عربي ودولي
130
عواطف بن علي
أكد المبعوث الصيني الخاص سعادة السيد لي تشن سفير منتدى شؤون التعاون الصيني العربي بوزارة الخارجية الصينية، أن بلاده قلقة إزاء الوضع في قطاع غزة بعد عدم تمديد الهدنة التي تم التوصل إليها قبل فترة، مؤكدا ضرورة وقف إطلاق النار وإيقاف الكوارث الإنسانية وخسائر أرواح المدنيين التي لا ينبغي تعريضها لخسارة أفدح. وقال في تصريحات صحفية على هامش مشاركته في منتدى الدوحة: «نحث على الإفراج عن جميع المحتجزين، وندعو إلى رفع الحصار الشامل عن قطاع غزة وضمان انسياب ممرات الإغاثة الإنسانية وتأمين الاحتياجات المعيشية الأساسية لسكان غزة. كما ينبغي لنا منع امتداد تأثيرات الصراع إلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، ونحث الدول التي لها تأثير على أصحاب الشأن أن تلعب دورا فعالا في هذا الصدد».
وأوضح المبعوث الصيني أن ممثلين صينيين أجروا مناقشة معمقة بشأن الأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية الراهنة والخطوات التالية في منتدى الدوحة حيث تم بلورة المزيد من التوافقات وحشد المزيد من الجهود لكافة الأطراف نحو استعادة السلام ويدعم الجانب الصيني كافة الجهود الرامية إلى تخفيف حدة التوتر واستعادة السلام.
وبين سعادة لي تشن أن الصراع بين فلسطين وإسرائيل يؤكد مرة أخرى أن «حل الدولتين» هو الطريق الممكن الوحيد للقضية الفلسطينية وقد مضت أكثر من 7 عقود فقد فيها الفلسطينيون ديارهم وأجبروا على النزوح، ولا يزال الحلم الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة بعيد المنال. وشدد لي تشن أنه على المجتمع الدولي تنفيذ قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة على نحو شامل، والاحترام الكامل لإرادة الشعب الفلسطيني، والعودة إلى «حل الدولين» كمسار صحيح لإقامة دولة فلسطين المستقلة وبهذه الطريقة فقط، يمكن تحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط.
وأعلن سعادته أن الجانب الصيني سيقدم دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية إلى جانب العمل على تعزيز التنسيق مع كافة الأطراف في سبيل بلورة التوافقات، وبذل جهود دؤوبة من أجل استتباب الاستقرار في المنطقة وإعادة الأمن والآمان إلى شعوبها.
وثمن سعادته نجاح دولة قطر في التوسط بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاقية الهدنة مما لعب دورا مهما لتهدئة الحرب وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية التي تواجه أهالي القطاع، مشيرا إلى أهمية الجهود القطرية في تخفيف حدة الصراع والإفراج عن المحتجزين وإجلاء الأجانب من غزة وتوفير المساعدات الإنسانية، ومؤكدا استعداد الصين لتعزيز التواصل والتنسيق مع قطر لبذل جهود مشتركة في تهدئة الوضع في غزة.
الخليج والصين
وأوضح المبعوث الصيني الخاص أن العلاقات الصينية الخليجية شهدت تطورا شاملا وسريعا وعميقا تحت القيادة الاستراتيجية في الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث حقق التواصل والتعاون بينهما في كافة المجالات إنجازات مثمرة، مما جعل العلاقات الصينية الخليجية في طليعة العلاقات الصينية العربية. ونوه بنجاح القمة الصينية الخليجية الأولى في ديسمبر العام الماضي، التي دفعت بالعلاقات الصينية الخليجية للدخول إلى مرحلة جديدة من التطور حيث جاء «البيان الختامي للقمة الصينية الخليجية» ليعلن عن تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي. كما تبنت القمة «خطة العمل المشترك للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية الصين الشعبية (2023-2027)»، التي حددت مسار التعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والطاقة والثقافة والسياحة والتعليم والتكنولوجيا وغيرها.
وقال سعادته: «رأينا بكل ارتياح أنه منذ انعقاد القمة قبل عام، حافظ الجانبان الصيني والخليجي على التواصل الكامل الأبعاد لتنفيذ المخرجات المهمة للقمة، وأجريا التبادلات على كافة المستويات، وقاما بتوسيع التعاون في كافة المجالات، حيث ترسخت الثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين بشكل متواصل، وحقق التواصل والتعاون بينهما تقدما إيجابيا في كافة المجالات، وشهد التواصل الثقافي والإنساني تطورا متنوعا ورائعا، كما يحافظ الجانبان على التواصل والتنسيق المتميزين في الشؤون الإقليمية والدولية. وفي الوقت الراهن، تمر العلاقات الصينية الخليجية بأفضل مراحلها في التاريخ، نحرص على مواصلة المضي قدما يدا بيد مع دول مجلس التعاون الخليجي، وندفع بتحقيق تطور أكبر لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الخليجية».
مساحة إعلانية