محليات
60
اليوم الوطني
الهيئة العامة للطيران المدني: الاحتفال باليوم الوطني حافز لاستلهام العبر والدروس
محمد فالح الهاجري مدير إدارة النقل الجوي بالهيئة العامة للطيران المدني
الدوحة – قنا
أكد السيد محمد فالح الهاجري المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني، أن اليوم الوطني مناسبة ذات أهمية معنوية كبيرة تحمل العديد من الدلالات والمعاني السامية في عقول وقلوب المواطنين والمقيمين على حد سواء، وهو يوم ذو رمزية خاصة، يتجدد فيه العهد على ترسيخ معاني الفخر والانتماء، وتأكيد العزم لدى أبناء الشعب القطري على بذل كافة الجهود الممكنة لرفعة الوطن، ومتابعة مسيرة التنمية وتحقيق المزيد من التقدم.
وقال السيد الهاجري، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بمناسبة اليوم الوطني للدولة: “يشكل احتفالنا بهذا اليوم من كل عام حافزا لاستلهام العبر والدروس، وتعبيرا عن الوفاء للقيم التي أرساها المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وتأكيدا على الاقتداء به في حكمته وحسن إدارته للبلاد، وعلى ضرورة المضي قدما على النهج الذي رسمه، وعلى الأسس التي أرسى من خلالها دعائم وطن قوي ومستقل”.
وأكد الهاجري أن الاحتفال باليوم الوطني يعد فرصة لاستذكار الإنجازات الكبيرة التي حققتها دولة قطر في مختلف المجالات والقطاعات، والتي جعلتها تتبوأ مكانة متميزة وتحتل الصدارة في قائمة البلدان الأكثر نموا في العالم، والتي يعتبر قطاعنا، قطاع الطيران المدني أحد المجالات الاقتصادية التي تتميز فيها دولة قطر عالميا، وفي هذا العام يأتي شعار /وحدتنا مصدر قوتنا/ ترسيخا لثقافة المجتمع القطري والارتباط الوثيق بين أبناء هذا البلد ومدى تلاحم جميع فئاته في جميع الظروف.. فداء لهذه الأرض الطيبة، كما أنه يشكل رسالة سامية للأجيال الحالية للتأكيد على ضرورة التكاتف دائما والعمل معا لرفع اسم دولة قطر عاليا.
وفي سياق أبرز الإنجازات للهيئة العامة للطيران المدني في العام 2022، نوه الهاجري بأن العام 2022 حظي بالعديد من الإنجازات الهامة والتي كان أبرزها فوز دولة قطر بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) للدورة القادمة (2023- 2025) للمرة الأولى منذ تاريخ انضمام دولة قطر إلى معاهدة شيكاغو، ومنظمة الطيران المدني الدولي في عام 1971م، وهو ما مثل إنجازا تاريخيا هاما وتأكيدا على الدور المحوري الذي تلعبه دولة قطر في مجال صناعة الطيران.
وأضاف أنه في الثامن من سبتمبر 2022 تم البدء بتفعيل المجال الجوي الجديد المطور لدولة قطر وإطلاق المرحلة الأولى من إقليم الدوحة لمعلومات الطيران Doha FIR، وذلك بعد التوقيع على الاتفاقيات التشغيلية لتفعيل إقليم الدوحة لمعلومات الطيران مع كل من المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجاء ذلك تنفيذا لقرار مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) على البدء في إنشاء إقليم الدوحة لمعلومات الطيران (FIR) وإقليم الدوحة للبحث والإنقاذ (SSR) في مارس 2022.. وفي ضوء ذلك تم زيادة الطاقة الاستيعابية إلى نحو 100 حركة جوية في الساعة، كما أصبح عدد المسارات الجوية القادمة والمغادرة إلى دولة قطر (17) مسارا منفصلين عن بعضهم، بهدف تحقيق انسيابية أكثر في الحركة وضمان أكبر للسلامة.
ونوه بأنه تم زيادة مناطق انتظار الطائرات في الجو التي يتم استخدامها أثناء فترات الذروة وذلك لترتيب الطائرات أثناء الهبوط، وكذلك فصل إجراءات الهبوط والإقلاع إلى مدرجين (مطار حمد الدولي ومطار الدوحة الدولي) بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية لعمليات الإقلاع والهبوط خلال مونديال قطر 2022، بحيث أصبحت هناك إمكانية لتشغيل ثلاث عمليات إقلاع وهبوط في ذات الوقت، وتم إجراء اختبارات محاكي إدارة الحركة الجوية للتأكد من تنفيذها بصورة آمنة وسلسة.
وتابع السيد محمد فالح الهاجري المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني، في تصريحاته لـ/قنا/، هذا إلى جانب ما تم إنجازه أيضا خلال السنوات السابقة وخلال العام الحالي في إطار تحضيرات استضافة مونديال 2022، وما تم تنفيذه من خطط تطوير مهمة وشاملة تتعلق بالمجال الجوي القطري، وبتحديث كافة الأنظمة والتقنيات بما في الرادارات المستخدمة في عمل الملاحة الجوية، حيث شهدت الفترة الماضية تركيب جهاز إدارة تدفق الحركة الجوية، الذي يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وتم تدريب المراقبين الجويين وجميع الموظفين المتعاملين معه على استخدامه بكفاءة، بهدف مساعدة المراقبين الجويين على ترتيب وصول ومغادرة الطائرات من وإلى الدوحة، وتم تزويد دول الجوار بصفحة إلكترونية للتعرف من خلالها على ساعات المغادرة من بلادهم بما يسمى SLOT Departure Time لمواجهة كثافة التشغيل المتوقعة خلال كأس العالم.
وأشار إلى أنه في مجال النقل الجوي وصل عدد الاتفاقيات التي وقعتها دولة قطر مع دول العالم إلى 174 اتفاقية، وتم تحديث العديد من الاتفاقيات وزيادة حقوق النقل لإتاحة فرص أكبر لاستثمارها بواسطة الناقل الوطني، ومن خلال حملة الترويج لدعم ترشيح دولة قطر لعضوية مجلس منظمة الطيران المدني (إيكاو) أنشئت اتفاقيات وتفاهمات إقليمية حالية ومستقبلية مع المفوضية الإفريقية للطيران المدني، ومع عدة منظمات في منطقة دول الكاريبي ودول أمريكا اللاتينية وجزر الباسيفيك، وأغلب التفاهمات كانت في مجال رفع كفاءة الموارد البشرية وتنمية قدراتها لرفع مستوى الخدمات المقدمة لصناعة النقل الجوي العالمية.
وبين الهاجري بأنه تم إنشاء وحدة طب الطيران بمبادرة من الهيئة العامة للطيران المدني في إطار الرؤية العامة للدولة بالاهتمام بالعنصر البشري وتعظيم معايير السلامة، ومواجهة حالات زيادة الطلب على إصدار تراخيص الأطقم الجوية والمراقبين الجويين.
وقال المكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني: “بدوره شهد مجال الأرصاد الجوية تطورا ملحوظا ووصل عدد محطات الرصد الجوي إلى 38 محطة وتم تركيب عدد 8 محطات في ملاعب واستادات كأس العالم، وتم التنسيق مع اللجنة المنظمة للبطولة لتزويدهم بتقارير وتنبؤات للحالة الجوية بصفة مستمرة على مدار الساعة، ويتم ذلك من خلال نظام آلي متطور وآمن. هذا إلى جانب تدشين خدمات جديدة في تطبيق أرصاد قطر لخدمة جماهير بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022”.
وفي إطار العلاقات الدولية، أكد الهاجري على دعم الهيئة لكافة المبادرات التي تطلقها منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، حيث قدمت دولة قطر منحا دراسية لطلاب في الدول النامية الأعضاء في المنظمة للدراسة في أكاديمية قطر لعلوم الطيران، كما قامت الهيئة بإطلاق برنامج التعاون القطري – الأفريقي في مجال تنمية وتطوير الموارد البشرية الخاصة بالطيران المدني في القارة الإفريقية لتدريب نحو (100) متدرب من موظفي سلطات الطيران المدني الإفريقية لبناء قاعدة من الكوادر البشرية قادرة على تطوير نشاط الطيران المدني في إفريقيا لخدمة صناعة النقل الجوي العالمية.
وأضاف، كما تم تقديم منح دراسية في جامعة /سانت غالن/ للحصول على شهادة في الدراسات المتقدمة حول الاستدامة البيئية في مجال الطيران المدني لمجموعة من موظفي سلطات الطيران المدني في دول منظمة مجتمع التعاون الكاريبي CARICOM، ومفوضية الطيران المدني لدول أمريكا اللاتينية LACAC.. وساهمت دولة قطر بقيمة 100 ألف دولار أمريكي في مبادرة الإيكاو المتعلقة بـ”الدورات التدريبية للمساواة بين الجنسين في مجال الطيران المدني” لتدريب الكوادر النسائية من الدول الأقل نموا.
وأوضح الهاجري، في ختام تصريحاته لـ/قنا/، أنه في إطار جهودها الكبيرة المبذولة في مجال الاستدامة وحماية البيئة استمرت الهيئة العامة للطيران المدني بتقديم المزيد من البرامج التدريبية المتعلقة بخطة تعويض الكربون وخفضه للطيران الدولي (كورسيا)، ضمن المرحلة الثالثة من مبادرة منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، وذلك بهدف بناء القدرات والتدريب لتنفيذ خطة كورسيا وتعزيز دور دولة قطر كدولة مانحة تم اختيارها من قبل (إيكاو) لتقديم المساعدة المباشرة والدورات التدريبية اللازمة في مجال تنفيذ (كورسيا)، لعدد من دول المنطقة التي تستعد لتطبيق هذه الخطة.
مساحة إعلانية