أخبار العالم

‫ الأمم المتحدة.. مبادرات قطر التعليمية والتنموية.. نجاحات ملهمة وشراكات استراتيجية حيوية


محليات

6

17 سبتمبر 2023 , 05:29م

alsharq

الدوحة- قنا

تجسد مشاركة دولة قطر في دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنها الدورة الثامنة والسبعون التي ستعقد في شهر سبتمبر المقبل بنيويورك، التزام الدولة القوي بهموم وقضايا العالم والمجتمع الدولي، لا سيما ما يتعلق بالمسائل التي تخص التنمية والسلام والأمن والاستقرار، وعلى رأسها التعليم باعتباره الركيزة الأساسية والمحورية المحركة لكل تلك الجهود.


وتؤكد مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله ورعاه” ومخاطبة سموه شخصيا هذا المحفل العالمي السنوي، إيمان دولة قطر الراسخ بمساندة جهود المجتمع الدولي تجاه القضايا الملحة والحيوية، التي تحقق سلام وخير ورفاه البشرية دون استثناء أو تمييز، في ظل ظروف ومتغيرات بالغة الصعوبة والتعقيد يشهدها العالم، ويعاني من آثارها السلبية خاصة الدول والمجتمعات الضعيفة والهشة والفقيرة.


ولا يزال العالم يتذكر بكل فخر وإعزاز إعلان سمو الأمير في سبتمبر 2018 عن تعهد دولة قطر بتوفير تعليم ذي جودة لمليون فتاة بحلول عام 2021، وهو ما يعد علامة فارقة في تاريخ المبادرات الأممية التنموية، بشأن توفير التعليم الجيد للفتيات والنساء في البلدان النامية.


كما أعلن سمو الأمير عن دعمه لإعلان /شارلوفوا/ بشأن توفير التعليم الجيد للفتيات والنساء في البلدان النامية، خاصة أن دولة قطر أعطت التعليم الأولوية على الصعيدين الداخلي والخارجي منذ زمن بعيد، مما انعكس في برامجها للمساعدات الإنمائية الدولية.


وفي إطار اهتمام دولة قطر بالتعليم أوضح سموه أن قطر قادت الجهود الرامية إلى استصدار قرار الأمم المتحدة الرائد بشأن الحق في التعليم في حالات الطوارئ سنة 2010، حيث إن نسبة كبيرة من أطفال العالم غير الملتحقين بالمدارس يعيشون في مناطق متأثرة بالنزاع.


وأكد سمو الأمير المفدى في سياق ذي صلة لدى افتتاحه مؤتمر أقل البلدان نموا الذي استضافته الدوحة في مارس الماضي، مواصلة قطر دورها الفاعل في العمل الدولي متعدد الأطراف في مختلف المجالات، التنموية، والإنسانية، وحقوق الإنسان، والوساطة لتعزيز السلم والأمن الدوليين.


وأضاف سموه قائلا في هذا السياق “ومن منطلق رؤيتنا الوطنية 2030 والتي تعلي قيم ومبادئ التعاون والشراكة، والتضامن في مساعدة الدول والشعوب والمجتمعات التي تعاني من الأزمات الإنسانية، والنزاعات، والفقر، والديون، فقد قدمت دولة قطر الكثير من المساهمات الإنسانية، والإنمائية وفقا لصيغ التعاون الثنائي، والتعاون المتعدد الأطراف، خصوصا في إطار الشراكات الاستراتيجية مع الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الرائدة الأخرى”.


وأعلن سموه انطلاقا من التزام دولة قطر الثابت تجاه دعم عملية التنمية لأقل البلدان نموا، عن تقديم مساهمة مالية بإجمالي مبلغ 60 مليون دولار أمريكي، يخصص منها مبلغ 10 ملايين دولار لدعم تنفيذ أنشطة برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نموا، ويخصص مبلغ 50 مليون دولار لدعم النتائج المتوخاة لبرنامج عمل الدوحة وبناء القدرات على الصمود في أقل البلدان نموا.

وتبرز في ميادين دعم التعليم والتنمية في البلدان المحتاجة مؤسسات قطرية عالمية، على رأسها مؤسسة “التعليم فوق الجميع”، ومؤسسة صلتك” التنموية، وغيرها من مبادرات ومؤسسات ومشروعات تهديها قطر للعالم، مساهمة منها في تعزيز الجهود الدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.


وفي تعليقها على المبادرات التعليمية التي تقودها مؤسسة “التعليم فوق الجميع”، قالت السيدة لينا الدرهم مدير العلاقات الخارجية بالمؤسسة في حديث لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ “يعتبر التعليم هدفا رئيسيا من أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة، وقد أبدت المؤسسة التزاما بجعل التعليم يواكب متطلبات العصر الحالي”.. موضحة أن المؤسسة تتعاون مع شركائها لإيجاد حلول مبتكرة تلبي الاحتياجات في المجالات التعليمية بشكل مستدام.


ولفتت في هذا السياق إلى الحاجة الملحة والحيوية لتحقيق هذا الهدف، مع الإشارة إلى وجود 67 مليون طفل خارج أسوار المدرسة، ما يعني أن سدس الأطفال في سن الدراسة الابتدائية في جميع أنحاء العالم محرومون من حقهم في التعليم بسبب الفقر والصراع والنزوح والتمييز والإعاقة وغيرها من العوائق.


وأكدت مدير العلاقات الخارجية بمؤسسة “التعليم فوق الجميع” حرص المؤسسة وسعيها الدائم إلى ضمان توفير تعليم جيد لكل طفل، بغض النظر عن مكانه أو ظروفه، مع العمل على تحقيق شراكات فعالة لعدم ترك أطفال خارج المدرسة.


وألقت الضوء على دور صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة التعليم فوق الجميع في تحديد هدف تعليم 10 ملايين طفل غير ملتحقين بالمدارس في عقد من الزمن، وكيف تجاوزت المؤسسة هذا الهدف في عام 2018 بتحقيق 15 مليون طفل حتى الآن، وذلك من خلال الشراكات مع المنظمات الدولية والأممية والبنوك الدولية وغيرها، ودعم من صندوق قطر للتنمية.


وتعمل مؤسسة التعليم فوق الجميع مع حوالي 100 شريك من خلال عدة برامج هي “حماية التعليم في ظروف النزاع وانعدام الأمن، وأيادي الخير نحو آسيا “روتا”، و”علم طفلا”، و”الفاخورة” بالإضافة إلى إدارة برنامج الابتكار العالمي، ومشروع “سويا” في قطر.


وأكدت السيدة لينا الدرهم حرص المؤسسة من خلال هذه البرامج على ابتكار حلول أصلية لمواجهة أي تحديات تحول دون الوصول الشامل والعادل إلى التعليم الجيد للجميع، مضيفة القول “علينا سد الفجوة الرقمية إذا أردنا ضمان عدم تخلف أي طفل عن الركب، وهذا هو السبب لابتكارنا حلولا أصلية ومبتكرة لمواجهة تحديات التعليم التي لم يتم حلها في أكثر الظروف عدائية أو منخفضة التقنية”.


ويبرز من بين تلك الحلول المبتكرة “بنك الموارد التعليمية” لدعم المتعلمين الذين لديهم وصول محدود إلى الإنترنت من خلال وحدات بسيطة وتفاعلية، مع أكثر من 500 مصدر تعليمي بعشر لغات، كما أنه يساعد في توفير التعلم للملايين الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى التعلم الرسمي الشخصي أو عبر الإنترنت.


وبينت مدير العلاقات الخارجية بمؤسسة التعليم فوق الجميع أن بنك المعلومات وصل إلى أكثر من نصف مليون متعلم في 175 دولة حتى الآن، في حين “قامت المؤسسة أيضا بتطوير منهج طوارئ مصمم خصيصا للأطفال الذين تعطلت حياتهم بسبب الصراع والنزوح، ودعمهم كذلك، بالإضافة إلى مهارات القراءة، نفسيا واجتماعيا.. مشيرة إلى أن منهج الطوارئ لدى المؤسسة وصل خلال العام الماضي إلى أكثر من 4000 لاجئ أوكراني وما يقرب من 50000 طالب أفغاني.

وإضافة إلى كل تلك المبادرات المنسقة في ميادين التعليم، تبذل دولة قطر جهودا دولية مقدرة لحماية التعليم في مناطق الصراع عبر نداءات مستمرة بضرورة تجنيب التعليم ويلات الصراع الدائر في العالم، وهو ما حظي بصدى كبير لدى مجتمع الدولي.


