‫ الكويتي بطل (خليجي2) | الشرق

الكويتي بطل (خليجي2)

خليجي2

عبد الناصر البار

أقيمت النسخة الثانية من بطولة كأس الخليج الثانية في المملكة العربية السعودية، خلال الفترة الممتدة من 15 مارس 1972 إلى غاية 25 مارس 1972 على استاد الملز في مدينة الرياض، وقد شهدت هذه البطولة مشاركة خمسة منتخبات خليجية هي قطر والسعودية والكويت والبحرين والإمارات التي تم إضافتها في هذه النسخة من البطولة وهي التي لم تشارك في أول نسخة وقد فاز في هذه النسخة الثانية من البطولة منتخب الكويت بعد أن تعادل في عدد النقاط مع المنتخب السعودي، ولكن فارق الأهداف حسم البطولة لمنتخب الكويت الذي طار بثاني ألقابه الخليجية بعد اللقب الأول الذي حققه عام 1970 في البطولة التي أقيمت بالبحرين في أول نسخة، ليؤكد الأزرق الكويتي قوته وسيطرته على هذه البطولة التي عشقها وحقق 10 ألقاب كاملة على مدار 25 نسخة أقيمت بعد ذلك، وقد حصل على لقب هداف البطولة اللاعب السعودي سعيد مذكور الملقب بسعيد غراب بعد أن سجل خمسة أهداف، وحصل على لقب أحسن لاعب في البطولة اللاعب الكويتي فاروق إبراهيم، وحصل على لقب أحسن حارس في البطولة الحارس السعودي أحمد عيد، ليخرج الأزرق الكويتي من هذه النسخة الرابح الأكبر.

الأخضر السعودي ثانيا

احتل المنتخب السعودي وصافة بطولة “خليجي 2” على الرغم من أنها أقيمت على أرضه وأمام جماهيره وكان السعودي أحد المنتخبات المرشحة للفوز باللقب إلا أن الأزرق الكويتي استطاع أن يحافظ على اللقب الذي حققه في البحرين، وأقيمت البطولة بنظام الدوري وعبارة عن جولات وفي الأخير يتم احتساب عدد النقاط، ومن يحقق أكبر عدد من النقاط هو من يتوج باللقب وشهدت مباراة الافتتاح بين المنتخب السعودي ونظيره الكويتي وقتها ندية ومنافسة كبيرة وانتهت بنتيجة التعادل الإيجابي (2- 2)، ليحقق بعدها المنتخب السعودي فوزا كبيرا على المنتخب الإماراتي في الجولة الثانية بنتيجة (4- 0) ويواصل الأخضر السعودي تألقه “بخليجي 2” ويحقق ثاني انتصار بالجولة الثالثة على حساب العنابي بنتيجة (4-0)، ليتساوى مع المنتخب الكويتي في عدد النقاط ولكن فارق الأهداف المسجلة كان في صالح الكويت.

الإماراتي يحقق البرونزية

حل المنتخب الإماراتي ثالثا في بطولة كأس الخليج الثانية وفي أول مشاركة له بالبطولة العريقة، وتمكن الأبيض الإماراتي من تحقيق أول فوز على العنابي في البطولة بنتيجة (1- 0) وفي أول مباراة بينهما ببطولة كأس الخليج، ولم يصمد المنتخب الإماراتي أمام نظيره السعودي مستضيف البطولة وخسر الجولة الثانية بنتيجة عريضة (4- 0)، ليتواصل سقوط المنتخب الإماراتي الذي خسر الجولة الثالثة بنتيجة أثقل وكانت تاريخية (7- 0) ليكتفي الأبيض بالمركز الثالث برصيد نقطتين حققهما من فوز وخسارتين، لتكون البطولة بمثابة اختبار وتجربة للمنتخب الإماراتي خليجيا.

سعيد غراب الهداف

شهدت منافسات “خليجي 2” معدلا تهديفيا عاليا وأفضل من النسخة الأولى، حيث سجل 25 هدفا في كل المباريات التي أقيمت بالبطولة والتي كان عددها 6 مواجهات مع إلغاء نتائج وأهداف المباريات التي خاضها المنتخب البحريني بعد انسحابه، وكانت الحصة الأكبر من الأهداف لصالح المنتخب الكويتي الذي سجل 14 هدفا ثم المنتخب السعودي بعشرة أهداف وهدف للمنتخب الإماراتي، وعاد لقب هداف الدورة للمهاجمين السعودي سعيد غراب والكويتي جاسم يعقوب برصيد 3 أهداف، كما سجل السعودي محمد المغنم هدفين والكويتي محمد شعيب، وكان من المنتظر أن يكون المعدل التهديفي أعلى لو أكمل المنتخب البحريني مشاركته بالبطولة.

إبراهيم وعيد الأفضل

بعد ختام مشوار بطولة “خليجي 2” في المشهد الختامي وتتويج المنتخب الكويتي بلقبه الثاني، منحت اللجنة الفنية والمنظمة للبطولة جوائز الأفضل للاعبين، ووزعت الجوائز بمنح النجم الكويتي فاروق إبراهيم جائزة أفضل لاعب في البطولة بالنظر للمستويات التي قدمها في تلك النسخة وهو الذي لاقى إشادات كبيرة من طرف الإعلام والجماهير التي تابعت البطولة، ومنحت جائزة أفضل حارس للسعودي أحمد عيد الذي تألق هو الآخر في حراسة عرين الأخضر السعودي، كما عادت جائزة الهداف للاعبين السعودي سعيد غريب والكويتي جاسم يعقوب اللذين سجلا 3 أهداف.

العنابي بالمركز الرابع

لم تكن مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة كأس الخليج الثانية عام 1972 بالسعودية جيدة، والدليل أن منتخبنا خسر مبارياته الثلاثة بالبطولة واكتفى بالمركز الرابع والأخير، وخسر العنابي أولى مواجهاته مع المنتخب الإماراتي بنتيجة (1- 0)، ثم هزيمة ثانية ثقيلة أمام المنتخب السعودي بنتيجة (4- 0)، وفي الجولة الثالثة خسر منتخبنا أمام بطل خليجي 2 المنتخب الكويتي بنتيجة (5- 0)، ليغادر العنابي البطولة من دون أي انتصار ولم يحقق أي نقطة في البطولة الثانية بالخليجي، لتبقى تلك المشاركة واحدة من أسوأ مشاركات العنابي على مستوى بطولات كأس الخليج، وكانت بمثابة مراجعة للحسابات والتصحيح لمنتخبنا.

أول حالة انسحاب

من بين النقاط السلبية التي شهدتها بطولة كأس الخليج الثانية التي احتضنتها السعودية عام 1972 هو انسحاب المنتخب البحريني من البطولة، وهو الذي كان صاحب الفكرة وتنظيم أول نسخة، وانسحب المنتخب البحريني في مباراته ضد المنتخب السعودي بالبطولة، وهو ما جعل اللجنة المنظمة لـ”خليجي 2″ تعتمد ذلك الانسحاب وتلغي كل نتائج المنتخب البحريني بالبطولة وأمام المنتخبات التي لعب أمامها، لتسجل بذلك أول حالة انسحاب بكأس الخليج في نسخته الثانية، ورغم ذلك الانسحاب الذي أربك حسابات اللجنة المنظمة إلا أن البطولة أقيمت واستكملت وتوج المنتخب الكويتي بلقبها.

الكويت يعشق الخليجي

من أول نسخة في بطولة كأس الخليج التي أقيمت بالبحرين عام 1970 سجل المنتخب الكويتي حضورا مميزا على رأس هذه البطولة العريقة وكأنه كان يقول بأن الخليجي تم وضعه ليفوز به المنتخب الكويتي، وتمكن الأزرق الكويتي من تحقيق لقبين في أول نسختين عامي 1970 و1972 بالبحرين والسعودية، لتبدأ قصة طويلة وعريقة بين المنتخب الكويتي وكأس الخليج التي سيطر عليها وحقق 10 ألقاب من أصل 25 نسخة، وحقق المنتخب الكويتي ألقاب أعوام  (1970، 1972، 1974، 1976، 1982، 1986، 1990، 1996، 1998، 2010).