة الميزان وقد تكلف الكثير من الدماء والمال.
من القصف الروسي على كييف – رويترز
دخول بيلاروسيا الحرب
في موازاة ذلك، قال المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء محمد الثلجي، إن دخول بيلاروسيا الحرب إلى جانب روسيا أمر يكتنفه الكثير من الغموض وتحيط به الشكوك، ويدعم وجهة نظره بعدد من العوامل المهمة، وذلك بالرغم من الضغوطات الهائلة التي تمارس على الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من قبل سيد الكرملين.
واعتبر أن بيلاروسيا لا ترغب في الدخول بالصراع لعدم وجود رضى شعبي في حالة اتخاذ هذا القرار، والدخول في دوامة العقوبات الغربية التي طالتها ولكن بشكل أقل من روسيا.
عبر بيلاروسيا.. خطة روسية جديدة لإسقاط كييف
كما أوضح أن بيلاروسيا ليس لديها القدرة على تحمل الخسائر البشرية والمادية ودفع كلفة باهظة نتيجة الاشتراك بعمليات قتالية مع روسيا، وربما أن التعاطف الذي تبديه بيلاروسيا مع الموقع الروسي يأتي كنوع من رد الجميل إلى الرئيس بوتين ومواقفه المؤيدة للرئيس لوكاشينكو وتثبيت أركان حكمه في فترة عصيبة مرت عليه قبل 3 أعوام.
إلى ذلك، ذكر الثلجي أن بيلاروسيا لا ترغب أيضاً في الدخول بالصرع الأوكراني، لأن قادة جيشها لا يشعرون بارتياح لقرار المشاركة في الحرب، وبالتالي لا يوجد إجماع في الأوساط العسكرية البيلاروسية، معتبرين أنها مغامرة محفوفة بالمخاطر خاصة في ظل مواجهة مع حلف الناتو الذي يدعم العمليات في أوكرانيا بشكل غير مسبوق.
هل بطاريات باتريوت قد تقلب الصراع؟
أما بشأن وعود الإدارة الأميركية بتزويد القوات الأوكرانية ببطاريات باتريوت ومدى تأثير ذلك على موازين الصراع، فأوضح الثلجي أن هذه المنظمة لا تختلف عن منظومات الدفاع الجوي الأخرى، مثل “ناسامز” أو “إيرس-تي” و “إس 300” وغيرها.
وأضاف أن هذه المنظومات قد تستغرق وقتاً لتصل إلى أوكرانيا بعد أن يتم تدريب الأطقم عليها وتأهيلهم لاستخدامها وهذا قد يستغرق عدة أشهر، إلا إذا كانت الولايات المتحدة أو أحد الدول الأوروبية قد دربت الأطقم الأوكرانية عليها مسبقاً.
إلا أنه أوضح أن هذه المنظومات يمكن إشباعها بأهداف رخيصة الثمن واستنزاف ذخيرتها مما يجعلها عرضة للتدمير أو فقدانها لقدرتها على القتال، كما أنها غير قادرة على اكتشاف الطائرات المسيرة مما يعرضها للخطر والتدمير.