انطلاق موسم الندوات بأمسية شعرية

ثقافة وفنون
26
انطلاق موسم الندوات بأمسية شعرية
بحضور وزير الثقافة، انطلقت أمس فعاليات موسم الندوات 2023
طه عبدالرحمن
بحضور سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، انطلقت أمس، فعاليات النسخة الثانية من «موسم الندوات» 2023، الذي تنظمه وزارة الثقافة، بالتعاون مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية.
وبدأ الموسم أولى فعالياته بأمسية شعرية كبرى، حضرها عدد من المسؤولين والمفكرين والمثقفين والشعراء والأدباء من داخل وخارج قطر، وأحياها الشاعر القطري صالح آل مانعة، والشاعر عبدالله بن علوش من دولة الكويت.
واستهل الإعلامي جاسم سلمان، مسؤول موسم الندوات، الأمسية بالتأكيد على أن إعلان انطلاقة موسم الندوات بنسخته الثانية بهذا الحضور يعكس نجاح الموسم، الذي بدأ قويًا وأصبح علامة فارقة ومنصة للفكر والأدب. وقال: تأتي هذه الأمسية الجماهيرية تتويجًا لأفكار ورؤية سعادة وزير الثقافة، لعودة الفعاليات الثقافية الكبرى، ولطالما كانت وما زالت قطر منبرًا للفكر وداعمًا أساسيًا للنهضة.
ووجه الشكر الجزيل لسعادة وزير الثقافة على فكرته الطموحة في موسم الندوات، حتى يظهر بهذا المستوى، وبهذا الأثر والتأثير. كاشفاً عن أن ترتيبات الموسم القادم من الفعاليات لن تقل عن هذا المستوى. داعياً الجميع إلى حضور بقية الندوات، حيث ستكون هناك يوم الأربعاء القادم ندوة لسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، عن إرث كأس العالم في معهد الدوحة للدراسات العليا، كما ستكون هناك ندوات أخرى عن العمارة في ثقافتنا وتاريخ الأندلس، وندوة د. سعيد الكملي.
وبدوره، استبق الشاعر علي المسعودي إدارته للأمسية، واصفًا موسم الندوات بأنه تحفيز للفكر وتشجيعاً للسؤال وبحثاً عن الإجابة الصادقة، وتكثيفاً للثقافة بمعناها الواسع، بما تشمله من تجليات التعبير المشترك كالحكم والشعر والأمثال وكل الموروثات كونها وليدة تفاعل الناس ومتطلبات حياتهم، ليتم تناقل المنجز جيلاً بعد جيل ضمن منظومة الهوية، حتى انتهى إلينا عبر اللغة بما يلخص قصة عناق طويل مع الحياة، مع القناعات والأفكار والاعتقادات، فالناس لا تنقل إلا ما يشبهها أو ما يعبر عن مكنوناتها.
وألقى الشاعران عدداً من القصائد الوطنية والحماسية، بدأها الشاعر عبدالله بن علوش بقصيدة وطنية مهداة إلى القيادة الرشيدة. كما ألقى الشاعر صالح آل مانعة قصيدة مماثلة. وتضمنت الأمسية عدداً من قصائد الحكمة والغزل، كقصيدتي «سد مأرب، في صدري» وقرأها الشاعر صالح آل مانعة. كما ألقى الشاعر عبدالله بن علوش قصيدة بعنوان»الحب كذبة»، وقصيدة أخرى بالفصحى.
كما قدم الشاعر صالح آل مانعة عدداً من الشيلات بصوته العذب الرخيم، لاقت استحساناً من الجمهور، الذي كان استثنائياً، اكتظت بهم جنبات قاعة الدفنة في فندق الشيراتون، وسط تفاعل كبير، حيث لامست القصائد أصحاب الذائقة الشعرية. وتخللت الأمسية مجموعة من الحوارات الشعرية.
ومن جانبه، وجه الشاعر صالح آل مانعة الشكر إلى سعادة وزير الثقاقة، على مبادرته بشأن موسم الندوات، وأن يكون الشعر أولى فعالياته، واصفاً ذلك بأنه أكبر تشجيع وحافز للشعراء، لافتاً إلى الحراك الثقافي، الذي تشهده البلاد حالياً ضمن الزخم المتنوع في مختلف المجالات. وأعتبر الأمسية الشعرية حلقة تواصل مباشر مع المتلقي، ونقطة لقاء تحمل عددًا من المضامين المهمة منها إيصال فكر وتوجه الشاعر نحو أحداث ومجريات العصر وتفاعل الشاعر مع أحداث الساعة، اضافة إلى التعريف بالشاعر وبقصائده.
وبدوره، أعرب الشاعر عبدالله بن علوش عن مدى سعادته بالمشاركة في أولى فعاليات موسم الندوات، عبر الأمسية الشعرية التي أحياها برفقة الشاعر صالح آل مانعة. وقال: إن الأمسية تعتبر فرصة للاحتكاك بين الشعراء باختلاف مشاربهم، وتضيف إليهم الكثير باعتبارها منصة لنظم القصائد وإلقائها أمام الجمهور، والتعريف بهم وبأعمالهم في أوساط مختلفة.
ووصف بداية الموسم بأنها بداية موفقة، مع اختيارها للشعر الذي يلامس وجدان وذائقة الجمهور وهو ما لمسه من خلال الإقبال الكبير على الأمسية. مؤكداً أن الساحة الشعرية العربية مازالت بخير، بدليل ذلك الإقبال الكبير الذي تشهده الأمسيات الشعرية، والندوات الأدبية المتخصصة.
د. عبدالله فرج: الندوات تعزز وعي المجتمع
أكد الإعلامي والأكاديمي د.عبدالله فرج المرزوقي، أن وزارة الثقافة تعمل جاهدة في كل النواحي الثقافية والفكرية من أجل نشر الوعي الثقافي والفكري في المجتمع. واصفاً موسم الندوات بأن له دورا مهما وأثرا إيجابيا على المجتمع، لما تمثله الندوات من أهمية كبيرة في تعزيز الوعي، فضلاً عن جرسها على الأذن. وقال: لدينا مثقفون وشباب يتطلع دائماً إلى الثقافة، وكذلك رغبة من الكثيرين حولنا في التعرف على الثقافة القطرية، خاصة بعد المونديال، ومن هنا تأتي أهمية الندوات، لنشر ثقافتنا إلى العالم أجمع.
مبدعون: استهلال الموسم بالشعر يعكس مكانته في المجتمع
أكد شعراء أن استهلال موسم الندوات بالشعر يعكس مكانته في المجتمع، كما يعد تحريكًا للمشهد الثقافي، لكون الشعر يرتقي بالوعي المجتمعي والذائقة الفكرية.
وقال الشاعر مبارك آل خليفة، مدير إدارة المطبوعات والمصنفات الفنية في وزارة الثقافة، إنه تم اختيار الشعر ليكون باكورة موسم الندوات، كونه يستقطب الجماهير دائماً، كما أنه محرك للأرواح والعقول، حيث يعتمد موسم الندوات كلياً على تحريك العقول، وقبل ذلك أرواح الناس. متوقعاً أن يكون الموسم حافلاً بالنجاحات.
ووصف الأمسية الشعرية بأنها كانت مميزة، وأن وزارة الثقافة دائماً ما تكون قريبة من الجمهور بترجمة تطلعاتهم المختلفة. لافتاً إلى أن اختيار الشعراء للمشاركة في الأمسية جاء بناء على رصد حضورهم الجماهيري في دول الخليج، فضلاً عن كونهم من الأسماء المميزة، لذلك فإن وجودهم في الأمسية عكس زخما كبيرا لموسم الندوات.
وبدوره، أكد الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر «ديوان العرب»، التابع لوزارة الثقافة، أن اختيار الشعر ليكون باكورة موسم الندوات، يأتي لما يمثله الشعر من مكانة كبيرة في المجتمع، وحضوره في مختلف المجالات، كونه روح الإنسان، مبدياً سعادته الكبيرة بالحضور الجماهيري اللافت للأمسية، فضلاً عما طرحه الشاعران من مضامين مختلفة، تنوعت بين الوطنية، والحكمة والغزل، وغيرها من موضوعات، تعكس أهمية ومكانة الشعر.
ووصفت الشاعرة الدكتورة زكية مال الله العيسى، موسم الندوات بأنه يؤكد أهمية الثقافة ودورها الفاعل في إثراء الفكر المجتمعي، ودعم أواصر الوعي المشترك بين المؤسسات الثقافية والعلمية والتربوية بالدولة، بما يعزز دور المثقف واستثمار المواهب الداعمة للمنظومة الثقافية. وقالت لـ الشرق: إن ذلك تجسيد فعلي لرؤية وزارة الثقافة في الحفاظ على الهوية الوطنية، والنهوض بالفكر المجتمعي، وتطوير عناصر حوار حول القضايا الوطنية، والتواصل بين أجيال المثقفين والمفكرين داخل وخارج البلاد.
وأضافت: إن استهلال الموسم بالشعر، إنما هو تشريف للكلمة الشعرية، وترسيخ لأهمية الشعر بصفته إحدى القنوات التثقيفية الراقية، التي تؤرخ للشاعر مدى ارتباطه بالمجتمع وتفاعله مع القضايا المؤثرة محلياً ودولياً، وهو الارتقاء بالوعي المجتمعي والذائقة الفكرية، لاكتشاف ماهية القصيدة والمفردات المنظومة التي تسرد حقيقة الواقع، وجمالية الكشف والبوح والإعلان عن مكنون الشاعر وتفاصيل الأحداث المعبر عنها. لافتة إلى أن هذه الفعاليات من أمسيات وندوات وشروح وحوارات تحقق الكثير من الطموحات لدى المثقفين من خلال الطرح الجاد، والمشاركة بالأفكار والرؤى والمناقشة المثمرة لكل جديد ومؤثر ومفيد، خاصة أن هناك شمولية في المواضيع المطروحة، وهذا ما يتيح فرصة التنوع الذي يفتح المزيد من الخطوط والمسارات لتبادل الأفكار، واستلهام المقترحات للتحديث والتطوير.
وأكدت د. زكية مال الله أن هناك طموحات لدى أكثر المشاركين والمتابعين، بأن تكون هناك مشاركات للجيل الجديد في هذه الندوات وغيرها من الفعاليات، وكذلك ابتكار فقرات جديدة للتذكير بالمبدعين القدامى من الشعراء والأدباء والمفكرين القطريين الذين ساهموا في إرساء اللبنات الأولى في السلم الثقافي بالبلاد، وشكلوا الومضات الأولى في المشهد الثقافي المشرف الذي تشهده البلاد حالياً. واصفة الثقافة بأنها العصا السحرية التي تؤطر للفن والجمال والإبداع الشعري والنثري، وتكسب الوجه الإنساني نضارة وحيوية على مدى العصور والأجيال من دون مساحيق أو مكملات.
وأعتبر الشاعر عادل الكلدي، موسم الندوات بانه تحريك للمشهد الثقافي من خلال الندوات والأمسيات والمناظرات التي يقيمها، وتتناول أفكارًا وعناوين عريضه يناقش من خلالها المشاركون المشهد الثقافي وإسهام الثقافة في الحياة المجتمعية وتعزيز الهوية. وقال لـ الشرق: إن الشعر الذي كان حاضرًا في افتتاح موسم الندوات دليل على مكانته في حياة الإنسان العربي وثقافته وهويته، إذ لعب الشعر دورًا هامًا في حفظ التاريخ للانسان العربي عبر تاريخ ممتد قبل وبعد ظهور التدوين المكتوب.
وأضاف أن الشعر وثق أحداثًا مهمة وحفظ لنا في قالب شعري مشاهد من حياة الإنسان في قطر والعالم العربي، وهو أمر لا يمكن نسيانه، ويتم الاستشهاد به تاريخيًا وانسانيًا. مؤكداً أن الشعر بكافة أنواعه وأغراضه وتوجهاته ساهم في تطوير المشهد الثقافي بتناوله للقضايا الني تمس حياة الفرد والمجتمع وهو لسان حال المجتمع العربي الذي ظل محافظًا عليه رغم ظهور وتطور وسائل الإعلام في العصر الحديث. وأكد الشاعر عادل الكلدي أن موسم الندوات يبرز دور الثقافة في رسم معالم الفكر في المجتمع، وكذلك يسهم في دعم وترسيخ الأفكار التي تشكل أركان المجتمع القطري ووجدانه.
مساحة إعلانية