Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ الفنان سلمان المالك لـ الشرق: أعمالنا التشكيلية بحاجة إلى التجوال عالمياً


ثقافة وفنون

0

06 فبراير 2024 , 07:20ص

alsharq

الفنان سلمان المالك

أجرى الحوار: طه عبدالرحمن

نعاني غياب رؤى نقدية لتقييم الأعمال الفنية

عمّان وجهتي القادمة بعد معرضي في القاهرة

مجاملات الفنانين تفسد أعمالهم وتشوه المشهد

إرضاء ذائقة الجمهور تهديد لجودة الأعمال الفنية

خرجت عن المألوف في معرضي “تحولات اللون”

اقتناء أعمال الفنانين يدعمهم نحو الارتقاء بإبداعهم

50 لوحة يعرضها “القطري للصحافة” بعد العيد

 

الفنان التشكيلي سلمان المالك، أحد رواد الفن التشكيلي القطري، يتمتع بمخزون فني زاخر، استحق على إثره جائزة الدولة التشجيعية في فرع فن الكاريكاتير، واقتناء أعماله من جانب العديد من المؤسسات الفنية والمتاحف في داخل وخارج قطر.


لم يمنعه حضوره محلياً من الانطلاق عربياً، إذ مع نجاح معرضه القائم حالياً بجاليري المرخية، وخروج أعماله عن المألوف فنياً، فإنه يستعد الآن لإقامة معرض آخر له في عمّان، بعد تجربته الفنية الناجحة بعرض أعماله في القاهرة، دون أن يغفل أن تكون له بصمته في فن الكاريكاتير، بمعرض مرتقب في المركز القطري للصحافة.


في حواره لـ الشرق يتوقف الفنان سلمان المالك عند أبرز محطاته الفنية الأخيرة، ويلامس برؤيته الفنية أوضاع المشهد التشكيلي القطري، ويسبر أغوار موقفه الرافض من المدرسة الواقعية، بجانب محاور أخرى، طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي:


*يلاحظ في معرضك القائم حالياً في جاليري المرخية اتجاهك للونين الأبيض والأسود، مناصفة مع الأعمال الملونة.. فهل يعد هذا تحولاً في مسيرتك الفنية؟


** معرضي المقام حالياً في جاليري المرخية في مقره بـ “مطافئ: مقر الفنانين”، والذي يختتم بعد غد، منذ قرابة شهر ونصف الشهر، قدمت فيه تجربة فنية جديدة، أسميتها “تحولات اللون.. انتباهة الكائن”، وخلاله قدمت نصف أعمالي الفنية باللونين الأبيض والأسود، بعدما كنت أركز من قبل على الأعمال الملونة، وذلك في تحد جديد مع الذات، لأن فنون الحداثة تعتبر مجموعة من التجارب البعيدة عن الرسم الذي يعكس المنظر، أو ما يطلق عليه بالمدرسة الواقعية.


“الواقعية الساذجة”


*في هذا السياق.. ما تفسير موقفك الرافض للمدرسة الواقعية؟


** هذه المدرسة تنفي دور الفنان، ولذلك أسميها “الواقعية الساذجة”، لأن هذه أعمالها تأتي إما إرضاءً للجمهور، أو نزولاً على رغبته، وهذا لا يمكنه بحال أن يطور عملاً فنياً، أو يثري مشهداً بصرياً.


لذلك، لا يجب الخضوع لرغبات سطحية، فالثقافة أرقى من كل ذلك، وعلى الفنان أن يحرص على تطوير أدواته الفنية، وألا تكون محاكاة أو تقليداً لغيره، أو لأدوات أخرى يمكن أن تقوم بها، على نحو الصور الفوتوغرافية التي تنقلها الكاميرا، وإن كان الفنان الممارس لهذه المدرسة معذوراً في ذلك، كونه ينزل تحت رغبات الجمهور، الذي قد يكون منه جمهوراً من أصحاب الذائقة البسيطة.


لذلك، أدعو الجهات والمؤسسات المعنية إلى العمل على اقتناء أعمال الفنانين، كأحد أشكال الدعم لهم، حتى يتحرر الفنان من أي قيود مادية يمكن أن يخضع لها، فتنعكس سلباً على فنه.


النقد الفني


* أمام هذه الحالة.. هل ترى أن النقد الفني غائب عن تصويب مثل هذه الأعمال، إذا جاز القول بأنها تجافي الرؤى الفنية؟


** للأسف، النقد غائب عن المشهد الفني، وليس هذا قاصراً على مشهدنا المحلي فقط، ولكنه العربي أيضاً، إذ ليس هناك نقد حقيقي، وربما يرجع ذلك لعدم تحمل البعض للنقد، أو أنه يخضع لمجاملات أصحاب الأعمال، فتنتفي صفة الناقد عن الراصد للعمل الفني، عندما يتعامل معه برؤية موظف العلاقات العامة، فضلاً عن حضور المجاملات، التي تفسد العمل الفني ذاته.


ولنا أن نتخيل أن هناك من الجيل الصاعد من لا يجيد انجاز عمله الفني، ويحتاج في ذلك إلى من يصوب ما لديه من خلل فني، فإذا بالناقد يجمل له هذا العمل، ويبتعد عن التقييم الفني والعلمي الصحيح، عندها سيشعر أمثال هؤلاء الصاعدين أن لديهم حظوة فنية كبيرة، يسيرون على ضوئها، فيكون ذلك إهداراً لأعمالهم الفنية، الأمر الذي يعود بالتالي سلباً على المشهد الفني.


لذلك، فإن المطلوب أن يكون هناك نقاد على مستوى أكاديمي وفني مميز، يعملون على تقييم التجارب الفنية بكل تجرد، ووفق أسس علمية، ودون تسرع، وتحقيقاً للنقد الهادف.


معرض الكاريكاتير


* عبر مسيرتك الفنية الحافلة في الكاريكاتير الصحفي.. ما تفسيرك لمن ينظر إليه على أنه يحمل فكرة سطحية من أجل إضفاء البسمة على وجوه القراء؟


**هذه إشكالية كبيرة، إذ إن الكاريكاتير فن، وأكبر من أن يكون رسومات لإضفاء البسمة على الوجوه، فهو يحمل فكرة ورسالة تجاه العديد من المجالات، والتي يعبر عنها الفنان بأسلوب ساخر، إذ إن الكاريكاتير يعتبر أحد الفنون الشعبية، التي تحاكي كل الطبقات المجتمعية، وتعبر عن جميع الاتجاهات والاهتمامات.


*وهل يمكن أن نرى لك معرضاً قريباً يبرز هذه القيمة لفن الكاريكاتير؟


** بالفعل، سيكون هناك معرض لي بعد إجازة عيد الفطر المبارك، في المركز القطري للصحافة، وسيضم قرابة 50 لوحة كاريكاتيرية، أنجزتها سابقاً، بالإضافة إلى أعمال أخرى جديدة، تحمل العديد من الإسقاطات، تعزيزاً لفكرة ورسالة فن الكاريكاتير.


وحرصاً على أن يتجاوز هذا المعرض النمطية، فقد اتفقت مع المركز القطري للصحافة على أن يصاحب المعرض ورش ينخرط فيها طلاب المرحلة الثانوية، لتكون فرصة لتعريفهم بدور الكاريكاتير وأهميته في المجتمع.


*كانت لك تجربة فنية مؤخراً، بعرض أعمالك في القاهرة، فكيف كانت أصداؤها لدى الجمهور المصري؟


** منذ تخرجي في القاهرة عام 1982، وكانت لدي أمنية بأن أعرض أعمالي في القاهرة، لاسيما في قاعة “بيكاسو”، والتي تعتبر من أكبر القاعات الفنية في مصر. وحدث ذلك بالفعل، ولاحظت أصداءً إيجابية للغاية من جانب الجمهور المصري والعربي الزائر للقاهرة تجاه أعمالي، ما جعل المعرض يحظى بتغطية إعلامية كبيرة.


وهذا النجاح شجعني حالياً على تكرار عرض أعمالي في خارج الدوحة أيضاً، بالاتجاه لعرضها في معرض بالعاصمة الأردنية عمّان. وهنا أوجه دعوة للفنانين القطريين بضرورة عدم الانغلاق في المحلية، والانطلاق لعرض أعمالهم في عواصم عربية وعالمية، خاصة أن لدينا تجارب فنية ناضجة، وعلى مستوى مميز.


الحضور عالمياً


** هل ترى أن هناك غياباً للأعمال القطرية عن المشهد الفني العالمي؟


** للأسف، الحضور الفني القطري في الخارج ما زال محدوداً، وقاصرًا على جهود فردية للفنانين. لذلك آمل أن تقوم الجهات المعنية بالفن التشكيلي في الدولة بالتعاون مع “قطر للسياحة”، لتنظيم معرض للفن التشكيلي القطري، ينطلق من الدوحة، ومنها إلى العواصم الخليجية ثم العربية، ومنها إلى العواصم العالمية، فيكون ذلك جذباً للحركة السياحية للبلاد، وفي الوقت نفسه تعريفاً بالفن التشكيلي القطري، خاصة أن لدينا تجارب مميزة كما ذكرت.


ومن الممكن أن تكون هناك لجنة فنية تضم متخصصين في الفن التشكيلي من قطر ودول أخرى، لتقييم الأعمال الفنية المشاركة بهذا المعرض، حرصاً على ضمان جودتها، لتكون خير تعبير عن الفن القطري.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى