عربي ودولي
56
تعزيز العلاقات في كافة المجالات..
عواطف بن علي
أكد سعادة سفير الجمهورية التركية في دولة قطر الدكتور مصطفى كوكصو أهمية زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للدوحة، والتي تعد الأولى للمنطقة بعد الانتخابات ضمن جولة خليجية، مبرزا أن علاقة بلاده مع قطر، تشهد تطورا غير مسبوقٍ في كل المجالات، في ظل أواصر الصداقة والأخوة الراسخة بين البلدين والشعبين. وشدد السفير كوكصو خلال مؤتمر صحفي على أهمية توقيت الزيارة، في وقت تشهد المنطقة والعالم تطورات كبيرة، تستدعي تنسيقا عاليا للمواقف مع حلفاء تركيا وأصدقائها. وأوضح السفير كوكصو أن الزيارة تهدف إلى المزيد من تعزيز العلاقات، وتبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية، ومناقشة الخطوات التي يجب اتخاذها بما يخدم المصالح المشتركة واستقرار المنطقة، منوها بأن الزيارة تأتي كرسالة شكرٍ لدولة قطر وشعبها وحكومتها على وقفتها القوية في محنة الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير الماضي.
زيارة مهمة
كما بين السفير التركي أن الرئيس أردوغان يود أن يفي بوعده كما ذكر خلال فترة الانتخابات أنه يرغب في زيارة المنطقة بعد الانتخابات مباشرة في تركيا. ومن المنتظر مناقشة الاستعدادات للدورة التاسعة للجنة الاستراتيجية العليا وفرص الاستثمار والاستعدادات الاقتصادية والقضايا الإقليمية. وأكد السفير التركي أن العلاقة المتينة بين سمو الأمير وفخامة الرئيس التركي تعد أهم مرتكزات العلاقة بين الدولتين، مما يسهل عملية سير العلاقات إلى آفاق أوسع. وأضاف «نعمل على قدم وساق مع كافة الجهات والمؤسسات على تحويل الإرادة السياسية القوية على مستوى القادة إلى مخرجات ملموسة تدفع بشراكتنا إلى مزيد من التقدم». واعتبر كوكصو أن التوافق السياسي والتكامل الاقتصادي والشراكة الأمنية والعسكرية، تظهر العلاقات التاريخية بين قطر وتركيا، في ظل توافق رؤى قيادتي البلدين وتعزيز الثقة المتبادلة، وتفضيل العمل المشترك فيما بينهما في القضايا الثنائية والإقليمية». وقال كوكصو إن عام 2023 يصادف الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا، والذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر. وتابع: «بينما نترك علامة فارقة في علاقاتنا الثنائية، فإننا نولي أهمية لتعزيز التعاون الاستراتيجي في جميع المجالات». وقال كوكصو إنه «على الرغم من تقلبات العلاقات بين الدول والنزاعات الإقليمية التي شهدها العالم في الآونة الأخيرة إلا أن دولة قطر والجمهورية التركية حافظتا على علاقات مستقرة ومتنامية على كافة الأصعدة، ويمكن القول إن العلاقة الإستراتيجية بين البلدين كانت من دعائم التوازن في المنطقة وشكلت ضمانة حقيقية في مواجهة الكثير من التحديات، والمخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية».
94 اتفاقية
واعتبر السفير كوكصو أن إنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة للبلدين فتح الباب نحو آفاق تخدم الشراكة الثنائية وتليق بإمكانات البلدين على المستوى الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والعسكري». وتأسست اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين البلدين، في ديسمبر 2014. وتُعقد كل عام اجتماعات اللجنة الاستراتيجية على أعلى مستوى، وهي آلية للتشاور حول العلاقات القطرية التركية، وتمثل أحد أهم مؤشرات العلاقات الثنائية المكثفة والقوية. واستمر انعقاد اللجنة بالتبادل بين البلدين، فكان انعقاد اللجنة الثانية بمدينة طرابزون التركية 2016، وكان آخر انعقاد للجنة الثامنة في إسطنبول 2022. وشهدت اللجنة منذ تأسيسها توقيع 94 اتفاقية في مجالات متنوعة، مع الاتفاقيات التي وقعت في الدورة الثامنة في إسطنبول.
توافق في الرؤى
وشدد السفير على أن اشتراك تركيا وقطر في نفس الأهداف الداعمة للاستقرار الإقليمي والدولي، جعل البلدين الشقيقين يعطيان الأولوية للدبلوماسية والحوار والسلام، بما يتجلى في جهود قطر الاستثنائية للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، ونجاح تركيا في إطلاق أكبر عدد من السجناء، في اتفاقية تبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا، التي نجحت أيضا في صياغة اتفاقية الحبوب بين البلدين المتصارعين، بالتعاون مع الأمم المتحدة. وقال سعادة السفير كوكصو «إن لدى بلدَينا طموحاتٌ كبيرةٌ لتعزيزِ التعاونِ في مجالاتٍ متنوّعةٍ ذاتِ اهتمامٍ مشترَك». وبحثت القيادتان الحكيمتان مختلفَ القضايا الثنائية، والإقليمية، والتطوراتِ على الساحة الدَّولية، كما تمُّ بحثُ الخُطُواتِ التي يمكنُ اتخاذُها بُغيةَ تعزيزِ العلاقاتِ المتميزة بالفعل بين البلدين.» وشدد على أن قطر وتركيا، يجمعُهما مصيرٌ مشترَك، وعلاقتهما مبنية على أسس ثابتة قوامها الاحترام المتبادل، والإخوة الصادقة، والوقوف مع الحق، فضلا عن التعاون الثنائي ورعاية المصالح المشتركة.
الانتخابات الأخيرة
وحول الانتخابات الأخيرة في تركيا قال كوكصو: ضمنت تركيا بيئة انتخابات «نزيهة وآمنة وشفافة وسلمية» في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت في 14 و 28 مايو 2023، موضحاً «أن نسبة المشاركة العالية في كلا الانتخابات هي علامة واضحة جدًا على أن الشعب التركي ملتزم بممارسة حقوقه الديمقراطية». وقال إن «الانتخابات الأخيرة ابرزت نضج ديمقراطيتنا وقرار الاعتراف بقوة الإرادة الوطنية في تركيا».
مساحة إعلانية