حصاد 2022.. إنجازات كبيرة في كل قطاعات الدولة على طريق تحقيق النهضة الشاملة
محليات
16
حصاد 2022.. إنجازات كبيرة في كل قطاعات الدولة على طريق تحقيق النهضة الشاملة
الدوحة
الدوحة – قنا
شهد عام 2022 نجاحات عدة وإنجازات كبيرة على الصعيد المحلي، وفي كافة القطاعات بالدولة، في إطار تحقيق رؤية قطر الوطنية (2030)، وترسيخا لدعائم حركة النهضة الشاملة في البلاد.
وكانت الاستضافة الناجحة والاستثنائية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أكبر شاهد على التقدم الذي أحرزته دولة قطر في شتى المجالات، والتطور الذي وصلت إليه البلاد، بعد أن تضافرت كل القطاعات في الدولة لتحقيق الإنجاز التاريخي وتحقيق الحلم في تنظيم أروع نسخة من بطولات كأس العالم.
لم يكن هذا النجاح القطري في تنظيم المونديال من قبيل الصدفة، بل هو انعكاس لتخطيط طويل الأمد، واستراتيجية واضحة، وتعاون كل جهات الدولة التي لم تأل جهدا على مدى سنوات طويلة، وصولا لمعانقة الإبداع وجني ثمار الجهود المبذولة في سبيل النهوض بالوطن وتحقيق النهضة الشاملة فيه.
ففي الشأن الأمني، تصدرت دولة قطر في العام 2022، وللعام الرابع عشر على التوالي، منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الأمن والأمان، وفقا لمؤشر السلام العالمي (GLOBAL PEACE INDEX) الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام في أستراليا.. بينما حلت في المرتبة (23) عالميا من بين (163) دولة شملها المؤشر على مستوى الحالة الأمنية، متقدمة بـ (6) مراكز عن العام السابق.
وبحسب المؤشر، فإن تصدر قطر في مؤشر السلام العالمي على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإحرازها مراتب متقدمة على المستوى العالمي في التصنيف، يؤكد ما تتمتع به من مستوى عال في الأمن والأمان وانخفاض معدل الجرائم والاستقرار السياسي، بالإضافة إلى خلوها من الأنشطة الإرهابية والتهديدات، سواء كانت داخلية أم خارجية.
وفي مؤشر الأمن العام بمفهومه الشامل، احتلت دولة قطر المرتبة الأولى عالميا وعربيا وعلى مستوى الشرق الأوسط في هذا المؤشر لعام 2022 الصادر عن قاعدة البيانات العالمية نامبيو (numbeo).
وقد واصلت وزارة الداخلية أداء رسالتها في الحفاظ على الأمن والأمان في البلاد، وفقا لاستراتيجيتها الشاملة، التي تهدف إلى المحافظة على المكتسبات، واستيعاب التحديات الراهنة على الساحة الأمنية العالمية، والاستجابة للاستحقاقات التي شهدتها البلاد خلال العام 2022، وعلى رأسها تأمين بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
وفي هذا السياق، حققت الجهات الأمنية نجاحا غير مسبوق في تاريخ المونديال، حيث لم تسجل أي جرائم أو حوادث مقلقة للأمن طوال أيام البطولة، في مؤشر على نجاح استراتيجيتها الأمنية وخطتها في تأمين المباريات والفعاليات والمنشآت العامة والخاصة وإدارة الحشود.
وعكس هذا النجاح في تأمين كأس العالم FIFA قطر 2022، طبيعة الاستعدادات التي شرعت فيها الجهات الأمنية (قوة أمن البطولة) و(الأمن العام) قبل وقت مبكر، تجسيدا لاستراتيجية وزارة الداخلية من حيث التأهيل والتدريب وتوظيف كافة الإمكانيات والوسائل، لتكون هذه البطولة الأكثر أمنا في التاريخ.
ولم يكن هذا النجاح الأمني الذي أدهش العالم أمرا مستغربا، بل هو نتيجة طبيعية لنهج أمني يتفق مع أعلى المعايير الدولية في تحقيق الأمان والسلام، ويسترشد بتعاليم الدين الحنيف ودستور الدولة، والقوانين المنظمة لعمل وزارة الداخلية، ورؤية قطر الوطنية 2030، وذلك تحقيقا لسيادة القانون ولمبادئ العدالة والمساواة والتماسك الاجتماعي والحفاظ على قيم المجتمع وثقافته.
كما أن النجاح الأمني الذي تحقق في بطولة كأس العالم وفي غيرها من البطولات والفعاليات والأحداث الدولية الكبرى، التي استضافتها الدولة، هو ثمرة للاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ودرجة الأمان العالية التي تؤكدها المؤشرات الدولية.
وفي المحور الخدمي، واصلت وزارة الداخلية تعزيز خدماتها الأمنية الإلكترونية، لتواكب أفضل الممارسات في هذا المجال، حيث وصل إجمالي الخدمات المقدمة عبر مطراش 2 إلى 300 خدمة تقريبا.
وفي المحور ذاته، دشنت وزارة الداخلية، على هامش النسخة الرابعة عشرة من معرض ميليبول قطر، التي عقدت في مايو الماضي، 7 مبان جديدة، هي: (مركز دفاع مدني الوكرة، مركز شرطة السيلية، مجمع أمن الشمال، إدارة شرطة الفزعة بمنطقة مسيمير، قسم مرور وتحقيق الثمامة، فرع تابع قسم الأثر، ومركز شرطة أم صلال)، كما انتهت الأعمال الإنشائية والتجهيزات للمقر الجديد للإدارة العامة للجوازات، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة لتطوير خدماتها للجمهور على كافة المستويات.
من جهته، شهد القطاع الصحي في دولة قطر خلال العام 2022 تطورا لافتا مع تدشين عدد جديد من المنشآت والمرافق الصحية الى جانب اعتماد مزيد من التقنيات الحديثة في القطاع الطبي.
فقد ارتفع عدد المستشفيات في القطاع العام إلى 16 مستشفى، مقارنة بعدد 6 مستشفيات في عام 2011 عند إطلاق الاستراتيجية الوطنية الأولى للصحة.
كما ارتفع عدد المراكز الصحية في القطاع العام (تشمل المراكز التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والمراكز التي يديرها الهلال الأحمر القطري، وفق اتفاقية مع وزارة الصحة العامة) إلى 33 مركزا خلال العام الحالي، موزعة على مناطق الدولة المختلفة، مقارنة بعدد 24 مركزا في عام 2011.
وشهد العام 2022 افتتاح عدد من المراكز الصحية، شملت مركز المشاف الصحي بطاقة استيعابية تقدر بنحو 35 إلى 50 ألف مراجع، كما تم افتتاح مركز الخور الصحي، بموقعه الجديد، حيث تبلغ طاقته الاستيعابية 50 ألف مراجع.
وشهد القطاع الصحي الخاص توسعا كبيرا أيضا، حيث ارتفع عدد مرافقه خلال العام 2022 ليصل إلى 10 مستشفيات، و19 مركزا لجراحة اليوم الواحد، و390 مركزا صحيا عاما وتخصصيا بما فيها مراكز الأسنان، إضافة إلى 31 مركزا تشخيصيا تتضمن المختبرات الطبية ومراكز الأشعة التشخيصية ومختبرات الأسنان.
كما ارتفع عدد القوى العاملة الصحية في القطاعين العام والخاص إلى 46 ألفا و371 عاملا صحيا العام الحالي، مقارنة بعدد 20 ألفا و682 عاملا صحيا في عام 2011.
وفي العام 2022 أصبحت دولة قطر أول دولة تحصل جميع بلدياتها على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة العالمية، الى جانب ذلك تم في العام 2022 افتتاح مكتب منظمة الصحة العالمية بالدولة، وذلك لتعزيز عمل المنظمة مع الجهات الصحية في دولة قطر، والعديد من الشركاء على الصعيد الوطني كوكالات الأمم المتحدة وغيرها من الجهات ذات العلاقة.
ومن أبرز ما تم إنجازه في هذا الصدد، توقيع اتفاقية شراكة مدتها 3 سنوات بين وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية والفيفا واللجنة العليا للمشاريع والإرث في أكتوبر 2021، من أجل تحسين إتاحة الرعاية الصحية والترويج لأنماط الحياة الصحية في جميع أنحاء البلاد، خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
وواصلت منظومة الرعاية الصحية في قطر في العام 2022 مسيرة التطوير والتحسين والتقدم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، حيث تم تحقيق أكثر من 90 في المئة من مخرجات الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018 – 2022، وتتضمن الاستراتيجية 54 مشروعا و16 هدفا وطنيا يتم العمل لتحقيقها، ويتم من خلالها التركيز بشكل أكبر على الوقاية والعافية وتحسين الحصول على الرعاية وتقديم الخدمات بطريقة أكثر اتساقا وتكاملا.
وخلال العام 2022، حصلت جميع بلديات دولة قطر على لقب المدينة الصحية من منظمة الصحة، كأول دولة في العالم تحصل جميع بلدياتها على هذا اللقب، إضافة إلى حصول المدينة التعليمية بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع على لقب (مدينة تعليمية صحية) وجامعة قطر على لقب الجامعة الصحية.
كما حصلت وزارة الصحة العامة على الاعتماد الدولي لخدمات الصحة العامة على المستوى الوطني من البورد الأمريكي لاعتماد خدمات الصحة العامة، وذلك لمدة خمس سنوات وبذلك تكون دولة قطر أول دولة في العالم تحصل على هذا الاعتماد الدولي بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
كما حصلت وزارة الصحة العامة على الاعتماد الدولي لإدارة سلامة الغذاء من ديوان الاعتماد الأمريكي ANAB في مجال التفتيش على الأغذية المستوردة والمحلية والمنشآت المحلية، وفقا لنظام “أيزو 17020”. وكانت مختبرات الأغذية المركزية التابعة للوزارة سبق لها الحصول على تجديد الاعتراف الدولي من ديوان الاعتماد الأمريكي.
وفي العام 2022 فازت مؤسسة حمد الطبية بالجائزة الكبرى في مجال الاستجابة الوبائية المقدمة من اتحاد المستشفيات العربية في مارس 2022.
من جهته حقق برنامج زراعة الأعضاء بدولة قطر، نجاحا بارزا، تضمن إجراء ثلاث عمليات زراعة رئة ناجحة خلال العام الأول من إطلاق برنامج زراعة الرئة. وقد تجاوز سجل المتبرعين بالأعضاء في البلاد 500 ألف متبرع مسجل، وهو ما يمثل نحو 25 بالمئة من السكان البالغين في قطر. ويوفر البرنامج عمليات جراحية لزراعة الكلى والكبد والرئة، مما يجعل مؤسسة حمد الطبية من أكثر مراكز زراعة الأعضاء شمولا في المنطقة.
وفي قطاع التعليم شهد العام 2022 إنجازات عديدة، سواء في قطاع التعليم الأساسي أو قطاع التعليم العالي، حيث استمرت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في تنفيذ خططها وبرامجها الطموحة سواء كان ذلك من خلال زيادة عدد المدارس ليرتفع لأكثر من 220 مدرسة حكومية، وكذا زيادة عدد رياض الأطفال الحكومية ونسب كبيرة في أعداد طلبتها.
وعلى صعيد متصل، حققت قطر نموا مطردا في عدد مؤسسات البحث العلمي ومراكزه، ليصل عددها إلى (33) مركزا ومؤسسة، تتنوع اهتماماتها بموضوعات مختلفة كالبيئة والطاقة، والطب، وريادة الأعمال والحوسبة، والدراسات الاجتماعية والإنسانية والتربوية والابتكارات التكنولوجية والتنمية المستدامة.
وعلى الصعيد الأكاديمي، اتسعت خارطة البرامج الأكاديمية مع وصول عدد الكليات في العام 2022 إلى 11 كلية تتمثل في: الآداب والعلوم، والإدارة والاقتصاد، والقانون، والشريعة والدراسات الإسلامية، والهندسة، والتربية، والطب “التي احتفت العام الماضي بتخريج أول دفعة”، والصيدلة، والعلوم الصحية، وطب الأسنان، وكذلك كلية التمريض التي استقبلت الدفعة الأولى في خريف هذا العام، وكل هذه الكليات تضم حاليا أكثر من 50 برنامجا للبكالوريوس، يصل فيها عدد الطلبة إلى أكثر من 22 ألف طالب وطالبة.
ولتعزيز قطاع البحث العلمي، شهدت الجامعة زيادة في عدد برامج الدراسات العليا، والتي وصلت هذا العام إلى أكثر من 70 برنامجا تغطي مختلف التخصصات، كما زاد عدد الطلبة في هذه البرامج ليصل إلى أكثر من 2000 طالب وطالبة.
وفي التصنيف الدولي، قفزت جامعة قطر إلى المركز 208 عالميا، وفقا لتصنيف مؤسسة كاكاريللي سيموندس (كيوس إس) للجامعات العالمية للعام 2023 بعد أن كانت تحتل المرتبة 224 في هذا العام (2022) كما قفزت إلى المرتبة بين (301- 350) وفقا لتصنيفات التايمز للتعليم العالي (THE) للعام الجاري.
من جهتها، أسهمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في إنجاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بإطلاق العديد من الأنشطة والفعاليات في المدينة التعليمية، التي ركزت في معظمها على أهمية مشاركة الفرد، وترك انطباع مميز وتجربة فريدة من نوعها لدى الزائرين، والتعريف بالهوية الوطنية والقيم التي تحملها الثقافة العربية.
وأطلقت مؤسسة قطر مجموعة من المبادرات الخاصة بكرة القدم بالتعاون مع “مؤسسة FIFA” و”الجيل المبهر” منها إطلاق برنامج كرة القدم للمدارس (F4S) في قطر، وهي مبادرة يديرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وتهدف للمساهمة في تعليم حوالي 700 مليون طفل على مستوى العالم، وتزويدهم بالدعم والتمكين اللازمين.
واستضافت المدينة التعليمية بطولة كأس العالم للأطفال الدوحة 2022، التي تهدف لجمع الأطفال من خلفيات متواضعة من شتى أنحاء العالم في بطولة لكرة القدم ومهرجان فني للتوعية بحقوق الأطفال.
وأقامت المؤسسة النسخة الثانية من مهرجان دريشة للفنون الأدائية، الذي يدمج المسرح والشعر والبحث والتعليم والتكنولوجيا، ويستكشف طبيعة الفنون الأدائية، ويشرك جيلا جديدا من الفنانين المبتكرين.
كما أطلقت مؤسسة قطر برنامج “تدريب المدربين لكل القدرات”، الذي يهدف إلى تزويد مدربي كرة القدم ومعلمي التربية البدنية وغيرهم من المختصين في تقديم الألعاب الرياضية بالمهارات اللازمة، التي تمكنهم من تدريب الأطفال ذوي الإعاقة.
ونظمت المؤسسة النسخة الثانية من فعالية TED بالعربي في الأردن، والتي شهدت الإعلان عن إطلاق أول نسخة من منصة “شارك أفكارك مع TED بالعربي”، التي تفتح الباب أمام صناع التغيير المبدعين ليناقشوا أفكارهم، حيث يقع الاختيار من خلالها على 16 متحدثا من كافة أنحاء العالم الناطق باللغة العربية، ليقدموا أفكارا مبتكرة وملهمة باللغة العربية، ويشاركوا في محاضرات TED في الفعالية الرئيسية التي ستقام في مارس 2023 في الدوحة – قطر.
