أولياء أمور: نرفض التمريض والسبب “مهنة أنثوية”

محليات
504
هديل صابر
رأى عدد من أولياء الأمور والشباب أنَّ العزوف عن مهنة التمريض من قبل خريجي الثانوية العامة من المواطنين تقف وراءه حزمة من الأسباب، مشيرين إلى أنَّ النظرة القاصرة عنها تتصدر هذه الأسباب، فضلا عن شح الدراسات التي تشير إلى حاجات سوق العمل من قبل وزارة العمل بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وبالتالي العمل على توجيه الشباب لدراسة التخصصات التي يحتاجها المجتمع بالفعل، إلى جانب غياب الحملات التوعوية التي من شأنها أن تغيِّر الصورة النمطية الملتصقة بأذهان السواد الأعظم من الشباب وأولياء الأمور عن مهنة التمريض، مع التأكيد على حاجة الدولة لسواعد أبنائها في هذا النوع من المهن، سيما وأنَّ جائحة فيروس كورونا كشفت الحاجة الماسَّة لها.
واعتقد عدد من الشباب الذين استطلعت «الشرق» آراءهم أنَّ بعض المهن تتناسب مع الإناث ولا تتناسب مع الذكور والعكس صحيح، موضحين أنَّ مهنة التمريض تتناسب مع الإناث، لذا ينكر أغلب أولياء الأمور على أبنائهم الذكور الالتحاق بتخصص التمريض سيما وأنَّ الصورة المختزلة عن المهنة أنها مهنة أنثوية، ويضاف إلى هذه الأسباب أنَّ أغلب الشباب الذكور يفضلون الالتحاق بالتخصصات التي يرون أنها تتمتع بحوافز ومخصصات مالية مجزية، بعكس ما يعتقدونه عن مهنة التمريض. ومن الجدير بالذكر أنَّ جامعة كالجاري وجامعة قطر تقدمان برامج لتدريس تخصص التمريض، للحصول على درجة البكالوريوس، كما تتيح جامعة كالجاري الدراسة للحصول على درجة الماجستير في التمريض. ويشار إلى أنَّ مؤسسة حمد الطبية تضم ما يزيد على 8,000 ممرض وممرضة يعملون في مختلف المستشفيات والعيادات التابعة لها وخدمات الرعاية الصحية المنزلية، إلا أنَّه لا إحصائيات تشير إلى عدد الممرضين القطريين ضمن هذا العدد.
سلطان النعيمي: مهنة شاقة وحوافزها ضعيفة
اعتقد سلطان النعيمي- ولي أمر-، أنَّ العزوف عن مهنة التمريض مسؤولية تقع على عدد من القطاعات وليس قطاعا بعينه، لافتا إلى أنَّ الحلول يجب أن تصدر بعد دراسة معمقة عن الأسباب الحقيقية للعزوف عن مهنة التمريض لاسيما بين القطريين من الذكور.
وأشار سلطان النعيمي إلى أنَّ ندرة الدراسات التي تكشف حاجة سوق العمل من القطريين لبعض المهن تعد أحد أهم الأسباب، إلى جانب غياب التوعية التي تستهدف طلبة الثانوية العامة لتبيان حاجة الدولة لهذه المهنة أو تلك، كما أنَّ التوعية يجب أن تشمل الأهالي الذين لديهم صورة قاصرة عن مهنة التمريض، لاسيما وأنَّ الدولة تضم كلية وجامعة للتمريض تعد من أعرق الجامعات.
وتوقع النعيمي أنَّ أحد أهم الأسباب هو أن مهنة التمريض من المهن الشاقة بحوافز ضعيفة التي لا تتناسب ومتطلبات الحياة بالنسبة للمواطن، لذا لابد من دراسة الأمر من الجهات العليا لبحث سبل استقطاب القطريين لهذه المهنة المهمة والإنسانية.
ناصر يوسف: تغيير نظرة المجتمع للمهنة
وبدوره تبنى ناصر يوسف-خريج جامعي- رأي أنَّ بعض المهن عُرفت بالمجتمع القطري أنها مهن للإناث ولا تتناسب مع الذكور، كمهنة التمريض، لافتا إلى أنَّ العزوف عن مهنة التمريض بين الذكور سببه من وجهة نظره، أنَّ أغلب الذكور لديهم اهتمام بالقطاعين العسكري والبترول للامتيازات التي يحصل عليها المنتسب لهذين القطاعين بعد التخرج في الجامعة.
وأضاف ناصر يوسف قائلا «إنَّ من بين الأسباب أنَّه لا دراسة تصدر عن الجهات المعنية تكشف من خلالها حاجات سوق العمل، وبالتالي لا توجد توعية بين طلبة المدارس عن المهن التي تحتاجها الدولة، الأمر الذي يسهم في ندرة التحاق القطريين بالتخصص والتكدس في تخصصات أخرى مما يؤثر على حتى التوظيف فيما بعد، كما أنَّ المجتمع عليه أن يؤمن بأنَّ هناك مشكلة لابد من علاجها من جذورها، فالاعتراف بالمشكلة أول طرق العلاج، وبالتالي ضرورة تغيير فكرة المجتمع عن مهنة التمريض، كما حدث مع مهنة التدريس التي كانت منذ سنوات تشهد عزوفا من القطريين الذكور خاصة، إلا أنَّ الاهتمام بدراسة الأسباب أسهم في إيجاد الحلول لجذب القطريين لمهنة التعليم».
عائشة المعاضيد: دفع الأبناء نحو تخصصات للوجاهة الاجتماعية
حملَّت عائشة المعاضيد مسؤولية عزوف الطلبة القطريين عن مهنة التمريض للنظرة المجتمعية لها، مشيرة إلى أنَّ حتى من يلتحق بهذه المهنة من المواطنات في غالب الأمر لا تمارس المهنة في الميدان وإنما تعمل إدارية من خلال الإشراف على قسم أو على إدارة خشية من نظرة المجتمع حيال هذه المهنة.
وأضافت عائشة المعاضيد قائلة «أيضا هناك عدم وعي من بعض الأسر التي تحاول دفع ابنهم أو ابنتهم للالتحاق بتخصص يكمل صورة الوجاهة الاجتماعية وليس ضمن متطلبات ابنهم أو ابنتهم، مما يعزز الصورة النمطية المأخوذة عن مهنة التمريض رغم أهميتها ودورها ضمن القطاع الصحي».
وتابعت عائشة المعاضيد قائلة «إنني كنت قد التحقت خلال الجامعة بتخصص التمريض إلا أنه وبسبب ضغط الأساتذة علي في أنني القطرية الوحيدة بالدفعة أسفر الأمر عن انسحابي من التخصص رغم شغفي بالمهنة، فضغطهم علي جاء بنتائج عكسية مما دفعني لتغيير تخصصي، كما أنَّ التمريض ليس من التخصصات السهلة، لذا قد يعزف عنها البعض ويتجه للطب».
محمد المير: دراسة الأسباب لوضع الحلول
أكدَّ محمد المير- ولي أمر -، أنَّ النظرة الدونية أو النظرة القاصرة لمهنة التمريض تعد أبرز الأسباب الخفية وراء عزوف الشباب القطري عن هذه المهنة الجليلة، لافتا إلى أنَّ بعض الأسر ترفض التحاق ابنها أو ابنتها في هذا التخصص خشية نظرة المجتمع ونظرة المحيطين بهم من أفراد العائلة الممتدة، الأمر الذي يجعل الكثيرين يتراجعون عن قرارهم في الالتحاق بهذا التخصص لهذا السبب.
وأضاف محمد المير قائلا «أيضا من بين الأسباب قلة الوعي بدور الممرض، مما أسهم في الترويج لفكرة أنَّ التمريض مهنة أقل من الطبيب، فهذه الأفكار طفت على السطح وبات المجتمع يؤمن بها من منطلق أنها مهنة ذات مخصصات وحوافز مالية ضعيفة مقارنة بمهن أخرى يوفرها قطاع البترول أو القطاع العسكري أو حتى مجال الأعمال الحرة، لذا فالنظرة القاصرة تصدر من قلة الحوافز، فكيف لمؤسسات الدولة أن تستقطب الشباب لهذه المهنة دون دراسة الأسباب التي جعلتهم يعزفون عنها، ودون رصد مخصصات وحوافز للطلبة القطريين تدفعهم نحو هذه المهنة، وأظن أن على القطاعات المعنية العمل على دراسة الأسباب وطرح الحلول ورفع الأمر للجهات المعنية في الدولة لبحث الأمر والعمل على الحلول التي تسهم في جذب القطريين لاسيما من الذكور لهذه المهنة».
عمر البدر: تكثيف الحملات التوعوية
جاء رأي عمر البدر – طالب أنهى المرحلة الثانوية -، متسقا مع رأي محمد المير في أنَّ النظرة الدونية أو القاصرة لمهنة التمريض هي من أهم الأسباب التي تحول بينها وبين تقبل أغلب الأسر القطرية لالتحاق أبنائهم ذكورا وإناثا بها، مشجعين أبناءهم على الالتحاق بالتخصصات التي تمنح ابنهم او ابنتهم مكانة في المجتمع كمهنة الطب، أو الهندسة –على سبيل المثال لا الحصر-، لافتا إلى أنَّ أيضا من بين الأسباب من وجهة نظره هو أنَّ المدارس لا تسهم في رفع وعي الطلبة في هذا النوع من المهن لتحفيزهم وتشجيعهم على الالتحاق بهذه المهنة، بعكس ما تقوم به المدارس من تشجيع الطلبة على الالتحاق بمهن أخرى.
واقترح عمر البدر إعداد حملات توعوية للتشجيع على الالتحاق بالمهن التي يحتاجها سوق العمل بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، وإشراف وزارة العمل على اعتبارها الجهة القادرة على كشف احتياجات سوق العمل.
مساحة إعلانية