أخبار العالم

‫ مشاركون لـ الشرق: شح التمويل من تحديات مواجهة سرطان الأطفال عربياً 


محليات

4

مشاركون لـ الشرق: شح التمويل من تحديات مواجهة سرطان الأطفال عربياً 

19 مايو 2023 , 07:00ص

هديل صابر 


نظمت سفارة الجمهورية اللبنانية في دولة قطر حلقة نقاشية حول التوعية بمرض السرطان والتحديات التي تواجه جهود الوقاية والحد منه، وخلصت الحلقة النقاشية، إلى أنَّ ضَعف التوعية بمرض السرطان إلى جانب شح الموارد المالية ونقص البيانات الخاصة بنسب الإصابة بمرض السرطان من أبرز التحديات التي تواجه مرضى السرطان والجمعيات الأهلية المعنية بتمويل علاج مرضى السرطان عربياً.


وجاءت الحلقة النقاشية بمبادرة من سعادة السفيرة فرح بري – القائم بأعمال بالسفارة اللبنانية لدى دولة قطر-، مساء الأربعاء بالتعاون مع الجمعية القطرية للسرطان ومركز سرطان الأطفال في الجمهورية اللبنانية، بهدف تسليط الضوء على مرض السرطان، ونشر الوعي حياله، والتحديات التي تواجه مؤسسات النفع العام المعنية في تمويل علاج هؤلاء المرضى لاسيما في ظل الأوضاع التي تشهدها عدد من الدول العربية التي تعاني من حروب، اضطرابات سياسية وأزمات اقتصادية.


إذ استهلت الحلقة النقاشية بكلمة لسعادة السفيرة فرح بري، ثمنت من خلالها الجهود والمبادرات الإنسانية التي تقدمها دولة قطر الشقيقة لدعم كل من بحاجة للدعم، معربة عن غبطتها للتعاون الذي سيجمع مركز سرطان الأطفال في الجمهورية اللبنانية والجمعية القطرية للسرطان، بهدف تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية على المصابين وذويهم، مؤكدة سعادتها أهمية هذه اللقاءات التي بدورها تسهم في توحيد الجهود، ووضع الإصبع على الجرح لمساعدة فئة كفئة مرضى السرطان.

شح البيانات


أكدت سعادة الدكتورة ريانة بوحاقة -ممثل مكتب منظمة الصحة العالمية بدولة قطر-، أنَ شح البيانات والمعلومات المتعلقة بإصابات سرطان الأطفال في الدول العربية من أهم التحديات، سيما وأنَّ أسباب الإصابة بالسرطان لدى الأطفال تختلف تماما عن أسباب الإصابة عند البالغين، فالبالغين أسباب الإصابة عادة مرتبطة بالسلوكيات الضارة أو البيئة الملوثة المحيطة بهم، أما الإصابة بالسرطان عند الأطفال فجزء قليل منها وراثي والجزء الأكبر بسبب تطور الخلايا.


وشددت الدكتورة بوحاقة في تصريحاتها لـ”الشرق” على أهمية التغطية الصحية الشاملة لجميع أطفال السرطان، دون تمييز أو تفرقة، فالعلاج وتأمين الدواء حق لكل طفل على ألا يكون العلاج عبئا على الأسرة، سيما وأنَّ السرطان من الأمراض التي تسهم في التأثير على الأسرة نفسيا لذا من الأهم أن يتم تأمين العلاج للطفل المصاب دون أدنى أعباء مالية على الأسرة من خلال مشاركة الحكومات والمجتمعات.


وعرجت الدكتورة بوحاقة على أنَّ نسب الشفاء لدى الأطفال المصابين بالسرطان تتفاوت من دولة إلى دولة، أي أنَّ طفل من بين 7 أطفال في دولة كدولة قطر أو دولة الإمارات العربية المتحدة قد يتوفى بسبب الإصابة، في حين الأطفال المصابين في دول تزدحم بالأزمات والحروب قد يتوفى نصف الأطفال المصابين بالسرطان، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود عربيا ليس فقط على مستوى الحكومات بل على مستوى المجتمعات، لتأمين الأدوية والعلاج المناسب لمنح هؤلاء الأطفال فرصة أخرى في الحياة الأمر الذي يعد حقا من أبسط حقوقهم.


ودعت الدكتورة بوحاقة في ختام تصريحاتها إلى أهمية رفع الوعي بين أفراد الأسرة خاصة الوالدين القائمين على رعاية أبنائهما للتعرف على العلامات الحمراء لإصابات السرطان، وعدم التعامل مع الإصابة بأنها وصمة اجتماعية، مشددة على أهمية الكشف المبكر الذي يسهم في شفاء ما لا يقل عن 80 % من الأطفال في حال الاكتشاف في وقت مبكر.


