محليات
38
الداعية حمد صالح الدعية لـ “الشرق”: أدعو شبابنا لأن يغتنموا خمساً قبل خمس
محمد العقيدي
أكد فضيلة الشيخ حمد صالح الدعية، أن الأجواء الإيمانية في شهر رمضان تختلف عن غيرها من الأجواء في الشهور الأخرى، لأن شهر رمضان هو سيد الشهور فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران، وفيه ليلة خير من ألف شهر، وفيه يتنافس المتنافسون، وفيه العتق من النيران بكل ليلة من لياليه، حيث من الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتنافسوا في هذا الشهر الفضيل الذي تعم فيه الخيرات والبركات، والعاقل الكيس لابد عليه أن يتدارك الأنفاس لأن أنفاسنا معدودة وأعمارنا محدودة، وعلينا الجد والاجتهاد في الطاعة والعبادة وان نعظم ما عظمه المولى عز وجل ونبيه الكريم في هذا الشهر الفضيل، وكيفية استغلال أوقاته وساعاته وجعلها طاعة وقربة وقراءة قرآن ودعاء وصدقة وزكاة وصلة رحم وغيرها من الأعمال الطيبة.
وفيما يخص الخطابة والدعوة قال فضيلة الشيخ، لاشك أن الخطابة والدعوة هبات ودرجات يهبها الله جل جلاله لعباده الصالحين، فبعضهم قد يرزق حفظ القرآن وبعضهم يهبه الفهم الدقيق في الفقه والتوحيد، وبعضهم يرزق بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتجده يصول ويجول ولا يكل ولا يمل في الدعوة إلى الله ونشر السنة وإظهار الحق، موضحا ان مجال الخطابة ليس بتخصصه ولكنه أحب هذا المجال لأن الدعوة إلى الله حاجتنا ومسؤوليتنا وهي واجبة على كل مسلم وان يدعو بما يستطيع.
مخاطبة النفس
وحول اختياره مجال الخطابة أفاد الدعية، بان المولى عز وجل وفقه لهذا المجال، ولأنه بحاجة إلى مخاطبة النفس ومحاسبتها وبحاجة إلى تربية النفس، حيث إن اول المستفيدين يكون الخطيب نفسه وكما قال الشاعر أبي الفتح البستي” أقبل على النفس واستكمل فضائلها.. فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان”، والناس لا شك بأنهم في حاجة إلى الخطابة والتذكير، خاصة في رمضان الذي تجد فيه الناس مقبلين غير مدبرين، والذي كان بعيدا قد اقترب والعاصي لان قلبه في هذا الشهر شهر الرحمة والمغفرة، وكثرة الإقبال على المساجد، وهذه فرصة على الخطيب أن يستغلها ويجعلها لله طاعات وعبادات ويؤثر في قلوب الناس، ولذلك اخترت هذا المجال.
شهر الرحمة
وعن ماذا سيقدم خلال شهر رمضان أكد فضيلة الشيخ حمد الدعية، أنه يقدم ما يستطيع ويمكن تقديمه في شهر الرحمة والمغفرة، ولو قدم ما استطاع تقديمه فيبقى مقصرا لان الدين يحتاج إلى الكثير، واننا بحاجة لهذا الدين لأنه رحمة من رحمات الله عز وجل، لافتا إلى أنه يقدم بعض المحاضرات والندوات في المساجد وغيرها، مشيرا إلى انه يحفظ شيئا يسيرا من كتاب الله وسيرة نبيه، وسبقت له الخطبة في الشهر الفضيل، يسأل الله أن يكون مستمرا ومخلصا في هذا المجال والدعوة العظيمة، معتبرا الخطابة نوعا من أنواع الدعوة كما أن نقل بعض العلم فائدته التأثير والإقناع بحضور الجمهور المتلقي، ولذلك وجب على الخطيب والداعية والعالم وطالب العلم وعلى من يريد الخير للناس أن يهتم بمجال الخطابة ويفعل ما بوسعه حتى ينشر هذا الدين ومحاسنه واخلاق النبي صلى الله عليه وسلم.
الخطابة في الإسلام
وأشار إلى أن الخطابة كانت نشاطا متميزا مع ظهور الإسلام، وذلك لأن رسالة الإسلام هي خطاب من الله تعالى إلى خلقه، تكلف النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بتبليغه وكانت وسيلتهم لأداء هذه المهمة، كل ما أمكن من وسائل البيان والاتصال، وعلى رأس ذلك أسلوب الخطابة، وكان أول من وقف خطيبا هو رسول الله حين أمره الله تعالى “وأنذر عشيرتك الأقربين”، فصعد جبل الصفا فقال “أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟”، قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا، قال “فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد”، واستمر عليه الصلاة والسلام في استثمار كل فرصة سانحة ليخاطب جموعهم، مذكرا وناصحا وداعيا إلى الله.
وأكد ان برنامجه في شهر رمضان الحرص التام في المحافظة على الأوقات لان رمضان سريع وسرعان ما ينقضي ونستغله في قراءة القرآن وختمته وقراءة سيرة النبي، داعيا الشباب إلى تطهير النفوس من المعاصي والمنكرات والسيئات، وتنقية القلب من الغل والحسد والشحناء والبغضاء والآفات، وانصحهم أن يقبلوا على ربهم، والا يغتروا بشبابهم وان يغتنموا خمسا قبل خمس منها الشباب قبل الهرم، وعليهم استغلال ذلك في الطاعة والعبادة وتقوى الله في شهر رمضان.
مساحة إعلانية