أخبار العالم

‫ دبلوماسي أمريكي سابق لـ الشرق: تقدير دولي لدور قطر تجاه الأزمة الإنسانية في أفغانستان


عربي ودولي

168

دبلوماسي أمريكي سابق لـ الشرق: تقدير دولي لدور قطر تجاه الأزمة الإنسانية في أفغانستان

14 يناير 2023 , 07:00ص

الدوحة – الشرق

أكد د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان، والمدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك، والذي عمل سابقاً كمستشار أول للمبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان وباكستان سابقاً، والدبلوماسي الأمريكي المخضرم الخبير في الشأن الأفغاني، على أهمية ما تقوم به قطر في المشهد الأفغاني، مؤكداً على الدور الذي تلعبه الدوحة عبر اللقاءات التي تستضيفها وتتعرض فيها لأهمية ما يدور في المشهد الأفغاني، ذلك في اللقاء الذي جمع سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، مع سعادة السيدة أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، والتي عقدت زيارة إلى دولة قطر بحثت فيها تطورات المشهد الأفغاني والأدوار التي يمكن لقطر والأمم المتحدة أن تلعبها في أفغانستان للمساعدة في أوضاع شديدة التعقيد والصعوبة خاصة على ملايين الأفغانيين، معتبراً أن تأكيد قطر على التزامها بدعم الشعب الأفغاني الشقيق في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعاني منها، وأهمية الأدوار متعددة الأطراف من أجل التخفيف من المعاناة الإنسانية، وهذا الدور المهم هو الذي وضع قطر بقوة لنفسها في منتصف التحولات العديدة في المشهد الأفغاني، والأدوار الحساسة التي تقوم بها في مهام معقدة للغاية خاصة فيما يتعلق بالمفاوضات بين واشنطن وطالبان في ظل التوتر السياسي الحاد إزاء قضايا مرتبطة بالاقتصاد والأرصدة المجمدة في البنوك الأمريكية والاختلافات في الرؤى السياسية تجاه نهج الإدارة الأفغانية في التعامل مع عدد من القضايا المدنية من جهة، وأيضاً التوتر الحاد منذ عملية تصفية واغتيال أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، وما يرتبط أيضاً بعدد من القضايا الأخرى، وكل هذا يحظى بالامتنان الأمريكي للدور الذي تلعبه قطر في هذا الصدد، وهو ما يجعلنا ندرك أن قطر في مسارات التفاوض والوساطة الخاصة بين واشنطن وطالبان من الواضح أنها بات لها دور رئيسي في غايات الخروج بنتائج طيبة من القضايا المطروحة على مائدة التفاوض القائمة بالدوحة باختلاف تفاصيل مباحثاتها خلال السنوات الأخيرة وتطور فصولها بعد الانسحاب الأمريكي وتولي طالبان وتتابع المشاهد المعقدة داخل المشهد في أفغانستان، لافتاً لأدوار قطر منذ الاتفاق التاريخي الذي تم بوساطتها بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، وقاد إلى إنهاء أطول حرب أمريكية وانسحاب الجيش الأمريكي والقوات الأجنبية من أفغانستان، ثم الدور البارز الذي قامت به في أكبر عملية إجلاء من كابول وجهودها الناجحة في تأمين ممر آمن لآلاف المدنيين والصحفيين والدبلوماسيين إلى خارج أفغانستان، حيث سهلت عملية إجلاء ونقل أكثر من 40 ألف شخص من العاصمة الأفغانية كابول بأمان إلى الدوحة بالتنسيق مع الدول المعنية والأطراف المتواجدة في أفغانستان، ومن بين هؤلاء كان إجلاء عدد من مواطني الدول الصديقة كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وغيرها، وذلك بصفتها وسيطاً وشريكاً دولياً وجهودها في تسهيل عمليات الإغاثة والمساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، والعديد من الأدوار الحيوية الأخرى، والرسائل المهمة واللافتة لما تقوم به قطر من حضور مؤثر في المشهد الأفغاني على أكثر من صعيد.

 


