الشرق تسرد قصص أطفال تعافوا من السرطان

محليات
12
الشرق تسرد قصص أطفال تعافوا من السرطان
هديل صابر
كشفت إحصائية صادرة عن سجل قطر الوطني للسرطان، نشرتها الجمعية القطرية للسرطان، أنَّ اللوكيميا وأورام الدماغ والجهاز العصبي من أنواع السرطان الأكثر شيوعا لدى الأطفال من عمر الولادة حتى 14 سنة، إذ سجل سرطان اللوكيميا بين الأطفال نسبة 42.86 %، وسرطان الدماغ 45.24 %، و11.90 % سرطانات أخرى من إجمالي الحالات التي شُخصت، كما يعد سرطان اللوكيميا من بين السرطانات التي تسبب الوفاة بين الأطفال في قطر.
وبناء على سجل قطر الوطني للسرطان فقد أظهر تسجيل 42 حالة إصابة جديدة بسرطانات الأطفال لمن هم دون سن الخامسة عشرة، و62 % من إجمالي الحالات المسجلة حديثاً كانت من الذكور، مقابل 38 % من الإناث، كما بلغت نسبة القطريين حوالي 38.1% من إجمالي الأطفال حديثي الإصابة بالسرطان بينما كان 61.9 % من غير القطريين. وفي هذا السياق أكد مصدر مطلع في الجمعية القطرية للسرطان أنَّ الجمعية قامت بتغطية تكاليف علاج 30 طفلا خلال 2022، بتكلفة إجمالية بلغت (1.918.125) مليون ريال قطري، لافتا إلى أنَّ الجمعية تقدم الدعم المادي للمرضى من غير القادرين على تغطية تكاليف العلاج بناء على سياسات وإجراءات تقررها لجنة العلاج المعنية باستقبال الطلبات وأخذ القرار بخصوص كل حالة من الحالات.
طفرات جينية
وأشار المصدر إلى أنَّ الأسباب وراء الإصابة قد تكون لأسباب تغييرات أو طفرات جينية وليس للعوامل البيئية أو السلوكيات الفردية علاقة بإصابة الأطفال بأنواع السرطانات.
وأكدَّ لـ»الشرق» أنَّ هناك دعما للمرضى المصابين وخاصة الأطفال، لافتا إلى أنَّ الدعم ليس على المستوى المالي بل أيضا الصعيد المعنوي من خلال قسم دعم المتعايشين مع المرض إذ يقوم القسم بإطلاق برامج دعم منها برنامج «ابتسامتك حياتنا» والموجه للمرضى البالغين، أما برنامج «عيالنا ذهب» وهو البرنامج الموجه للأطفال، فضلا عن برنامج «حقا نستطيع» والموجه لغير المرضى بهدف مناصرة مرضى السرطان ودعمهم، من خلال رفع وعي المجتمع بالسرطان كمرض، وتقديم كافة الدعم للمتعايشين مع المرض وذويهم لاسيما للمرضى من الأطفال. ولفت إلى برنامج «أنا متعافٍ وسألهمكم بقصتي» والذي يسرد قصص الأطفال وتجربتهم مع المرض بالتنسيق مع كلية طب وايل كورنيل، إذ يتم الاستماع إلى تجارب الأطفال بحضور عدد من الأطباء وذوي الأطفال المرضى، لتوثيق تجربتهم.
سامي فتوح قصته ملهمة للأطفال
أولى قصص التعايش مع مرض السرطان بطلها سامي فتوح ليست نسجا من الخيال بل حاكها القدر، سامي طفل أصيب باللوكيميا في عمر الثلاث سنوات، لم يكن حينها يعلم بإصابته إلا بعمر الست سنوات، كانت تجربته مع المرض ممتدة على مدار 5 سنوات قضى سنتين منها في أروقة المستشفى، إلى أن أزكمت رائحة الأدوية والمعقمات أنفه، وهو يعلم المرض اسماً، لكن في كل يوم كان يحيا تجربة جديدة من المعاناة، بداية من تقرحات في فمه ومعدته بسبب العلاج الكيميائي وصولا إلى تساقط شعره، إلا أنَّ حيلة خاليه مصطفى وخالد بحلق شعرهما وتشجيعه ليحلق هو شعره خففتا عليه الأمر، عندما علم أنَّ من أحد أعراض العلاج الكيميائي هو تساقط الشعر.
وقالت والدة سامي «قصص الأمل وتجارب الناس هي أهم ما يبحث عنه المريض وأهله وهي الحافز الأكبر في منح الأمل للمريض وذويه، فعندما أخبرنا الطبيب بإصابة سامي باللوكيميا كانت صدمة كبيرة وصوت الطبيب لا يزال صداه في رأسي، لكن مصداقية الأطباء واستجابتهم السريعة وتعاملهم بشفافية كان له الدور الأكبر في تعريفنا بالمرض وطمأنتنا بأن لكل داء دواء، كنا نظن أنها النهاية فكل ما نعرفه عن السرطان أنه مرض يصيب الإنسان وينهي حياته، كنا نحاول أن نعرف أكثر عن المرض كنت أدعو الله أن ينجينا منه حتى نصبح نحن السفراء لنشر الأمل بين المصابين، فمع استجابة ابننا للعلاج رغم ما تخلله من مصاعب وأمراض، ونتيجة لنقص المناعة كان يصاب أحياناً ببعض الالتهابات وكان يتوقف العلاج بسببها، إلا أنَّ دعم الأصدقاء ودعم جمعية السرطان ماديا ومعنويا خفف عنا، وكان الدعم كبصيص النور المتسلل من نفق مظلم».
وأضافت «أخذت عهدا على نفسي في حال تشافى ابني سأجعله يسرد قصته لأقرانه من المرضى ليمنحهم الأمل، وبالفعل بعد خروجه من المستشفى قمنا بزيارة للمستشفى ليروي لهم تجربته مع المرض ويقدم بعض النصائح للمصابين من خلال تجربته من خلال فعالية ” أنا متعافٍ وسألهمكم بقصتي” التي تنظمها الجمعية القطرية للسرطان، إذ روى سامي قصته ببعض الألم والكثير من الأمل الذي ربت على قلوبهم قبل أكتافهم».
فراس أنقذه التشخيص السريع
فراس أشرف .. طفل بدأت معاناته مع سرطان الدم في 2016، بدأت معاناته تنسج خيوطها عندما كان فراس يعاني من ارتفاع درجة الحرارة كل عدة أسابيع، لترجع إلى معدلها الطبيعي من تلقاء نفسها، وفي يوم الجمعة 26 فبراير 2016 (يتذكر والده أشرف التاريخ بالضبط)؛ أخذوا فراس إلى مركز طوارئ الأطفال، لأنه أصيب بتصلب في العنق بسبب الحمى، إذ تم سحب الدم من فراس لإجراء تحليل دم في نفس الليلة. لاحقا قام الطبيب بشرح أن صورة الدم أظهرت خللًا مزعجًا في عدد خلايا الدم البيضاء، وهو خط الدفاع الرئيسي للجسم ضد العدوى وأن سرطان الدم واحدا من الاحتمالات، تم نقل فراس إلى مستشفى حمد العام – قسم أمراض الدم، وحينها لاحظت والدته وجود أطفال لديهم حقن معلقة في الوريد، وآخرين تساقط شعرهم، وحينها غمر الحزن قلبها، لينقلب العالم رأسا على عقب، إلا أنَّ ما بلسم عليها هو سرعة التشخيص وسرعة العلاج، فضلا عن جهود الجمعية القطرية للسرطان التي تحملت 75 % من الأعباء المالية، الأمر الذي ساعدهم في تجاوز محنتهم بالكثير من الأمل والصبر.
مساحة إعلانية