/////////////////////////////////////////


علاجات بـ 23 مليون ريال


وبدوره رأى سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني-رئيس مجلس إدارة الجمعية القطرية للسرطان-، أنَّ هذا اللقاء الذي يجمع الجمعية القطرية للسرطان ومركز سرطان الأطفال في الجمهورية اللبنانية من الأهمية بمكان لبحث سبل التعاون، وتبادل الخبرات بين الطرفين، وتذليل المصاعب لعلاج أطفال لا ذنب لهم إلا أن قُدر لهم الإصابة بهذا المرض، الأمر الذي يعد من الأولويات والواجبات تقديم كافة أنواع الدعم لرفع الألم عن هؤلاء الأبرياء.


وأكدَّ سعادة الدكتور خالد بن جبر في تصريحات لـ”الشرق” أنَّ من أبرز التحديات التي تواجه مرضى السرطان على المستوى العربي هو ضعف التمويل لعلاج مرضى السرطان، فضلا عن قلة الوعي بالمرض، مشددا على أهمية تنمية الموارد المالية للمحافظة على استدامة التمويل وبالتالي دعم مرضى السرطان في الجمعية، إلا أنَّ ما يواجه الأطفال المصابين بالسرطان في الجمهورية اللبنانية يزداد صعوبة يوما عن يوم والسبب يتعلق بالظروف الاقتصادية التي تمر بها الجمهورية اللبنانية، وارتفاع سعر الدواء، لافتا إلى أنَّ فريقه في الجمعية سيعمل بالتنسيق مع مؤسسات الدولة في دولة قطر لبحث سبل التعاون لأقصى مدى لتوفير الدواء والعلاج، ملوحا سعادته إلى إمكانية التعاون لعلاج بعض الحالات، إلا أنَّ هذا الأمر يتطلب الكثير من الآليات والتنسيقات مع الجهات المعنية.


وكشف الدكتور خالد بن جبر خلال الحلقة النقاشية النقاب عن أنَّ الجمعية القطرية للسرطان أنفقت 23 مليون ريال قطري لعلاج مرضى سرطان من غير القطريين الأمر الذي يؤكد أنَّ الجمعية تقدم الدعم بصورته الكاملة لكل مريض سرطان مقيم على أرض دولة قطر، إذ يعد هذا الأمر من أهم أولوياتها.

التحديات كبيرة


أكدَّ السيد بول قدي-عضو مؤسس لمركز سرطان الأطفال بلبنان-، أنَّ التحديات التي تواجه علاج مرضى السرطان في لبنان لاسيما من الأطفال لا يمكن اختزالها في حلقة نقاشية واحدة، إذ إنَّ معدل تكلفة العلاج للطفل الواحد يصل إلى 55 ألف دولار سنويا لأبسط أنواع السرطان وهو لوكيميا الدم، ويتولى المركز علاج 500 مصابا بمرض السرطان سنويا من حديثي الولادة وحتى سن الـ18 عاما سنوياً بحاجة مالية تبلغ 15 مليون دولار، لافتا إلى أنَّ المركز لا يقدم العلاج للأطفال اللبنانيين فحسب بل أيضا لغيرهم، في ظل استضافة الجمهورية اللبنانية لمليونين و200 ألف نازح سوري إلى جانب 800 ألف لاجئ فلسطيني، كما أنَّ سرطان الأطفال في تزايد إذ بلغت نسبة الإصابة في لبنان لـ2.5%.


وأشار قدي في مداخلته إلى أنَّ ما زاد الطين بلة هو الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الجمهورية اللبنانية، إذ قبل أن تضع جائحة فيروس كورونا أوزارها، حتى أطلت الازمة الاقتصادية برأسها على اللبنانيين، الأمر الذي أثر على كافة أساسيات الحياة ومنها الأدوية إذ إنَّ الدواء الذي كان يُشترى بدولار بات يشترى بألف دولار، مما أسهم في زيادة تبعات العلاج على مركز سرطان الأطفال وجعله غير قادر عن التخلي عن التزاماته في توفير العلاج، الأمر الذي يتطلب دعم وتضافر الجهود، مشيرا إلى أنَّ تواجد أعضاء من مركز علاج السرطان في قطر له عدة أسباب منها رفع التوعية، إلى جانب بحث سبل التعاون مع الجمعية القطرية للسرطان، متطلعا أن تسفر هذه الحلقة النقاشية عن نتائج تصب في مصلحة مركز سرطان الأطفال ودعمه ماديا ومعنويا، إذ إنَّ كل فرد عليه واجبات ومسؤوليات حيال هؤلاء الأطفال، فتأمين العلاج وتوفير الدواء يعد فرصة ثانية لهم لحياة أفضل.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى