أشاد بأدوار قطر في تحقيق الهدنة بغزة.. السفير روبرت هانتر لـ الشرق: فيتو أمريكا أضر بموقفها الأخلاقي

أكد السفير الأمريكي روبرت هانتر، سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي سابقاً ومدير شؤون الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأمريكي سابقاً: إن التحديات التي تواجه إدارة بايدن عديدة للغاية، وكان عليه الاستجابة للتحديات الداخلية وأيضاً التصدي للتحديات الخارجية بمراعاة للأولويات الأمريكية.. والقضية الفلسطينية، كانت من أبرز هذه التحديات، ولعلها أصعبها؛ وبالرغم من تقديم أولويات أجندة أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي إزاء النفوذ الصيني والتصعيد الروسي في أوكرانيا، لكن المشهد في غزة وإن كان لم يرتقِ في قراءة الإدارة الأمريكية في البداية لأن يكون بقدر هذه الأولويات، إلا أن احتمالات تطوره لأزمة إقليمية، وارتباطه المباشر بالموقف الأمريكي إزاء إسرائيل، يفتح المجال لأن تتلقى إدارة بايدن حرارة الأزمة وتعقيداتها بشكل يتجاوز القراءات الأخرى في أولويات الأمن القومي والعمل الدبلوماسي.
أحداث غزة
وأكد المسؤول الأمريكي السابق روبرت هانتر، أنه يرى أن أحداث غزة صعدت لأولويات الإدارة الأمريكية، لارتباطها مباشرة بمواقف أمريكا تجاه إسرائيل وعلاقاتها الخاصة مع إسرائيل.. وحتى عندما تسيء إسرائيل في معاملتها للفلسطينيين، كما هو الحال لسنوات عديدة، فإن معظم الأمريكيين يمنحون إسرائيل فائدة الشك، وباستثناء عدد قليل من المناسبات، كانت واشنطن تدعم إسرائيل باستمرار في الشرق الأوسط؛ ولكن بعد ذلك ارتفعت حصيلة الدمار في غزة وعرضها على وسائل الإعلام الأمريكية، بدأت إدارة بايدن في إعادة التفكير في دعم عدم التدخل للحملة العسكرية الإسرائيلية.
وساطة قطرية
وتابع روبرت هانت في تصريحاته لـ "الشرق" قائلاً: إن قطر عملت بصورة مكثفة مع أمريكا في دور وساطة حيوي نجح في تحقيق «هدنة إنسانية» مؤقتة للقتال في غزة من أجل دفع حماس إلى إطلاق سراح بعض الرهائن وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية من مصر إلى غزة ولكن بعد انتهاء فترة الهدنة، اقتصر الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل، على تحذيرات حسبما أشار أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي إلى «اتخاذ خطوات أكثر فعالية لحماية أرواح المدنيين» ولكن طالما استمرت إسرائيل في أهداف حربها المعلنة في غزة، فإن الحد بشكل كبير من الخسائر في صفوف المدنيين أمر مستحيل، كما يجب على فريق بايدن أن يدرك هذا الأمر جيدا، أن العالم يرى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض مناشدة الإدارة الأمريكية وتجاوز طلبات بايدن، الأمر الذي يؤثر على مصداقية الولايات المتحدة في أماكن أخرى لا سيما وأن الولايات المتحدة يُنظر إليها عالمياً باعتبارها الراعي الوحيد لإسرائيل ومن المؤكد أن سمعة أمريكا في تعزيز الاهتمامات الإنسانية تضررت بشدة عقب آلاف الضحايا في قطاع غزة.
مرارة فلسطينية
وأكد السفير الأمريكي روبرت هانتر: إن هناك مرارات فلسطينية متزايدة إزاء الدمار الهائل والخسائر في الأرواح في غزة، خاصة مع تحويل «حل الدولتين» إلى مجرد شعار، رغم أنه الحل الذي يؤدي للنتائج الأفضل، لاسيما أن الأوضاع تنذر بإمكانية اندلاع انتفاضة جديدة بالضفة الغربية؛ حيث فقد أغلب الفلسطينيين أي أمل في استعداد إسرائيل للاعتراف بحقوقهم الإنسانية الأساسية، ناهيك عن السماح بإقامة دولة فلسطينية، كما يرون أن إسرائيل لن تمنع المستوطنين من تهجير وحتى قتل المدنيين الفلسطينيين ولا يمكن للفلسطينيين أيضًا الاعتماد على دعم الدول العربية الذي تراجع بصورة كبيرة عما كان، وليس من المتصور أيضاً أن تتمكن الأمم المتحدة أو دول أخرى غير الولايات المتحدة، من أجل القيام بالعمل الدبلوماسي الضروري، من تولي القيادة أو أن تحظى بأي فرصة للنجاح ولن يكون أي شيء ممكناً ما لم تتولى واشنطن المسؤولية وتوضح لإسرائيل أنها، باعتبارها القوة المحتلة، يجب عليها أن تغير سياساتها وممارساتها تجاه الفلسطينيين، من جانب آخر فإن استخدام أمريكا لـ «الفيتو» في مجلس الأمن، وكون القنابل المستخدمة في الحرب في غزة أمريكية الصنع والتمويل لإسرائيل كلها شواهد أضرت بالمصداقية والمكانة الأخلاقية لأمريكا، ما جعلها بحاجة تغيير نهجها تجاه نتنياهو وتبني أجندة محايدة تتمتع بنزاهة ومصداقية مفقودة لدى الفلسطينيين، وحماية أولويات الأمن القومي الأمريكية لا تدليل أهداف وأجندات قادة إسرائيل.