عبدالرحمن المعاضيد لـ الشرق: درب الساعي.. رسائل وطنية لوحدة الصف وتكاتف المجتمع

أكد عبدالرحمن أحمد البادي المعاضيد رئيس فعالية المقطر والعزبة بدرب الساعي، إن فعاليات اليوم الوطني للدولة بدرب الساعي تتضمن رسائل لوحدة الصف والالتفاف حول القيادة الحكيمة والاعتزاز والاقتداء بنهج وتراث الآباء والأجداد الذين عاشوا حياة مليئة بالقسوة والمعاناة إلا أنها لم تثنهم عن الالتزام بالتكاتف خلف قيادتهم والمحافظة على دينهم وعاداتهم وتقاليدهم الأصيلة. وقال المعاضيد في حديثه لـ «الشرق» إن فعالية العزبة تستهدف تعليم أطفالنا ركوب الهجن وتعريفهم بكيفية شد الهجن وطريقة ركوبها، كما يتعرفون على المعاناة التي كان يعيشها الآباء والأجداد، ومعاناة الحياة السابقة والرسالة التي تخرج بها الأجيال بعد زيارة درب الساعي بفعالياته المتنوعة تجسد أن الآباء والاجداد مع صعوبة الحياة ما قبل النفط، في البحر والغوص والبحث عن اللؤلؤ والتنقل على ظهور الهجن «الإبل» وكيف كانوا يعيشون في البر بالرغم من المخاطر المحدقة مثل قطاع الطرق والذئاب والثعابين والأفاعي والعقارب إلا انه رغم ذلك كانوا يخرجون ويرتحلون ويشدون الإبل وينزلون بحثا عن الكلأ للمواشي من إبل واغنام، وعلى الرغم من كل ذلك يخرجون للقنص من أجل الصيد.
المجالس مدارس الرجال
وأضاف المعاضيد أن الحياة والمعاناة التي عاشها الآباء والأجداد، تثبت ان الرجل القطري كان ذكيا وقويا وشديد البأس، حيث كانت المجالس وقتذاك تدرس الرجال وتعلمهم سبل الحياة، وتروى فيها القصص التي تدل على مهارات الرجل وتدرسه كيفية معرفة الطريق ولهجات القبائل والاستدلال على المياه والاشجار، وكيف يوقد النار ويجلب الماء من الآبار، حيث كان الرجل القطري في ذلك الزمان قويا جدا، لكن مع قوة المعاناة التي يواجهها في الحياة الا انه حافظ على دينه وعاداته وتقاليده ووحدة الصف مع قيادته في ذلك الزمان، وهذه هي الرسالة الاصيلة التي تركها لنا الآباء والأجداد ومن باب أولى أن يحافظ القطريون في الحاضر والمستقبل على وحدة الصف والتكاتف والالتفاف حول القيادة الحكيمة وتحت رايتها، فقد وفرت الحكومة للمواطن كل ما يحتاجه من تعليم وصحة مجانا وسكن وجميع وسائل الرفاهية والأمن.
بيت «العقيد»
وفيما يتعلق بفعالية المقطر والعزبة قال المعاضيد، إنها فعاليتان مشتركتان فالعزبة تتبع للمقطر، حيث ان المقطر هو مجمع بيوت الشعر، ويراها الزائر عندما يقبل عليها من بعيد متقاطرة، اي بجوار بعضها البعض، ويكون بيت «العقيد» كبير القبيلة دائما من الجهة الشرقية من المقطر حتى يعرفه الناس ويزوره الضيوف. وأضاف أن بيت العقيد تدور فيه حوارات كثيرة في سيرة القبائل والشعر والشعراء والالغاز ويتحدثون ويتشاورون حول مستقبل القبيلة والبحث عن الكلأ والموارد والطرق والعلاقات مع القبائل المجاورة هذا بالاضافة إلى يكون فيه استقبال لضيوف العائلة أو القبيلة، لذلك هو بيت المشورة والاستراحة والتشريفات لاستقبال الضيوف.
الصقارة والقنص
وأوضح أن المقطر يضم بيتا ثانيا يتضمن كل ما يتعلق بالصقور وأدوات الصيد من كلاب وصقور وطريقة الصيد وادوات القانص التي يأخذها معه عند الخروج للمقناص، وبعض المعلومات التي تخص القنص وكيفية الصقارة وأكل الطير. كما تضم فعالية المقطر والعزبة بيتا يوثق حياة المرأة اليومية في البادية وهي تمارس الحياكة والنسيج والغزل واعداد الطعام وكيفية ترويب اللبن وكيف تستخرج منه الزبد و»الاكد»، وكيف تصنع الأدوات والأواني من الصوف الذي ينقله البدو على ظهور الابل للترحل أو في أوقات القنص، وكذلك لدينا بيت فيه شخصان احدهما يعد القهوة القطرية بطريقة أهل قطر وآخر يقوم بعمل الخبز على الرمل «الملة» ويعرف بخبز «الملة» أو «الجمري» أو «الجمرية» وتختلف التسمية بحسب المنطقة ويتم خبز «الجمري» في الرمل الحار الذي يكون تحت النار ويسمى «الملة» حيث تكون حرارته كافية لانضاج الخبز.