أطباء وصيادلة لـ الشرق: ارتفاع حالات الإصابات بالالتهابات الفيروسية

محليات
160
أطباء وصيادلة لـ الشرق: ارتفاع حالات الإصابات بالالتهابات الفيروسية
ارتفاع حالات النزلات المعوية
هديل صابر
أغلب الحالات المشخصة كانت للفيروس المعروف بـ (H1N1)
إغفال الإجراءات الاحترازية وإقرانها بفيروس كورونا فقط.. خطأ شائع
كشف عدد من الأطباء ارتفاع عدد حالات الالتهابات الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي خلال هذه الفترة، إذ شهدت مستشفيات القطاع الصحي الخاص زيادة ملحوظة في عدد المراجعين على مستوى أقسام الطوارئ أو العيادات الخارجية، معللين سبب الزيادة إلى حزمة من العوامل منها تراجع عدد كبير من الأشخاص في اتباع الإجراءات الاحترازية المتبعة للحد من تفشي أي نوع من أنواع الفيروسات لظن البعض انَّ الأمر مقرونا فقط بفيروس كورونا “كوفيد-19″، ويضاف إلى هذا العامل الانتقال من فصل إلى فصل والذي عادة ما يكون محملاً بالأغبرة التي تسهم في نشر الفيروسات، إلى جانب السفر والذي يسهم في زيادة عدد الإصابات دون أدنى شك.
وأوضح عدد من الأطباء في تصريحات لـ”الشرق” أنَّ أغلب الحالات كانت تسجل لفيروس (H1N1)، مع انخفاض حالات الإصابة بفيروس كورونا “كوفيد19″، الذي تتباين أعراضه من حمى وسعال أو قيء وإسهال، الأمر الذي أسهم في ندرة بعض الأدوية لاسيما أدوية القيء.
وفي هذا السياق أكدَّ عدد من الصيادلة لـ”الشرق” أنَّ الارتفاع الشديد في عدد إصابات الالتهابات الفيروسية أسهم في غياب بعض الأدوية التي تستخدم في حالات القيء لاسيما للبالغين، والاستعانة بالبدائل المخصصة للأطفال مع زيادة عدد الجرعات للتتناسب والبالغين.
د.محمد عشا: على المصابين تجنب الاختلاط بالأصحاء
أوضح الدكتور محمد عشا-استشاري أمراض باطنة-، قائلا ” إنَّ ارتفاع عدد حالات الإصابات بالفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي أو الجهاز المعوي مقرونة عادة بالانتقال من فصل إلى آخر والذي عادة ما يحمل معه كميات من الأغبرة المحملة بالفيروسات، إلى جانب عودة الطلبة للمدارس والجامعات والذي يعد من المحفزات الرئيسية لانتشار الفيروسات، والتهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي أي عدوى فيروسية وربطها فقط بفيروس كورونا”.
وأشار الدكتور عشَّا إلى أنَّ أي التهاب يمر بعدة مراحل منذ أن يهاجم الفيروس الجسم، إذ لا تظهر أعراض مباشرة، ولكن قد يصاحب الفترة هذه صداع وإعياء وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، وعند تمركز الفيروس سواء في الجهاز التنفسي أو الجهاز المعوي حسب نوع الفيروس فهناك فيروسات تنفسية وأخرى معوية، فقد يصحب الالتهاب سعال وسيلان في الأنف وحكة في العينين، وإذا أصاب الجهاز المعوي فتكون الأعراض عبارة عن قيء وإسهال، تستمر من 3-7 أيام بعد الانتهاء من الفيروس لا تختفي الأعراض مباشرة، إلا أنها تظهر أعراض تسمى بأعراض ما بعد المرض بسبب مقاومة الجسم للفيروس، والأعراض تشتد حدتها لدى الأشخاص المصابين بأمراض غير انتقالية أو ضعف في المناعة، مبيناً أن أغلب الحالات شُخصت لإنفلونزا الخنازير للمصابين بانفلونزا الخنازير.
ونصح الدكتور عشَّا المصابين تجنب الاختلاط مع الأصحاء منعا لنقل العدوى خاصة لمرضى الأمراض غير الانتقالية ومرضى الجهاز المناعي، مشددا على أهمية الراحة مع الحصول على الأدوية التي تسهم في تخفيف الأعراض.
د. طارق فودة: إغفال الإجراءات الاحترازية
أوجز الدكتور طارق فودة- طبيب طوارئ – الأسباب التي أسهمت في ارتفاع عدد حالات المراجعين لأقسام الطوارئ خلال الفترة الماضية بالتهابات فيروسية، بعدة أسباب تجلت في الانتقال من فصل إلى فصل آخر، إذ أنَّ الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع يؤدي لانتشار الفيروسات ويسهم في زيادة عدد الإصابات بنزلات البرد والنزلات المعوية، إلى جانب التجمعات العائلية التي تضاعفت خلال فترة العيد، مشيرا إلى أنَّ النزلات المعوية أيضا شهدت ارتفاعا ملحوظا بعد شهر رمضان بسبب تغير نمط الغذاء ولجوء الكثيرين للأطعمة الجاهزة، وإغفال الإجراءات الاحترازية التي ربطها الكثيرين بانتشار فيروس كورونا بالرغم من أنها إجراءات وقائية للحد من تفشي أي عدوى فيروسية.
وشدد الدكتور فودة على أهمية توخي الحذر من خلال تناول الخضراوات والفواكه وتجنب الأطعمة الجاهزة لاسيما الوجبات السريعة، مع أهمية مواصلة اتباع الإجراءات الاحترازية من غسل اليدين واستخدام أقنعة الوجه الواقية عند التجمعات وعلى المصاب تجنب الاختلاط مع الأصحاء.
د. أحمد سعيد: نستقبل 1000 حالة يومياً
بدوره علق الدكتور أحمد سعيد –طبيب عام-، قائلا ” إنَّ السبب الرئيسي لارتفاع عدد المراجعين هو انتشار الالتهابات الفيروسية بسبب السفر وخاصة من قدموا من العمرة، وهذا نتيجة الاحتكاك المباشر مع عدد كبير من الناس، فضلا عن أنَّ السواد الأعظم قد تخفف من الإجراءات الاحترازية من غسل اليدين واستخدام الأقنعة الواقية، كما أنَّ هناك فئة من الأشخاص من يقومون بإجراء فحص منزلي للتأكد من إصابتهم بفيروس كورونا فإن كانت النتيجة سلبية، يمارس حياته دون أن يتجنب مخالطة الأصحاء أو استخدام قناع الوجه الواقي في حال تواجده في مكان عام، فكل هذه الأسباب تسهم في زيادة عدد الإصابات”.
وأكد الدكتور سعيد أنَّ المستشفى الذي يعمل به يستقبل ما لايقل عن ألف حالة يوميا بأعراض تشخص إما الإصابة بنزلة برد أو نزلة معوية، مما انعكس على أنواع من الأدوية لاسيما التي تستخدم للقيء، الأمر الذي يدل بالفعل على زيادة الحالات، فبتنا نصرف أدوية شراب لعلاج القيء للأطفال بالأصل للبالغين مع زيادة الجرعة لتتناسب معهم، لذا يفضل أخذ الحيطة والحذر بالنسبة لغير المصابين بتجنب العدوى، وعدم الاختلاط إلا في حدود ضيقة واستخدام أقنعة الوجه الواقية في حال تطل بالأمر للحد من عدد الإصابات، والاعتماد على الأطعمة الغنية بالفيتامينات.
الصيدلاني محمد سامي: نقص في بعض أنواع الأدوية
أوضح الصيدلاني محمد سامي قائلا ” إنَّ أغلب أدوية القيء العادية غير متوفرة، أما أدوية القيء للحالات الشديدة موجودة لكن لا تصرف لأي حالة، لكن هناك أدوية غير موجودة، فالمتاح إما للحالات الشديدة وأسعارها غالية، أما الحالات البسيطة فيتم صرف بعض الأدوية التي تستخدم للقيء لكن بظروف معينة، كما بتنا نصرف أدوية القيء الخاصة للأطفال ولكن بجرعات أعلى لتتناسب مع البالغين، إلا أنَّ من وجهة نظري تظل المشكلة قائمة، وهذا ينم عن زيادة في عدد الإصابات خاصة النزلات المعوية.”
واعتقد الصيدلاني محمد سامي أنَّ الأسباب تعود إلى ربما نقص المناعة وخاصة مابعد كورونا، وقد يكون من بين الأسباب تحور الفيروسات سيما وأن فيروس الانفلونزا من الفيروسات المتحورة، وبالتالي الجهاز المناعي لا يقاومه بالشكل الفعال، مع السفر ففرصة انتشار الفيروسات أكبر، مما يجعل فرصة لانتقال العدوى.
الصيدلاني كيرلس نوار: ندرة في أدوية القيء
أكدَّ الصيدلاني كيرلس نوار، ندرة بعض الأدوية التي تصرف للبالغين بغرض علاج القيء، إلا أن هناك بدائل ويتم صرفها، مع توفر أدوية المطهرات المعوية والأدوية التي تصرف لوقف الإسهال، لافتا إلى أنَّ هناك ضغطا على هذه الأصناف من الأدوية منذ الأسبوع الأخير من شهر رمضان وحتى اللحظة، معتقدا أنَّ السبب يتعلق بالسفر وتغير الموسم، كما أنَّ الغالبية العظمى من الناس خففوا من الإجراءات الاحترازية وبالتالي ارتفعت الإصابات الفيروسية.
مساحة إعلانية