من جهتها، نظمت مناظرات الدوحة عددا من الجلسات، وناقشت العديد من القضايا الدولية الملحة، استضافت فيها مجموعة واسعة من الخبراء وصناع القرار والمتخصصين من مختلف دول العالم بالحضور المباشر أو عن طريق الاتصال المرئي.
كما نظم مركز مناظرات قطر النسخة الثالثة من البطولة الأمريكية لمناظرات الجامعات باللغة العربية، بالتعاون مع مركز العباسي للدراسات الإسلامية في جامعة ستانفورد، بمشاركة 40 فريقا يمثلون 40 جامعة أمريكية.
أما قطاع الاتصالات، فقد شهد تدشين عدد من المشاريع أبرزها إطلاق وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أواخر شهر أغسطس 2022 لأول منطقة مراكز بيانات سحابية واسعة النطاق، بالتعاون مع شركة مايكروسوفت، حيث تعتبر هذه المنطقة الخامسة والخمسين لشركة مايكروسوفت على مستوى العالم، وانضمت إلى أكبر بنية تحتية سحابية في العالم، مما يعزز القدرة التنافسية لدولة قطر على المستويين الإقليمي والعالمي، وبما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030، ويرسخ مكانة البلاد الرائدة في مسيرة التحول الرقمي.
وفي 2022 تبوأت دولة قطر مراكز متقدمة دوليا وإقليميا (لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) في مؤشر نضج الحكومة الرقمية الصادر عن مجموعة البنك الدولي للعام 2022.
وحصلت دولة قطر على تصنيف (أ) A في مجموعة الدول المتقدمة في نضج الحكومة الرقمية بمستوى نضج بلغت نسبته 87.4%.
وفي المؤشر تبوأت دولة قطر المرتبة 3 إقليميا و16 عالميا من أصل 198 دولة مشاركة في مؤشر نضج الحكومة الرقمية، كما كان أداء دولة قطر في كافة المؤشرات الفرعية مرتفعا جدا، وأدرجت في تصنيف مجموعة الدول المتقدمة جدا بتصنيف (أ).
من جهتها، حققت وزارة العدل خلال العام 2022 العديد من الإنجازات التي تواكب رؤية قطر الوطنية 2030، خاصة المشاريع الحيوية والمبادرات التي تتماشى مع مشاريع حكومة قطر الرقمية، والخطط القطاعية لاستراتيجية التنمية الوطنية 2018 – 2022.
ونفذت الوزارة 35 مشروعا قانونيا وخدميا ضمن الخطة الاستراتيجية لوزارة العدل 2020 – 2022، التي تم تصنيفها من قبل جهاز التخطيط والإحصاء خطةً نموذجية يتم القياس عليها، وتغطي تلك المشاريع مختلف المجالات ذات الصلة بالإشراف على ممارسة المهن القانونية، وضمان توفير الخدمات الإلكترونية بدقة وجودة عالية للمواطنين والمقيمين كافة، وتوفير التدريب القانوني للفئات المستهدفة بالجهاز القانوني في الدولة، والتنسيق مع الجهات الحكومية بشأن القضايا المرفوعة منها أو عليها.
وأكدت الوزارة أن العمل جار على تحويل خدمات وزارة العدل إلى خدمات إلكترونية ضمن خطة متكاملة لعملية التحول الرقمي لتتم إعادة هيكلة العديد من خدمات الجمهور، ويرتفع عدد الخدمات المقدمة إلى 209 خدمات إلكترونية، يتم تقديم معظمها إلكترونيا بشكل متكامل.
وفي مجال التقاعد، حققت الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية العديد من الإنجازات، التي ساهمت في تطوير هذا القطاع المهم، حيث بلغت قيمة استثمارات الصناديق ما يقارب 113 مليار ريال قطري عن صندوقي المعاشات المدني والعسكري بحسب التقارير التقديرية، حيث إن معظم استثمارات الصناديق داخل دولة قطر جاءت بنسبة 99.4%، لتبلغ قيمة النفقات التأمينية خلال عام 2021 ما يتجاوز الـ 6 مليارات ريال قطري.
وشهد العام 2022 نقلات نوعية في الإصلاحات، متمثلة في قانون التأمينات الاجتماعية رقم 1 لسنة 2022، وقانون التقاعد العسكري رقم 2 لسنة 2022 ، لما لهما من أهمية كبيرة في المحافظة على استدامة الصناديق، ومراعاة مبدأ التكافل والحماية الاجتماعية.
وفي قطاع مشاريع البنية التحتية، نجحت الدولة في استكمال العديد من المشاريع التي تمثل إرثا كبيرا للأجيال القادمة، حيث نفذت هيئة الأشغال العامة /أشغال/ المشروعات المسندة إليها وفق أعلى المعايير العالمية، وفي أوقات قياسية، مع الحفاظ التام على سلامة العمال.
وشملت تلك المشاريع شبكة متطورة ومتكاملة من الطرق السريعة والرئيسية، بمعايير عالمية تخدم جميع مناطق الدولة، وتوفر شرايين حيوية تربط المدن الرئيسية والمناطق السكنية، حيث أنجزت أكثر من 1791 كيلومترا من الطرق، بالإضافة إلى 207 جسور و143 نفقا، أبرزها: طريق المجد، وطريق الخور، وطريق لوسيل، والطريق الدائري السابع، إضافة إلى محور صباح الأحمد. كما أنشأت 2131 كيلومترا من مسارات المشاة والدراجات الهوائية في معظم مشاريع الطرق المحلية والسريعة، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 16 جسرا وخمسة أنفاق للمشاة.
كما استكملت الهيئة خلال العام 2022 العديد من المشاريع المتعلقة بالشواطئ والحدائق العامة والمباني الخدمية، ومسارات المشاة والدراجات الهوائية، وشبكات تصريف مياه الأمطار والمياه الجوفية لتعزيز الرفاه الاجتماعي ونمط الحياة الصحي، وتوفير أماكن ترفيهية، مع القيام بأعمال التشغيل والصيانة اللازمة على مدار العام وفق برامج وخطط معتمدة، إلى جانب مشاريع تطويرية وتجميلية في عدد من المناطق.
وواصلت /أشغال/ العمل على إنشاء أكبر محطة شحن كهربائي في المنطقة تعمل بالطاقة الشمسية عالية الكفاءة، لتصبح أول محطة حافلات من هذا النوع في المنطقة.. بينما انتهت من مشروع “مستودعات الحافلات في منطقة لوسيل”، الذي يوفر مواقف لما يقرب من 478 حافلة كهربائية، إلى جانب الانتهاء من إنشاء العديد من المباني العامة، مثل محطة ومستودع لوسيل للحافلات ومحطة السودان للحافلات.
كما أنجزت الهيئة مشروع /بيت الباندا/ وحديقة /أم السنيم/ بالتعاون مع وزارة البلدية، ومشروع /دار الكتب/ بالتعاون مع وزارة الثقافة، وأعمال تطوير متحف الفن الإسلامي مع هيئة متاحف قطر، فضلا عن الوحدات السكنية الخاصة بمشجعي كأس العالم FIFA قطر 2022 بكل من: راس بوفنطاس، ولوسيل، والريان.
وفي قطاع المواصلات ساهمت استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في تحقيق إنجازات استثنائية في هذا القطاع خلال العام 2022، حيث استكملت وزارة المواصلات تطوير برنامج البنية التحتية لحافلات النقل العام، الذي يتكون من 8 محطات و4 مستودعات للحافلات موزعة بشكل استراتيجي لتغطي جميع مناطق الدولة، ومدعومة بأكثر من 650 محطة شحن كهربائي لغرض تشغيل الحافلات الكهربائية.
وأسهمت مكونات هذا البرنامج في تشغيل أسطول حافلات النقل العام الذي يبلغ نحو 4000 حافلة، منها 3000 حافلة لخدمة كأس العالم FIFA قطر 2022، إلى جانب الدور المهم والفعال لمترو الدوحة وترام لوسيل، وكذلك الحافلات الكهربائية التي دعمت مساعي الدولة في إخراج هذه البطولة بشكل استثنائي، عن طريق التقليل من الانبعاثات الكربونية.
كما لعب ميناء حمد دورا استراتيجيا في ضمان انسيابية تدفق البضائع والمواد إلى الأسواق المحلية لتلبية متطلبات كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث وصل عدد السفن المقبلة إلى ميناء حمد، خلال الفترة من 18 نوفمبر إلى 10 ديسمبر 2022، إلى 109 سفن متعددة الأنواع من سفن الحاويات، وسفن الدحرجة، فيما بلغ عدد السفن المقبلة إلى ميناء الرويس 76 سفينة متعددة الأنواع، وحققت العمليات التشغيلية من خلال استقبال هذه السفن مناولة 85308 حاويات نمطية، وأكثر من 100 ألف طن من البضائع العامة، بالإضافة إلى مناولة 5233 وحدة من المعدات والسيارات، و12227 رأسا من الماشية.
وإلى جانب ذلك، ساهم مشروع إعادة تطوير ميناء الدوحة الذي قامت به وزارة المواصلات في تعزيز قدرته الاستيعابية على استقبال أضخم السفن السياحية في العالم، حيث استقبل ثلاثة فنادق عائمة خلال المونديال، ليكون شاهدا للزوار على أهمية هذه المنشأة في دعم السياحة.
وعلى صعيد تحقيق رؤية الوزارة في جعل قطاع النقل صديقا للبيئة، أطلقت وزارة المواصلات استراتيجية التحول التدريجي للمركبات الكهربائية، والتي تشمل خططها تحويل حافلات النقل العام بشكل تدريجي إلى حافلات كهربائية بنسبة 100 بالمئة بحلول عام 2030، وتم إنجاز المرحلة الأولى لهذه الاستراتيجية من خلال توفير أكثر من 25 بالمائة من أسطول الحافلات الخاصة ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 لتكون كهربائية.
كما اعتمدت الوزارة أيضا سياسة استخدام وقود الديزل النقي المكافئ للتصنيف الأوروبي (EURO-5) لجميع الحافلات والشاحنات، التي سيتم استيرادها لدولة قطر، ابتداء من الطرازات المصنعة للعام (2023)، ويمتاز هذا النوع من الوقود بتقليل الانبعاثات الكربونية، والارتقاء بمواصفات الشاحنات والحافلات التي تعمل بالديزل.
ومن ضمن مكونات هذا البرنامج مستودع حافلات لوسيل الذي حصل على جائزة /غينيس/، حيث يعد أكبر مستودع للحافلات الكهربائية على مستوى العالم، وتصل طاقته الاستيعابية إلى نحو 500 حافلة، وكذلك يعتبر هذا المستودع أول مستودع حافلات في الشرق الأوسط يعتمد على مصادر الطاقة الشمسية، ويتميز باحتوائه على نحو 11 ألف وحدة من الألواح الشمسية تولد طاقة مقدارها 4 ميجاواط في اليوم الواحد لإمداد مباني ومرافق المستودع بالطاقة اللازمة، بما يتماشى مع أهداف استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغير المناخي.
وقد حقق قطاع النقل والمواصلات أرقاما قياسية في جميع الخدمات التي قدمها منذ بدء العمليات التشغيلية لكأس العالم حتى نهاية البطولة، حيث سجلت حركة الطائرات في كل من مطاري حمد والدوحة الدوليين 26 ألفا و425 حركة جوية.
مساحة إعلانية