‫ شكراً سانشيز.. ولكنه قرار صائب

شكراً سانشيز.. ولكنه قرار صائب

عبد الناصر البار

خلف قرار اتحاد الكرة بعدم تجديد عقد المدرب الإسباني فليكس سانشيز مع العنابي ردود أفعال إيجابية لدى الشارع الرياضي القطري، الذي بارك أغلبيته القرار بمغادرة المدرب الإسباني الذي حقق نتائج جيدة مع منتخبنا بالفوز بكأس آسيا من المنتخب الأول عام 2019 بالإمارات وقبلها كأس آسيا للشباب عام 2014، كما وصل معه منتخبنا لمستويات عالية وغير مسبوقة بالمشاركة في بطولة كوبا أمريكا عام 2019، والوصول للدور نصف النهائي من بطولة الكأس الذهبية من عام 2021، والمركز الثالث ببطولة كأس العرب 2021، ولعل النقطة السلبية الوحيدة التي تحسب على المدرب هو تحضيره غير الجيد لبطولة كأس العالم 2022، وظهور منتخبنا بوجه شاحب وغير مشرف في أول مشاركة عالمية وهو ما عجل برحيل الإسباني من على رأس منتخبنا الوطني.

قرار متوقع

كان قرار اتحاد الكرة بعدم التجديد مع سانشيز وإنهاء مسيرة المدرب مع المنتخب متوقعا مباشرة بعد خروج منتخبنا من الدور الأول من نهائيات كأس العالم، وطالب الشارع الرياضي ومعظم الفنيين والرياضيين بضرورة أن تكون هناك تغييرات على المنتخب والبداية برحيل المدرب الذي حملوه كامل المسؤولية فيما حدث للمنتخب بكأس العالم 2022، وكانت مسألة رحيل المدرب مسألة وقت لا غير وانتظر اتحاد الكرة الوقت المناسب لإعلان رحيل المدرب بعد نهاية بطولة كأس العالم، وفي آخر يوم من نهاية عقد المدرب الذي انتهى أمس.

رحلة نجاح

لا ينكر أي شخص رحلة المدرب الناجحة مع منتخبنا الوطني بتحقيقه لنتائج كانت رائعة ولعل أبرزها الفوز بكأس آسيا 2019 بالإمارات، وصنع سانشيز الاستثناء مع العنابي ونصب نفسه رفقة العنابي بطلا لآسيا في بطولة كانت صعبة للغاية وجرت في ظروف مختلفة، وتألق العنابي بتشكيلة شابة وكتب التاريخ والمجد مع سانشيز آسيويا، واستطاع المدرب الإسباني تكوين توليفة من اللاعبين الشباب الذين أشرف عليهم منذ الصغر مثل أكرم عفيف والمعز علي وعاصم مادبو… ووصل بهم للمجد الآسيوي في سابقة كروية للكرة القطرية بتحقيق أول لقب آسيوي خارج الديار وتحقيق حلم الجماهير القطرية.

مرحلة التصحيح

الشيء الجيد في قرار اتحاد الكرة أن القرار كان صائبا وفي وقته لأن مرحلة التصحيح بدأت مبكرا على مستوى العنابي من خلال البحث عن مدرب آخر لقيادة الكتيبة العنابية ولو أن كل التقارير تشير إلى أن المدرب البرتغالي كيروش هو من سيقود العنابي، والأكيد أن اتحاد الكرة بدأ يفكر جديا من الآن في نهائيات كأس آسيا 2023 التي تحتضنها الدوحة، وسيكون هدف اتحاد الكرة والعنابي في بطولة كأس آسيا هو الحفاظ على لقبه الذي حققه في الإمارات، والأكيد أن تحقيق هذا الهدف يتطلب تخطيطا من الآن وقبل سنة تقريبا من أجل الوصول للهدف المنشود، خاصة وأن المدرب كيروش في حال إشرافه على المنتخب يعرف جيدا خبايا الكرة الآسيوية والخليجية بحكم عمله الطويل مع المنتخب الإيراني.

وجوه جديدة

من المنتظر أن تشهد تشكيلة العنابي بعض التغييرات على مستوى اللاعبين خلال الفترة القادمة، والاستعانة ببعض الوجوه الجديدة، لأن منتخبنا بحاجة ماسة للتجديد وضخ دماء داخل الكتيبة العنابية من أجل مواصلة المنافسة بقوة، خاصة وأن هناك لاعبين شبابا قادرين على تقديم الإضافة المطلوبة لمنتخبنا، حتى أن قرار اتحاد الكرة بإشراك منتخب تحت 23 سنة بنهائيات كأس الخليج الــ 25 بالعراق كان قرارا صائبا، وذلك من أجل منح اللاعبين الشباب الفرصة للبروز أكثر والبرهنة على إمكانياتهم من أجل الظفر بمكانة أساسية في المنتخب الأول الذي يبقى طموح كل اللاعبين خلال الفترة القادمة مع الجهاز الفني الجديد الذي سيشرف على منتخبنا.

مشاركات منتظرة

سيكون الجهاز الفني الجديد للعنابي أمام حتمية العمل بجدية كبيرة، من أجل الوصول للهدف خاصة وأن هناك تغييرات كثيرة منتظرة ومشاركات قارية متوقعة للعنابي خلال الفترة المقبلة والبداية ببطولة الكأس الذهبية في صيف 2023 وبعدها بطولة كأس العرب التي ستنظم في نسختها الثانية تحت لواء الفيفا ومن الممكن أن تكون هنا في الدوحة حسب الأصداء والأخبار، وأخيرا نهائيات كأس آسيا 2023 التي ستكون هي الأخرى تحديا كبيرا لمنتخبنا الوطني الذي سيدخل المنافسات مدافعا عن لقبه الذي حققه عام 2019.