Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

بالقرن الماضي.. أرسلت أميركا مئات البالونات فوق موسكو


مع نهاية الحرب العالمية الثانية، غاص العالم بأهوال الحرب الباردة التي وضعت المعسكر الغربي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وجها لوجه ضد المعسكر الشرقي بزعامة الإتحاد السوفيتي. وخلال هذا النزاع الغير المعلن الذي استمر لنحو 45 عاما وانتهى بإنهيار الإتحاد السوفيتي، اعتمد الطرفان بشكل كبير على التجسس لمعرفة مدى تقدم وتفوق الطرف الآخر بمجالات عدة تراوحت بين التقدم العسكري والبنية التحتية والسباق نحو الفضاء.


وإضافة لشبكات التجسس والمخابرات، لجأت الولايات المتحدة للإعتماد على طريقة فريدة تمثلت في البالونات لمراقبة المدن السوفيتية من الجو. وقد باشر الأميركيون بالإعتماد على هذا البرنامج، المعروف بجنتركس (Genetrix)، منتصف الخمسينيات عقب تجارب سابقة أجروها ما بين منتصف الأربعينيات ومطلع الخمسينيات.

موافقة الرئيس

إلى ذلك، سعى الأميركيون من خلال هذا المشروع لجمع معلومات كافية عن الإتحاد السوفيتي والدول الحليفة له بالمعسكر الشرقي والصين. وحسب الخبراء السوفييت، كان الهدف الأساسي من برنامج البالونات الأميركي مراقبة القدرات النووية لموسكو بتلك الفترة الحساسة التي شهدت سباق تسلح نووي بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميركية.

27 كانون الأول/ديسمبر 1955، قدم الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور (Dwight D. Eisenhower) موافقته على برنامج جنتركس ليحصل بذلك الجيش الأميركي على الضوء الأخضر لإستخدام بالونات التجسس.

من ناحية أخرى، حاول الأميركيون الإعتماد على بالونات قادرة على التحليق بعلو يتجاوز 15 ألف متر، أي ما يعادل نحو 50 ألف قدم، عن سطح البحر لتكون بذلك بعيدة بشكل كاف عن مرمى المضادات السوفيتية. ويوم 10 يناير/جانفي 1956، أطلق الأميركيون 8 بالونات انطلاقا من الأراضي التركية كما عمدوا بنفس الفترة لإطلاق بالون واحد من ألمانيا الغربية. وخلال أسابيع قليلة، تجاوز عدد البالونات التي حلقت نحو دول المعسكر الشرقي 448 بالونا.

صور فوتوغرافية ورد سوفيتي

إلى ذلك، لاحظ السوفييت مرور المئات من البالونات فوق أراضيهم. وكرد على ذلك، قدمت موسكو مطلع شباط/فبراير 1956 احتجاجا لواشنطن اتهمتها من خلاله بإنتهاك مجالها الجوي. بالفترة التالية، لاحظ الخبراء السوفييت نزول البالونات الأميركية بالليل لإرتفاع قريب من مرمى دفاعاتهم الجوية وطائراتهم. مستغلين هذا العامل، باشر السوفييت بإسقاط البالونات الأميركية حيث هاجمت الدفاعات والطائرات السوفيتية هذه البالونات ليلا وأسقطت خلال أيام حوالي 90 بالمائة منها، حسب موسكو، قبل مغادرتها للأراضي السوفيتية.

وعلى الرغم من ذلك، عادت العديد من هذه البالونات الأميركية لقواعدها ناقلة معها صورا فوتوغرافية لحوالي 2.8 مليون كلم مربع من الأراضي السوفيتية والصينية. وخلال النصف الثاني من الخمسينيات، اتجه الأميركيون للتخلي عن بالونات التجسس لصالح طائرة التجسس يو 2 (U-2) التي أكد الأميركيون حينها على استحالة اسقاطها من قبل المضادات السوفيتية بسبب تحليقها على علو 21 ألف متر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى