تدشين كتاب المسرح والبحر على هامش مهرجان الدوحة المسرحي الـ35

ثقافة وفنون
40
تدشين كتاب المسرح والبحر على هامش مهرجان الدوحة المسرحي الـ35
كتاب المسرح والبحر
الدوحة – قنا
دشن مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة كتاب “المسرح والبحر.. قراءة في أعمال عبدالرحمن المناعي” للكاتب والناقد المسرحي الراحل سباعي السيد، والصادر عن المركز مؤخرا، وذلك على هامش مهرجان الدوحة المسرحي الخامس والثلاثين، الذي يقام خلال الفترة من 16 وحتى 29 مايو الجاري على مسرح الدراما في المؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا”.
وفي كلمة لمركز شؤون المسرح في افتتاحية الكتاب أكد المركز أنه يحتفي في هذا الإصدار بعبدالرحمن المناعي رائدا من رواد المسرح القطري، وكاتباً مسرحياً متميزاً، ومخرجاً مبدعاً، وموسيقياً ماهراً.
وجاءت في كلمة المركز أنه لا يمكن الحديث عن المسرح القطري دون ذكر عبدالرحمن المناعي وأعماله المسرحية الغزيرة كما والمتميزة نوعا، مشيرا إلى أنه وعى أهمية التراث القطري وضرورة جمع عناصره وتصنيفها وتقديمها، فجعل منه مادة للبرامج الإذاعية، وموضوعا للمجلات المتخصصة، ومجالا لمراكز الأبحاث، لكن التوظيف الأهم للتراث كان في مسرحيات المناعي، فنجد مسرحه مليئا بحكايا الصيادين القطريين وأغانيهم، وبتفاصيل رحلات صيد اللؤلؤ وما يرافقها من تحديات، ما جعل مسرحياته ترتفع أحيانا إلى مصاف التراجيديا.
وأضاف المركز في كلمته أن المناعي أخذ المتفرج في مسرحه في سفن الغوص والصيد، كما دعاه لأن يجول في القرى والمدن، ورسم بقلمه التحولات الجذرية التي طرأت على المجتمعات الخليجية في انتقالها من الصيد إلى عصر النفط والغاز، مشيرا إلى أنه نهل كذلك من الأدب العالمي مع ما يتناسب مع البيئة القطرية.
ويقع الكتاب في 150 صفحة، متضمنا نبذة تاريخية حول المسرح في الخليج العربي، والمسرح في قطر، قبل أن ينطلق في تحليل الأعمال المسرحية الكاملة للكاتب والمخرج عبدالرحمن المناعي بدءا من مسرحيته أم الزين التي قدمت على المسرح عام 1975، ليعتبرها بعض النقاد البداية الحقيقية للمسرح القطري، وحتى مسرحية (وادي المجادير) التي تعرض الخميس المقبل ضمن النسخة الخامسة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي.
ويخلص الكاتب في نهاية الكتاب بعد تحليل كافة الأعمال المسرحية لعبدالرحمن المناعي وتوثيقها، إلى أن المناعي استفاد في تجربته الإبداعية من الموروث الشعبي، واستطاع من خلال إنتاجه المسرحي أن يسهم في حفظ حكاياته ومفرداته وأهازيجه وأغانيه وآلاته الشعبية، مشيرا إلى أن المناعي سعى إلى التجديد في الشكل والاستفادة من التجارب الجديدة في المسرح العربي والعالمي، حيث حاول في مسرحيتيه /هوبيل يالمال 1976/ و/مقامات يا بحر 1987/، الاشتغال على تقنية المسرح داخل المسرح وكسر الإيهام المسرحي، وذلك ضمن اشتغاله واهتمامه بالبحث عن شكل للمسرح العربي، وهو الاتجاه الذي كان سائدا في المسرح العربي، ونجده في أعمال سعدالله ونوس ومحمود دياب… وغيرهما.
وأضاف أن المناعي استفاد من ريبرتوار الرواية العالمية كما فعل مع رواية اللؤلؤة، حيث استطاع أن يثري عالمه الدرامي بشكل إبداعي وخلاق، مما يجعله من أهم كتاب الدراما المسرحية العرب المعاصرين.
جدير بالذكر أن مهرجان الدوحة المسرحي يقام تحت شعار “خمسون عاما وأكثر”، خلال الفترة من 16 وحتى 29 مايو الجاري، ويتضمن 13 عرضا مسرحيا متنوعا، ليكوّن نسيجا فنيا بين مختلف عناصر الإبداع المسرحي سواء الفرق، أو المؤسسات، أو الهواة، أو الجامعات، أو الجاليات.
جدير بالذكر أن الناقد المسرحي سباعي السيد سباعي كاتب ومترجم وناقد مصري مواليد القاهرة عام 1963، درس المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية – أكاديمية الفنون بالقاهرة، وحصل على الماجستير في موضوع التقنية الرقمية وأثرها في المسرح عام 2017، ونشر العديد من الأبحاث في الدوريات المسرحية المتخصصة، وترجم العديد من المؤلفات المسرحية، وشارك بأوراق بحثية في عدة مؤتمرات ومهرجانات، ومن أهم كتبه: الدراما الرقمية والعرض الرقمي .. تجارب عربية وغربية، مسرح محمود دياب، 1932 – 1983 الكاتب وعالمه، فضلا عن ترجمة عدد من الكتب التي تناولت المسرح العالمي والعربي، وتوفي في يناير من العام الجاري.
مساحة إعلانية