 تقدير رفيع


يقول د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان، والمدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك: إن الدور القطري بكل تأكيد يعد محورياً في المشهد الأفغاني واستحق التأكيد على الإشادة به في كل مناسبة، خاصة أن الأدوار القطرية ما زالت مستمرة وبصورة ناجحة للغاية في هذا الصدد، كما أنه بات من الواضح أن الأدوار القطرية بات لها تأثيرها الواقعي في المحطات الحاسمة في المشهد الأفغاني وتطوراته خاصة تلك المتعلقة بواشنطن وطالبان، فالدوحة كانت مقراً دائماً للمباحثات بين المسؤولين الأمريكيين وطالبان في الدوحة التي استضافت العديد من اللقاءات الرسمية في زيارات معلنة وغير معلنة بهدف بحث قضايا تفاوضية مهمة، فدائماً ما كانت الدوحة مقراً تفاوضياً مهماً في العلاقات الأمريكية بحركة طالبان خاصة في خضم التحولات العديدة التي يمر بها المشهد الأفغاني، ويضاف خطوة الإفراج عن مواطنين أمريكيين وإطلاق سراحهما من السجون الأفغانية ووصولهما إلى قطر ومن ثم إلى أمريكا، من بينهم المخرج إيفور شيرر، الذي اعتقل من قبل حركة طالبان ومواطن آخر رفضت عائلته الإفصاح عن هويته، يضاف إلى رصيد الدوحة في هذا الصدد بنجاح المفاوضات التي تسهلها الدوحة في أكثر من عملية ونستذكر في ذلك عملية الإفراج عن بين مارك فريريكس الجندي في سلاح البحرية الأمريكية والذي كان معتقلاً لدى حركة طالبان منذ عام 2020، وأعلن البيت الأبيض عن امتنانه العميق لدور دولة قطر ومساعدتها وتيسيرها للمفاوضات، وفي المقابل قدمت المخابرات الأمريكية ملف الإفراج عن الزعيم الأفغاني بشير نورزاي الذي كان معتقلاً لمدة 17 عاما في السجون الأمريكية بينها معتقل غوانتانامو والذي صرح عقب الإفراج عنه أن ذلك دليل على قوة أفغانستان ويمنح مساراً على طريق السلام بين أفغانستان وأمريكا حينها، وهو ما يؤكد ما تقوم به قطر بصورة مهمة على أكثر من صعيد.

 


 رؤية مهمة


وتابع د. بارنيت روبين، الدبلوماسي الأمريكي المخضرم الخبير في الشأن الأفغاني: إن قطر بتبنيها ملفات الوساطة المهمة في المشهد الأفغاني، حققت عدداً من المكتسبات المهمة في صعيد صفقات وملفات شائكة كان آخرها ما نجحت فيه الدوحة في تقريب وجهات النظر والتواصل والدعم لعملية إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في أفغانستان، وهي مهام ليست بالهينة فدائماً ما تأتي تلك الأطروحات في التقاليد الدبلوماسية على اختلاف معاييرها ما يمكن تسميته بصفقة متعددة الجوانب، وكثير من تفاصيلها تأتي في الغالب غير معلنة لأسباب إستراتيجية، وأخرى يكون عامل العلانية فيها أساسياً ورئيسياً للرغبة في تحقيق انتصارات موجهه داخلياً أو إلزام إضافي من المصداقية التي يخشى أي من الطرفين تضررها بكل تأكيد، فمن المؤكد أن العام الجاري سيشهد عدداً من المفاوضات المهمة التي ستستضيفها قطر والتي جاءت في سياق محاولة تبادل للأسرى أو ملفات إضافية بشأن التسهيلات المتعلقة بالصندوق الائتماني الخاص الذي أعلنت أمريكا أنها بصدد تخصيصه فيما يتعلق بالثلاثة ونصف مليار دولار من الأصول الأفغانية المجمدة، والتفاوض حول وجود شخصيات بارزة من طالبان في التنظيم الهيكلي لإدارة هذا الصندوق، هذا على سبيل المثال من بين القضايا الخلافية، أو بتسهيلات في الدعم الإنساني والمساعدة الدولية وكثير من القضايا الأخرى التي من الواضح أن قطر تبنت فيها تبادل وجهات النظر مع الجانبين وكونت موقفها أيضاً تجاه بعض القضايا، فهي ترفض مع المجتمع الدولي وأمريكا عدداً من القرارات المرتبطة بأوضاع تعليم الفتيات في أفغانستان، ولكنها في الوقت نفسه تشارك رؤيتها الخاصة الرافضة لعزل طالبان دولياً وتحرك أكثر نجازاً في القضايا الإنسانية المهمة، كما بحثت أيضاً مع الدول الحليفة لها مثل تركيا تشغيل وتأمين المطارات الأفغانية، وبات لها أكثر من دور مؤثر تلعبه في المشهد الأفغاني، وتأكيد الامتنان لها من المسؤولين الأمريكيين من البيت الأبيض والخارجية والبنتاغون يؤكد ما لقطر من دور مهم ومؤثر في المشهد الأفغاني، كما أن خطوة اعتبار قطر منطقة انتقال آمنة لوصول الأمريكيين المطلق سراحهم وتكرار ذلك منذ عمليات الإجلاء يوضح أيضاً علاقات الثقة التي تبنتها قطر مع الحكومة الأفغانية الجديدة وحركة طالبان في ضمانات بإتمام مثل تلك الصفقات بصورة آمنة عبر وسيط نجح أن يكون لدى الجانبين موثوق به في هذه الملفات الشائكة والحيوية، والتي تعزز من دور قطر بكل تأكيد في المشهد الأفغاني وملفاته المهمة التي سيتم التباحث عليها انطلاقاً من وساطتها الحيوية ودورها الداعم للشعب الأفغاني إنسانياً والساعي إلى تكثيف العمل الدولي دبلوماسياً من أجل التفاعل العاجل مع التطورات الخطيرة في الساحة الأفغانية وتحدياتها الاقتصادية والإنسانية الملحة.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى