Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ العاروري وعياش ولدا في نفس العام واستشهدا في ذات الشهر


عربي ودولي

164

07 يناير 2024 , 07:00ص

alsharq

❖ رام الله – محمـد الرنتيسي

باستشهاد القائد الوطني الكبير صالح العاروري، فقد الفلسطينيون مناضلاً صلباً وقائداً وطنياً، أفنى حياته من أجل حرية شعبه ودحر الاحتلال، ويا لجمال القدر، فالشهادة في حضرة العاروري تأتي مكتملة العناصر والأركان، فهو ارتقى إلى علياء المجد والخلود، تزامناً مع الذكرى الـ28 لاستشهاد رفيق دربه «المهندس» يحيى عياش، الذي نقل الانتفاضة الفلسطينية الأولى من الحجارة، إلى السيارات المفخخة.


ولا قصور في حكاية العاروري وعياش، اللذين أبصرا النور في ذات العام (1966) واستشهدا في نفس الشهر (يناير) ولعل في هذا التشابه الكبير، قدرا من الأهمية والقيمة.


شيخ الضفة


صالح العاروري، عرفه العدو والصديق، القريب والبعيد، كسياسي واقعي محنك، شهدت له كل ساحات النضال المحلية والعربية والإقليمية، واشتهر بلقاءاته مع قادة المقاومة في المنطقة، حاملاً صوت ورسالة الفلسطينيين وحقوقهم على كتفيه، مسترشداً بإصرار شعبه على نيل حريته وزوال الاحتلال، وكانت بوصلته الوحدة الوطنية في مواجهة العدو الأوحد الاحتلال الصهيوني.


لم يكن غريباً، إزاء كل هذه القدرات والطاقات التي تمتع بها «شيخ الضفة» كما يطلق على العاروري، وحيال تمسكه بحقوق شعبه، وإيمانه العميق بحتمية النصر، وقدرته على إيصال الصوت الفلسطيني بحكمة، إلى كل من التقاهم من قادة ومسؤولين عرب ومسلمين، أن يشكل مصدر قلق وإزعاج دائم للاحتلال، الذي وضعه على رأس قائمة المطلوبين والمستهدفين.


وحتى بعد استشهاده، ها هي أصوات المقاومة تتعالى في غزة ولبنان، ما يثبت للقاصي والداني صواب نهج العاروري، وها هم أحرار الأمة العربية والإسلامية، يشعرون بألم فقدان هذا المناضل الفذ، الذي ناضل في مختلف مواقع المقاومة، فكان مناضلاً جسوراً، ومدافعا بجدارة وحتى الرمق الأخير عن حقوق شعبه.


لا يختلف الحال عند يحيى عياش، أو «المهندس» كما يحلو للفلسطينيين أن يسموه، إذ ستبقى ذكراه وسيرته النضالية خالدة في قلوب وضمائر وعقول أبناء شعبه، الذي سيظل وفياً لما غرسه في نفوسهم من عزة وكرامة وإصرار على أن ينعم الشعب الفلسطيني بحقه بالحرية كباقي شعوب العالم.


نشأ عياش وترعرع في قرية رافات قرب مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية، وبعد تخرجه من جامعة بيرزيت بتخصص الهندسة الكهربائية، قرر السفر خارج الوطن، كي يكمل دراسته العليا، لكن قادة الاحتلال منعوه من السفر، ليعضوا أصابعهم ندماً، فهذا رئيس جهاز المخابرات الصهيونية السابق «يعقوب بيريس» يقول: «لو كنت أعلم بما سيفعله بنا، لأصدرت له تصريحاً، وأعطيته مليون دولار»!.


وبعد أربع سنوات من المطاردة، أذاق خلالها المحتل القهر والرعب أشكالاً وألواناً، تمكن جهاز «الشاباك» الصهيوني من تصفية عياش في 5 يناير العام 1996، لينفجر الرأس الذي طالما خطط لأبرز العمليات الفدائية التي شهدها الكيان منذ قيامه.


وجع يناير


في يناير الحالي، عاش الفلسطينيون فصلاً آخر من الألم والحزن، فاستشهد القائد صالح العاروري، بالتزامن مع الذكرى الـ28 لاستشهاد يحيى عياش، ليؤكد بدمائه أن الشعب الفلسطيني القابض على الجمر، سيظل وفيا لنضالات أبنائه الشهداء، وسيظل معتصماً بذات النهج الذي أرساه من قبل كوكبة عظيمة من الشهداء: أحمد ياسين والرنتيسي وأبو عمار وأبو جهاد وكنفاني وأبو علي مصطفى والشقاقي وخضر عدنان، وهو ذات النهج الذي سار عليه العاروروي وعياش.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى