الأمم المتحدة تحذر من خطورة عدم تمديد آلية مساعدات سوريا

عربي ودولي
86
الأمم المتحدة تحذر من خطورة عدم تمديد آلية مساعدات سوريا
أردوغان يخاطب اجتماع حزب العدالة والتنمية الحاكم – الأناضول
عواصم – الأناضول
أردوغان يكشف عن ترتيبات لاجتماع وزاري بين أنقرة وموسكو ودمشق
حذرت الأمم المتحدة من خطورة عدم تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر تركيا إلى شمال غربي سوريا، في حين أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن لقاء مقبل سيعقد بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا في إطار مسار ثلاثي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة. وذكر أردوغان أنه أجرى امس اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وبحث معه الحرب الروسية الأوكرانية بشكل مفصل. وأوضح أنه تناول مع بوتين أيضًا الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل المنطقة، وأنهما استعرضا العلاقات التركية الروسية والتطورات في سوريا. ولفت إلى أن تركيا وروسيا وسوريا أطلقت مسارا جديدا عبر اللقاء الذي عقده رؤساء الاستخبارات ووزراء الدفاع في موسكو قبل أيام. وأكد أن وزراء خارجية البلدان الثلاثة سيجتمعون بصيغة ثلاثية أيضًا، وبعد ذلك سيجتمع الزعماء وفقًا للتطورات. وشدد أردوغان على أن الهدف من ذلك هو تحقيق الطمأنينة والهدوء، وإحلال السلام في المنطقة.
وكشف أنه سيجري في الساعات القادمة أيضًا اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأوضح أنه سيبحث مع زيلينسكي المحادثة التي أجراها مع بوتين، وسبل وضع العلاقات الروسية الأوكرانية على أرضية أكثر مرونة. وقال أردوغان إنه سيناقش مع نظيره الأوكراني ممر شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية (في إطار اتفاق إسطنبول) وسبل نقل الأمونيا والأسمدة. ولفت إلى أن بوتين عبر مرة أخرى عن استعداد روسيا لتقديم الحبوب إلى البلدان الإفريقية الفقيرة من دون مقابل. وأكد أن تركيا بدورها ستأخذ هذه الحبوب وتحولها إلى دقيق في مصانعها ومن ثم سترسلها إلى البلدان الإفريقية المعنية.
من ناحية أخرى، أكد أردوغان أن الأزمة التي اتسعت أبعادها مع الحرب الروسية الأوكرانية، أثبتت مرة أخرى أن ما يسمى الدول المتقدمة لا تهتم بأي شيء سوى أمنها ورفاهيتها، وأنها ستستخدم كل الوسائل لضمان ذلك. وشدد على أن تركيا حالت دون اتساع رقعة النار في المنطقة بفضل السياسة المتوازنة والعادلة التي اتبعتها في الحرب الروسية الأوكرانية التي لم تكن تهدد الاقتصاد العالمي فحسب، بل تهدد السلام أيضا.
وأوضح أن ممر الحبوب الذي أنشئ ويعمل برعاية تركية، ساهم في إنقاذ العالم بأسره من خطر مجاعة كبيرة.
وزاد: “كما قمنا بواجب إنساني وأبقينا آمال السلام حية من خلال وساطتنا التي سهّلت تبادل الأسرى (بين طرفي الحرب)”.
*مساعدات سوريا
على صعيد آخر، ومع قرب انتهاء مدة التفويض الأممي الخاص بنقل المساعدات إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى” على الحدود مع تركيا، تزداد المخاوف مجددا من عدم تجديده والعواقب المترتبة على ذلك. وفي 10 يناير الجاري، تنتهي فترة التمديد الأخير الذي أجيز من قبل مجلس الأمن الدولي لمدة 6 أشهر، حيث توجهت الأنظار إلى مجلس الأمن مجدداً لإقرار تمديد جديد.
وكان مجلس الأمن قد جدد آلية المساعدات في 12 يوليو الماضي لمدة 6 أشهر فقط في ظل ضغوط روسية معارضة، خلافا للمرات السابقة حيث كانت تمدد لمدة سنة.
وفي ظل عدم التوصل إلى اتفاق في مجلس الأمن الدولي حتى الآن على تمديد آلية المساعدات الأممية، بدأت الدعوات من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تتصاعد لإقرار تمديد جديد، محذرة من كارثة إنسانية في حال عدم إقرار التمديد في مجلس الأمن.
وشارك في الدعوات خلال ديسمبر الماضي، تركيا والولايات المتحدة ودول أوروبية، لحث روسيا للموافقة على تمديد آلية نقل المساعدات إلى سوريا. وبحسب الأمم المتحدة فإن نحو 2.7 مليون شخص استفادوا شهرياً من آلية المساعدات خلال عام 2022، و4.1 مليون يحتاجون إلى مساعدات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام مع اشتداد البرد وتفشي الكوليرا.
وقد دفع عدم إبداء روسيا موافقتها على تمديد آلية المساعدات مع قرب انتهاء التفويض الحالي، بعض الدول في مجلس الأمن إلى اقتراح آلية جديدة للمساعدات تتم عبر شركة وسيطة وهو ما رفضته المنظمات العاملة داخل سوريا.
وأصدرت “منسقو استجابة سوريا” وهي منظمة محلية تنشط في الشمال السوري بياناً الثلاثاء، انتقدت فيه آلية “إنصاف” المطروحة باعتبارها تمنح التمويل لشركة اقتصادية لا تملك الخبرة في مجال المساعدات الإنسانية بدل منحها لمنظمات إنسانية دولية أو وكالات الأمم المتحدة.
ولفت البيان أن المبلغ المعلن عنه سيتم تخصيصه في حال إقرار الآلية الجديدة، إلى عدد محدود من المنظمات المتفق عليها، وبالتالي تدمير عمل الكثير من المنظمات الإنسانية الأخرى العاملة في المنطقة. كما سينتج عن الآلية الجديدة بحسب البيان، “حالات فساد كثيرة واستغلال مباشر للعمليات الإنسانية في المنطقة، ولن تكون الآلية الجديدة بديلا كافيا عن المساعدات الإنسانية عبر الحدود”.
واعتبر البيان أن “التمويل الذي سيتم الإعلان عنه في حال التوافق على الآلية الجديدة لن يكون قادرا على تمويل كافة القطاعات الإنسانية بشكل صحيح مع ملاحظة أن الوكالات الدولية قد تكون أكثر كفاءة على إدارة بعض الملفات الإنسانية من المنظمات التي تقوم بتقديم طلبات الحصول على التمويل”.
وأضاف: “تثبت الآلية الجديدة عجز المجتمع الدولي أمام روسيا للحصول على قرار جديد لدخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود وهو تمهيد مباشر لعدم تجديد الآلية العابرة للحدود خلال الفترة القادمة، كما تثبت تهرب المجتمع الدولي والدول المانحة من عمليات التمويل التي أعلنت عنها في مختلف الاجتماعات وأبرزها مؤتمرات بروكسل”.
مساحة إعلانية