وقد اتضح ذلك في استجابة الجمعية العامة للأمم المتحدة، واعتمادها في دورتها 74، المسودة المقدمة من دولة قطر لاعتماد اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات عام 2019 والذي يحتفي به العالم في 9 سبتمبر كل عام، وكذلك تعد قطر من الداعمين والمؤيدين الرئيسيين لإعلان المدارس الآمنة منذ إطلاقه عام 2015 .


وفي هذا السياق، لفتت السيدة لينا الدرهم إلى أن مؤسسة “التعليم فوق الجميع” تعد رائدة في الحركة العالمية لوقف الهجمات على التعليم، وتعمل عبر “برنامج حماية التعليم في حالات انعدام الأمن والنزاعات المسلحة” على حماية التعليم من الهجمات في أوقات النزاع كحق من حقوق الإنسان، مع التركيز على المجتمعات المتضررة من النزاع والمهمشة.


وأشارت إلى تدشين المؤسسة بالتعاون مع شركائها في سبتمبر 2022، بوابة بيانات رقمية” TRACE” لحماية التعليم أثناء النزعات.. لافتة إلى أنه مع وجود هذه البوابة، اقترب العالم الآن من محاسبة أولئك الذين يهاجمون التعليم على أفعالهم.


وبينت أن كل ذلك يأتي بعد سنوات من الدعوات، التي أدت أيضا إلى الإعلان عن اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، وإصدار قرار الأمم المتحدة رقم 2601 بالإجماع، الذي تم تبنيه في عام 2021، ويدعو الدول إلى القيام بدورها للمساعدة في منع الهجمات على التعليم، وتمكين الشباب بالتعليم والمهارات وقيم المواطنة الصالحة.


وفي سياق اهتمامها بالشباب، ذكرت السيدة الدرهم في حديثها لـ/قنا/ أن مؤسسة “التعليم فوق الجميع” تسعى من خلال مجموعة واسعة من البرامج والمبادرات، لتعزيز قدراتهم وتأهيلهم للتعامل مع الأزمات الإنسانية والتصدي لها والتعافي منها، فيما تولي اهتماما خاصا بضمان حصول الطلاب المهمشين على التعليم العالي عبر برنامج “الفاخورة” حيث توفر منحا دراسية للاجئين والنازحين وشباب المجتمعات المضيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها، وقد تجاوز عددها أكثر من 10 آلاف منحة دراسية في جامعات عالمية محلية.


وإضافة إلى ذلك، يعد برنامج أيادي الخير نحو آسيا “روتا”، أحد برامج مؤسسة التعليم فوق الجميع التي تهدف إلى توجيه الجهود نحو المناطق المحتاجة، بما يثمر بناء عالم يشعر فيه الشباب بالانتماء، ويتم تمكينهم لزيادة معرفتهم ومهاراتهم.


وأفادت مدير العلاقات الخارجية بمؤسسة التعليم فوق الجميع في حديثها لـ/قنا/ بأن برنامج “روتا” يركز على دعم الشباب في مجال المهارات الخضراء، لتعزيز دورهم في مواجهة التحديات العالمية، وخصوصا فيما يتعلق بالتغير المناخي.. لافتة إلى أن البرنامج تمكن من تدريب أكثر من 60 ألف شاب وشابة في عدة مناطق، بما في ذلك المجتمعات التي تعاني من تأثيرات الصراع والعنف.


ولفتت في سياق ذي صلة إلى أن الدعم للاجئين والمهاجرين لم يتركز على الخارج، بل تعمل مؤسسة التعليم “فوق الجميع” في الداخل لضمان حصول جميع الأطفال المقيمين داخل دولة قطر على فرص التعليم العادل، وذلك عن طريق مشروع “سويا” الذي أطلقته المؤسسة والذي يعمل بتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي وبالشراكة مع الداعمين المحليين.


وذكرت في هذا الخصوص أن المؤسسة أسست أيضا جسرا أكاديميا ضمن برنامج “تطوير الابتكار العالمي”، يهدف إلى تعزيز المهارات العملية في القراءة والكتابة والحساب بثماني لغات مختلفة، وذلك للأطفال غير الملتحقين بالمدارس والذين تتراوح أعمارهم بين 4 و17 عاما.


وبينت أن تصميم هذا البرنامج يعتمد على فكرة التعلم الذاتي، ويسهل للأطفال مواصلة تعليمهم الأساسي أو المهني، ما يمكنهم من أن يصبحوا أفرادا فاعلين ومنتجين، قادرين على إحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم.


وكشفت السيدة لينا الدرهم في سياق حديثها لـ/قنا/ أن أكثر من 800 ألف شخص قد استفادوا من بنك الموارد التعليمية الإلكترونية المجانية، حيث تم تحميله في أكثر من 150 دولة حول العالم.


إلى ذلك تضطلع مؤسسة “صلتك” فيما يعنى بمبادرات دولة قطر التعليمية والتنموية بدور بارز ومتميز في توفير سبل العيش الكريمة والمستدام، لاسيما في المجتمعات المهمشة، وبتحسين جودة الحياة للشباب والفتيات في البلدان حول العالم، وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


وتعمل المؤسسة منذ إنشائها عام 2008 على ربط الشباب بفرص العمل والتمكين الاقتصادي، خاصة أولئك الذين تأثروا بالنزاعات والأزمات مثل اللاجئين والنازحين والمهمشين، عن طريق برنامجين رئيسيين هما “برنامج التوظيف، وبرنامج تطوير ريادة الأعمال والمشاريع”.


ونجحت “صلتك” بالتعاون مع شركائها في سياق مبادرات قطر التنموية على مستوى العالم وضمن أهدافها المعلنة في ربط نحو مليوني شاب وشابة بالوظائف وفرص ريادة الأعمال في 20 دولة، وهي بصدد التوسع في دول ومناطق جديدة سعيا للوصول إلى 5 ملايين شاب وشابة من أجل ربطهم بالوظائف وفرص ريادة الأعمال.


وعقدت المؤسسة العديد من الشراكات مع مؤسسات ومنظمات دولية لتحقيق أهدافها، ففي اليمن أطلقت مرحلتها الثانية من الشراكة مع الاتحاد الأوروبي لتوفير فرص عمل ومصدر دخل لأكثر من 50 ألف شاب وشابة، وذلك بعد نجاح المرحلة الأولى لدعم أكثر من 38 ألفا من الشباب بمشاريع متنوعة تستجيب لحاجات الشباب وتفي بمتطلبات المجتمع المحلي.


كما أبرمت شراكة مع منظمة “انقذوا الأطفال” لتنفيذ مشروع “تمكين الشباب في الصومال” الذي يهدف إلى تزويد عشرة آلاف شاب وشابة بالمهارات التقنية اللازمة لهم وربطهم بسوق العمل للمنافسة فيه.


وبهذا الخصوص، قال السيد فهد عبد الله ملك مسؤول الشراكات وحشد الموارد بمؤسسة “صلتك” في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن المؤسسة تؤمن بأن الطريق إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة يبدأ بالشباب، وبإنهم في حاجة للمهارات والموارد والفرص التي تعزز من إمكاناتهم وتحقيق طموحاتهم، وأنها تسعى من خلال شراكاتها مع مجموعة متنوعة من الجهات الدولية والإقليمية، إلى تسهيل الوصول إلى هذه الاحتياجات لضمان مستقبل مشرق لهم من خلال دعمهم بالفرص الاقتصادية لتحقيق أحلامهم وليكونوا عناصر فاعلة في مجتمعاتهم.


وأضاف قائلا: “نحن نفتخر بكوننا جزءا من المبادرات الرامية إلى خلق عالم أفضل، ونتطلع نحو توسيع نطاق جهودنا لمساعدة المزيد من الشباب في جميع أنحاء العالم”.


وخلاصة القول، إن دولة قطر أصبحت من خلال هذه المؤسسات والمبادرات، دولة رائدة في شراكاتها الأممية والدولية لدعم قضايا التنمية المستدامة بمختلف أبعادها، ومساندة الدول الفقيرة والمحتاجة وتعزيز خططها التعليمية والتنموية.


ولم تتوقف جهود قطر عند هذا الحد، فقد قادت وتقود الكثير والكثير من المؤتمرات والمناسبات الحيوية الدولية، التي ساهمت بفاعلية في إيجاد الحلول والوفاء بالالتزامات والسياسات العالمية في مجالات التعليم والتنمية، فضلا عن احتضانها للعديد من المكاتب التمثيلية لوكالات الأمم المتحدة المعنية بهذه المجالات.


 

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى