‫ الفلسطينيون يتقاسمون لقمة العيش في جنين


عربي ودولي

0

11 يوليو 2023 , 07:00ص

رام الله – محمـد الرنتيسي

وسط الظروف الاستثنائية، التي يمر بها مخيم جنين هذه الأيام، بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير، والذي نتج عنه فقدان العديد من الأسر الفلسطينية منازلها، أو مصادر أرزاقها، ينشط أعضاء لجان الطوارئ في القرى والبلدات الفلسطينية المختلفة، في جمع التبرعات المادية والعينية، لإغاثة العائلات المتضررة، ومن فقدوا لقمة عيش أطفالهم، مجسدين بذلك أبهى صور التآخي والتكاتف.


ويجد الفلسطينيون ضالتهم المنشودة في مد يد العون لأهالي مخيم جنين، فيشنغل الجميع في القيام بواجبهم الإنساني، ولا يجد أبناء المدن والقرى والبلدات الفلسطينية غضاضة، في أن يكون لهم موقف إسناد واضح، للأهل في مدينة ومخيم جنين، بل إنهم يرفضون أن تذهب استغاثة أبناء المدينة ومخيمها إلى واد سحيق، بحيث لا يُسمع صوتها أو يتردد صداها، فلم يترددوا في تقديم أرقى ألوان الدعم بشقيه العيني والمادي، من خلال ما تيسر من إمكانيات، دون الاستكانة إلى شعار «العين بصيرة واليد قصيرة» والمعروف عنهم بأنهم لا يسألون الناس إلحافا.


هذا نزر يسير من مواقف الفلسطينيين، كما يوضح الناشط مراد عليان، مؤكداً أن الفلسطينيين يرفضون الاعتصام بصمت أهل القبور حيال الملمات والكوارت التي تحل بأي مدينة أو قرية أو مخيم فلسطيني.


«كيف لي أن أنام وابن جنين جائع أو لا يجد مأوى» قال عليان لـ»»، مؤكداً أن أبناء قريته أخذوا على أنفسهم تقاسم رغيف الخبز وقطرة الماء مع أهالي جنين، من خلال توفير كل الإمكانيات المتاحة لهم، كي تمر هذه الأزمة «على خير» كما يقول.


أضاف عليان الذي يشرف على جمع التبرعات بأشكالها: «رغم الظروف الاقتصادية الصعبة، نلمس تجاوباً كبيراً من الأهالي في مد يد المساعدة لإخوانهم الذين فقدوا منازلهم ومصادر أرزاقهم في جنين، وهناك مبادرات كثيرة انتشرت، بما يجسد مقاصد هذه الحملة التضامنية بكل ما للكلمة من معان إنسانية سامية».


وفي قرية بورين جنوب نابلس، يؤكد عضو لجنة الطوارئ بشار حمدان، أنه ورفاقه أخذوا على عاتقهم، تقاسم لقمة العيش مع أبناء جنين، موضحاً: «شيء جميل أن نرى هذا التعاضد والتكافل، وأن يساعد بعضنا البعض، وفق ما تيسّر، والناس لبعضها».


وتنهض في فلسطين مبادرات فردية وجماعية، في سبيل التكاتف لتخطي أزمة مدينة ومخيم جنين، وتعيد هذه المبادرات إلى أذهان الفلسطينيين، صور التعاون التي جسدتها الانتفاضة الأولى، وأيام الاجتياح الإسرائيلي للمدن الفلسطينية العام 2000.


«نقوم بواجبنا، وما نقدمه للمنكوبين في جنين، لا يعادل قطرة دم شهيد من أبنائها» يقول حمدان لـ»الشرق»، مبيناً أن التبرعات المادية والعينية انهالت على قوافل المساعدات، في طريقها إلى جنين، مفاخراً بلحمة الشعب الفلسطيني، فهو من وجهة نظره كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، بل إنه جسد واحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء.


مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *