السفير إبراهيم المغيصيب يفتح قلبه لـ الشرق “1-2”: الرميحي اكتشف موهبتي.. وكابتلو اختارني للعب في الدفاع
محليات
176
حوار: محمد علي المهندي
ضيفنا في مجلس الشرق سعادة السفير إبراهيم بن عبدالرحمن بن عبدالقادر المغيصيب الرياضي والدبلوماسي الناجح، صاحب العطاء في مجال الرياضة، والذي انطلق فيها بسرعة الصاروخ وتألق ولعب مع الفريق الأول بالنادي الأهلي والمنتخبين الوطني والعسكري، ولكنه لم يكمل مشواره بسبب الإصابة التي أبعدته مبكراً عن كرة القدم، ولولا هذه الإصابة لكان له شأن كبير في الرياضة، وفي الدبلوماسية نجح في أداء عمله وتنقل في المناصب حتى وصل إلى منصب سفير، وأتقن في عمله ونجح بدبلوماسيته وساهم في إبراز وجه الدبلوماسية القطرية الناصع البياض وصاحبة المواقف في أصعب المجالات، في مجلس الأسرة بمنطقة الدحيل التقينا به وكان هذا الحوار الرياضي الدبلوماسي.
ولادتي في النياده
كانت ولادتي في فريج النياده وكان يسمى قديماً (وسيطه) بالقرب من مسجد (عبلان ) وذلك في عام 1959 م، وهو أحد أحياء مدينة الدوحة جنوب سوق واقف، وكانت المنطقة تعج بالحركة والنشاط والحيوية لقربها من مركز المدينة، ثم انتقلنا إلى فريج الأصمخ كنت أحب اللعب مع أقراني في الفريج وبعده انتقلنا للمنتزه واكتملت قصتي مع أولاد الفريج.
نادي النجاح الأول في قطر
كان والدي يحب الرياضة ومغرماً بها، وكانت هناك في الفريج عدة فرق يلعب فيها بعض المقيمين الذين يعملون في شركة النفط، وأيضاً العاملين في حكومة قطر، وقد اهتم بتأسيس نادي النجاح مجموعة من الشباب يدعمهم شيوخ من آل أحمد الذين يساهمون في دعم ميزانية نادي النجاح، ومعهم بعض المؤسسين في النادي، ويعتبر نادي النجاح أول نادٍ أسس في قطر عام 1950، ووالدي من المؤسسين للنادي، كما أنه ترأس مجلس إدارة النادي لفترة معينة، وكان مخلصاً ومحباً لنادي النجاح وشغوفاً بالرياضة وبكرة القدم خاصة، وظل مهتماً بشؤون نادي النجاح حتى اندمج مع النادي الأهلي ( الناشئين ) سابقاً وتغيّرت التسمية من النجاح إلى الأهلي وواصل معه مسيرة النجاح.
بدايتي مع التعليم درست في أربع مدارس!!
كنت شغوفا بالتعليم والاستفادة من علم المدرسين، وقد درست في عام 1965 الصف الأول والثاني إبتدائي في مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية المشهورة في تلك الفترة، كما درست في مدرسة أبوبكر الصديق ثلاثة أشهر فقط ولعبت معهم مباراة، وأذكر كان يدرسنا الرياضة الكابتن عيسى نجم أحد نجوم نادي التحرير ومنتخب قطر، ثم انتقلت إلى مدرسة صلاح الدين الأيوبي ودرست هناك لمدة سنتين، وكانت هناك منافسة قوية بين مدرسة صلاح الدين الأيوبي وخالد بن الوليد في جميع الألعاب الرياضية، وعندما انتقلنا للمنتزه درست الصف الخامس والسادس إبتدائي في مدرسة عثمان بن عفان الإبتدائية في منطقة المنتزه، أذكر جاء والدي بسبب شكوى من مدرس العلوم الشرعية الذي ضربني وطردني من المدرسة بسبب شغب الطلاب وأنا معهم، وقابل المدير الاستاذ علي فرج الأنصاري وقال له “اللحم لك ولي العظم ” ومنها والمدير علي فرج يضربني !!.
أذكر في الصف السادس جاءنا الكابتن محمد غانم لاعب نادي الأهلي والمنتخب وكان يومها في دار المعلمين ودرسنا رياضة ولعبنا مباراة مع مدرسة الريان وكان يلعب معهم النجم القطري الذي يطلقون عليه الشيبه “منصور مفتاح ” الذي سجل هدف الفوز، ومن محاسن الصدف إنني لعبت مع الكابتن محمد غانم ومنصور مفتاح في المنتخب الأول.
قطر الإعدادية كانت وجهتي
وبعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية انتقلت للدراسة في مدرسة قطر الاعدادية القريبة من مستشفى الولادة القديم المسمى (مستشفى حمده) وهي مدرسة جميلة وفيها خارطة العالم، وحديقة جميلة، وملعب كرة قدم جيد، وملاعب تحتية للكرة الطائرة والسلة واليد وبها مدرجات للجماهير وتقام عليها بطولة المدارس للمرحلة الاعدادية ـ وقد توسعت مداركنا وتفتحت أذهاننا، وكان الوالد حريصا على الدراسة وكتابة الوظائف والواجبات المدرسية، وكان يعطينا الوالد فرصة بعد أن نؤدي واجباتنا بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب للذهاب لممارسة هوايتنا المختلفة.
التحدي بين الأسود والسلام !!
شهدت منطقة النياده (النجادة) والأصمخ في فترة ستينيات القرن الماضي حراكاً رياضياً وثقافياً وتنافساً وتحدياً بين فريق الأسود والذي يترأسه عيسى هزاع وبين فريق السلام الذي يمتلك حوطة السلام التي تقام عليها المنافسات بين فرق الفرجان، وقد برزت منهم مواهب قطرية كثيرة في كرة القدم، وكنت ألعب مع فريق الأسود وكان التحدي بيننا كبيراً، وأنا تعلمت مبادئ الكرة ومهاراتها وفنونها من مباريات فرق الفرجان، كذلك عندما انتقلنا إلى منطقة المنتزه لعبت مع فرق الفرجان وكان معنا عيال مال لله عادل وإخوانه وعيسى عواد ومجموعة من رفقاء الدرب في المنتزه، وكنا ندفع اشتراكا للفريق وكان هناك من يرتب لنا المباريات، وإذا مافيه مباريات نلعب تقسيمة، وكانت أيام حلوة وجميلة وممتعة.
اختاروني للعب ضمن منتخب المدارس للسلة
كنت أمارس بعض الألعاب الرياضية، وألعب في مدرسة قطر الاعدادية والنادي كرة السلة، وأذكر كنت أتدرب في مدرسة صلاح الدين، ولفت إنتباه مدرب كرة السلة المصري محمد الرشيدي وإختارني للعب ضمن صفوف منتخب المدارس لكرة السلة، وتدربت معهم، وشاركت في الدورة المدرسية عام 1974م والتي أقيمت في بيروت العاصمة اللبنانية ولعبنا مباريات كرة السلة في منطقة الروشة على البحر وكنت مشاركا مع الفريق وألعب حسب الظروف، وبسبب عشقي لكرة القدم كنت دائماً مع لاعبي كرة القدم وليست السلة !!.
خالد إبراهيم اكتشف موهبتي
أذكر عندما كنت ألعب في المدرسة الإعدادية اكتشفني لاعب النجاح السابق والحكم الدولي ( خالد إبراهيم الرميحي ) رحمه الله، وأخبر والدي عن موهبتي، لم تكن لديّ النية للذهاب للعب مع النادي الذي ترأسه والدي قبل الاندماج نادي النجاح وعندما اندمجت الأندية القطرية عام 1972 تحول اسمه للأهلي، ولكن عندما فتح الوالد معي الموضوع كنت خائفا جداً ومرتبكا وسألني هل تلعب الكرة، قلت نعم ألعب كرة ولكن في المدرسة أو الفريج، قال لابد أن تذهب للنادي الأهلي وتلعب معهم لأننا كل العائلة والأسرة أهلاوية، وأعطانا الكابتن (بيومي عيسى) وكان يومها يدرب فريق الشباب، شنطة فيها ملابس رياضية وقال لابد من حضور التدريبات والتعرف على الشباب، وبالفعل تدربنا، ولعبت أول مباراة ضد فريق التعاون من مدينة الخور وفزنا (3/0) وتسببت في احتساب ركلة جزاء عندما عرقلني المرحوم خليفة أحمد الحميدي ومعه حمد عبدالوهاب، وكنت ألعب في خط الوسط.
لم أنم الليل عندما علمت أن بيليه في الدوحة !
لم أذق طعم النوم في تلك الليلة التي تسبق المباراة وكنت كثير التفكير والحلم الذي أصبح حقيقة حيث سأرى أفضل لاعب في العالم ( الملك بيليه) يستعرض مهاراته وفنونه على أرض استاد الدوحة وسيلعب مع فريق سانتوس البرازيلي ضد نادي الأهلي القطري وذلك يوم الأربعاء بتاريخ 14/2/1973، ذهبنا قبل المباراة وسلمنا على لاعبي النادي الأهلي وتحفيزهم، وحضرنا المباراة الشهيرة وكانت المدرجات تغص بالجماهير منظر رائع وجميل ويسر الخاطر، وأذكر كانت الجماهير التي لم تدخل الملعب أكثر من اللي بداخله لأن الكل كان حريصاً على مشاهدة ملك الكرة بيليه الذي قدم فاصلا مهاريا نال إعجاب الجماهير ولكن الفرحة لم تتم حيث أعطى الحكم عاهد الشنطي إنذاراً إلى بيليه أغضب الجماهير قبل أن يغضب بيليه، كما استمتعت بمهارات الفريق البرازيلي، ودفع النادي الأهلي مبلغ (30) ألف دولار قيمة تكاليف إحضار الفريق للدوحة، وفد فاز سانتوس البرازيلي بنتيجة (3/0).
أذكر من اللاعبين الذين شاركوا في المباراة، الحارس محمد كاظم، و الكابتن محمد غانم، وبيومي عيسى، وأحمد قمبر وعبدالرحمن مراد، وعبدالله الصديقي، ومحمد الصديقي، ومحمد عبدالغني، يعقوب الكعبي، يوسف العبيدلي، حسن علي، درويش سعيد، عيد مبارك، محمد حافظ، عبدالله أحمد حسن، وغيرهم.
كابتلو غيّر مركزي
أذكر كان يدرب النادي الأهلي المدرب محمد خير كابتلو، وإكتشفني وغيّر مركزي من لاعب خط وسط إلى مدافع، وشاركني في مباريات الدوري المشترك وذلك عندما غاب المدافع يعقوب الكعبي لسبب ما زلت أجهله، ولعبت عدة مباريات منها مباراة فريق الاستقلال وفزنا (5/2)، وأذكر كنا قبلها قد فزنا ببطولة دوري الشباب لمدة ثلاث سنوات متتالية.
لعبنا مع الوكرة بالشورتات
أذكر كانت لنا مباراة مؤجلة في دوري الشباب مع نادي الوكرة وكان يومها يرتدي اللون الأخضر والأصفر، ونظراً لتشابه ألوان ملابس الفريق فقد أوقعت القرعة أن نلعب بدون فانيلات بالشورتات فقط، وهم يلعبون باللون الأخضر، ولعبنا الشوط الأول بدون فانيلات وكأننا في مباراة فرجان وليس دوري، وكنت قد كلمت المدرب المصري علي العطار بإعطاء الفرصة لأحد زملائي في الفريق للعب في الشوط الثاني، ولكن ألغيت المباراة في الشوط الثاني لأن وزير التربية والتعليم سيرعى مباراة كبرى ولايجوز اللعب بالشورتات فقط !!
فرانك اختارني للمنتخب
أذكر عندما برزت وتألقت مع فريق الأهلي الأول إختارني مدرب المنتخب الانجليزي الجنسية ( فرانك وجنل ) للانضام لصفوف المنتخب الأول، وتحقق حلمي ولعبت بجانب نجوم منتخب قطر، وعسكرت في البرازيل ثلاث مرات مع المنتخب، كما تم إختياري للعب مع نجوم منتخب قطر الذي حلمت أن ألعب بجوارهم، كما تم اختياري للعب مع المنتخب العسكري وذلك للمشاركة في بطولة مركز إرتباط الشرق الأوسط، هذه من ملامح سيرتي مع الكرة.
صدفة ويا محلا الصدف !!
كما أذكر أنه من محاسن الصدف وعندما كبرت واشتد عودي وأثبت وجودي للعب في الفريق الأول مع النادي الأهلي والمنتخب، وفي استفتاء جريدة العرب لأفضل الرياضيين في عام 1977 م كنت ضمن الفائزين بالاستفتاء، حيث نال الكابتن محمد غانم المايسترو جائزة أفضل لاعب خط وسط، والكابتن منصور مفتاح نجم نادي الريان والمنتخب جائزة أفضل مهاجم، وأنا اختاروني لجائزة أفضل مدافع، وكانت صدفة جميلة أن نتقابل ثلاثتنا في المنتخب، وقد أثرت عليّ الجائزة في تحفيزي لتقديم الأفضل، ولكن بعد ذلك تعرضت لإصابة بليغة، وقام عاهد الشنطي من قسم الرياضة بتلفزيون قطر بإجراء مقابلة معنا نحن الثلاثة.
الإصابة حرمتني !!
أذكر تم اختياري ضمن المنتخب الأول والمنتخب العسكري، وكان يدربنا المدرب الإنجليزي فرانك وجنل، وأثناء استعدادنا للمشاركة في بطولة مركز ارتباط الشرق الأوسط العسكري والذي كان مقره في الدوحة، وفي أثناء التدريب أحسست بألم والتواء، وفي اليوم الثاني ذهبت مع الطبيب بوب إلى المستشفى وأثبتت الفحوصات أنني مصاب رباط صليبي بالغضروف وهي عملية صعبة وتحتاج إلى طبيب ماهر، استمررت مع الفريق حتى انتهت البطولة، ثم غادرت إلى لندن للعلاح من الإصابة، وقد عالجني نفس الدكتور الذي عالج الكابتن مبارك عنبر العلي، وبعدها عدت من الإصابة لكنني لم أتمكن من اللعب لعدم نجاح العملية!!.
نتابع الجزء الثاني الخميس القادم
مساحة إعلانية