عربي ودولي
22
بمناسبة الذكرى الـ 35 للعلاقات بين الدوحة وموسكو..
عواطف بن علي
أكد سعادة السيد دميتري نيكولايفيتش دوغادكين سفير روسيا الاتحادية لدى الدولة أن نطاق التعاون القطري الروسي اتسع ليشمل كافة المجالات وخاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية، مبرزا أن التعاون بين الدوحة وموسكو مفتوح على إمكانات وآفاق كبيرة. وقال سعادته في تصريحات خاصة لـ الشرق بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للعلاقات الثنائية: «في الأول من أغسطس 1988 أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين روسيا الاتحادية ودولة قطر واستمر الحوار السياسي المستقر القائم على الثقة المتبادلة بين بلدينا». وشدد سعادته أن قطر وروسيا مهتمتان بتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات وتهدف الجهود المشتركة إلى الحفاظ على الديناميات الإيجابية للتجارة وتطوير التعاون الاستثماري.
وأبرز السفير الروسي أنه من الخطوات المهمة في التعاون الثنائي إنشاء اللجنة الروسية القطرية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني في عام 2010. وفي عام 2013، وخلال زيارة الممثل الخاص لرئيس الاتحاد الروسي للتعاون مع منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF) فيكتور زوبكوف، تم افتتاح مكتب التمثيل الإقليمي لشركة PJSC Gazprom في الدوحة. في نفس العام، استحوذ جهاز قطر للاستثمار على حصة في بنك VTB. وفي عام 2018، تم افتتاح مكتب تمثيلي لشركة PJSC Rosneft.
تعزيز العلاقات
وقال السفير دوغادكين: «بعد أن تولى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد السلطة في عام 2013، ازداد مستوى الاتصالات على أعلى المستويات والتقى قادة البلدين أربع مرات: «على هامش» دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي (2014) وموسكو (2016)، وعلى هامش «حفل نقل الصلاحيات إلى قطر لاستضافة كأس العالم (موسكو، 2018) وفي قمة CICA الخامسة (دوشانبي، 2019)».
و تابع: «قام وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف بأربع زيارات عمل إلى قطر (2015 و2017 و2019 و2021). في مارس 2022 ويونيو 2023، زار معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية موسكو».
كما بين السفير دميتري نيكولايفيتش أن عام 2018 أصبح عاما لتعزيز الثقافة بين بلدينا، مما أتاح الفرصة لسكان دولة قطر للتعرف على ثقافة شعوب روسيا الاتحادية، والإمكانيات السياحية، والمطبخ والسينما والرسم، ومن جانب آخر تعرف الروس على ثقافة قطر وبسبب مثل هذه الفعاليات وتطلعات الشعبين، فقد زاد التدفق السياحي المتبادل بشكل ملحوظ في السنوات القليلة الماضية. وذكر السفير أنه في 15 يوليو 2018، أقيم حفل تسليم شارة كأس العالم الذي أقام تفاعلا وثيقا بشأن تنظيم مونديال 2022.
التنسيق المشترك
وشدد السفير الروسي على التنسيق الوثيق بين الدوحة وموسكو في عدد من القضايا الإقليمية والتوافق في المواقف من القضية الفلسطينية حيث نطالب بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وقال: «نحن نقدر عاليا جهود الوساطة القطرية لحل النزاعات الإقليمية والدولية بالطرق السياسية والدبلوماسية، بما في ذلك توفير منصة للمفاوضات ومن الأمثلة على ذلك الاجتماع الأخير للحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث تمت مناقشة عدد من القضايا الموضوعية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك إنشاء نظام مستقر للأمن الجماعي في منطقة الخليج من أجل التصدي الفعال للعديد من القضايا التحديات والتهديدات».
وأكد سعادته أن قطر تعد اليوم أكبر مستثمر في الاقتصاد الروسي. وبالنسبة لتعاون في المجالين الاقتصادي والتجاري، فبعد رفع القيود المتعلقة بفيروس كورونا، عادت المبادلات الى سباق عهدها وتجاوزت الارقام السابقة في عام 2022، زادت روسيا من صادراتها إلى السوق القطري من المنتجات الغذائية والزراعية، بأكثر من 50٪. وبلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا وقطر في الربع الأول من عام 2023 ما يقارب 70 مليون ريال قطري. كما أن التعاون في القطاع الزراعي يتطور باستمرار، فقد تم استئناف شحنات الشعير وزيت عباد الشمس إلى قطر. وتنشط شركة «ميراتورج» الروسية في السوق القطري، كمنتج روسي رئيسي يورد لحوم الدواجن والأبقار الحلال.
وأوضح سعادته أن التعاون في مجال النقل والخدمات اللوجستية أصبح مجالًا واعدًا مثل تنفيذ مشروع ممر النقل الدولي «شمال – جنوب». موضحا أن التعاون في مجال الاستثمار آخذ في التوسع حيث يستثمر جهاز قطر للاستثمار في الشركات الروسية الرائدة. تتطور الشراكة مع صندوق الاستثمار المباشر الروسي بنجاح ويجري العمل على تنفيذ عدد من المشاريع المشتركة التي تزيد قيمتها عن 7.2 مليار ريال قطري. وبين السفير دوغادكين أن هذا العام يشهد أيضا زيادة مطردة في تدفق السياح من روسيا حيث تم تسهيل الزيادة في عدد السياح من خلال اتفاقية بشأن الإقامة بدون تأشيرة لمواطني روسيا وقطر لمدة تصل إلى 90 يوما. يعد وجود بنية تحتية سياحية جديدة تم إنشاؤها من أجل كأس العالم ميزة تنافسية لا شك فيها. وتشغل الخطوط الجوية القطرية الآن 12 رحلة مباشرة أسبوعيا بين الدوحة وموسكو، مما يجعل زيادة السياح بين البلدين هدف مشترك.
مساحة إعلانية