بايدن ليس الأول.. سر غياب رؤساء أمريكا عن حفلات تتويج ملوك بريطانيا

عربي ودولي
176
بايدن ليس الأول.. سر غياب رؤساء أمريكا عن حفلات تتويج ملوك بريطانيا
الرئيس الأمريكي جو بايدن والملك تشارلز الثالث في لقاء سابق
الدوحة – موقع الشرق
أثار رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن قبول دعوة بريطانيا لحضور تتويج الملك تشارلز في كنيسة “وستمنستر أبي” في لندن السبت المقبل، العديد من التساؤلات عن سر غيابه وهل هناك خلافات وراء الكواليس بين البلدين أم أنه تقليد “غير رسمي”؟ وهل فعلها أحد من قبل؟
وقال البيت الأبيض لـ”بي بي سي” إن الرئيس تلقى دعوة، لكن في مكالمة هاتفية مع الملك، قال إنه سيرسل زوجته، السيدة الأولى جيل بايدن، ومبعوثاً دبلوماسياً، دون توضيح الأسباب، غير الإشارة إلى أن الرئيس “نقل رغبته في لقاء الملك في المملكة المتحدة في موعد لاحق”.
وفيما اعتبر النائب المحافظ بوب سيلي أن بايدن “مقصر جداً” لعدم حضوره “الحدث الذي يحدث مرة واحدة في العمر”، بحسب صحيفة التلغراف، لكن المؤرخين يقولون إن السبب أبعد ما يكون سياسياً، وأن هذا ليس إلا تقليد عمره قرون إذ يغيب الرؤساء الأمريكيون عن حفلات التتويج.
وقالت لورا بيرز، أستاذة التاريخ في الجامعة الأمريكية والمتخصصة في الشأن البريطاني: “بالتأكيد لا أعتبر ذلك ازدراءً من قبل بايدن”. “إن المسألة ليست بدافع مناهضة بايدن لبريطانيا، فهو لن يحضر لأنه لم يسبق أن حضر أي رئيس أمريكي حفل تتويج، فلماذا يحدث ذلك في القرن الحادي والعشرين”، معتبرة أن الأمر أصبح تقليداً فيما بعد.
وأوضحت بيرز، بحسب موقع “بي بي سي” أنه قبل تولي الملكة فيكتوريا عرش بريطانيا كانت العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عدائية إلى حد كبير في أعقاب الثورة الأمريكية وحرب عام 1812، ولكن بعد اعتلاء الملكة فيكتوريا العرش لم يحضر الرئيس مارتن فان بورين حفل التتويج.
ومن جانبه، قال تروي بيكهام، المؤرخ وزميل الجمعية التاريخية الملكية إن السفر إلى الخارج لم يكن عملياً قبل أن يبدأ السفر الجوي عبر المحيط الأطلسي في عام 1939، أي بعد ثلاث سنوات من تتويج الملك جورج السادس.
ايزنهاور واليزابيث
شكلت الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وفقاً للمؤرخين. وطوال الحرب، طور الملك جورج السادس وابنته، الأميرة إليزابيث آنذاك، علاقة متنية مع دوايت أيزنهاور، الذي خدم في لندن كقائد أعلى لقوات الحلفاء وأشرف على “عملية أوفرلورد” ، إنزال نورماندي.
تم انتخاب أيزنهاور، الرئيس الرابع والثلاثين للولايات المتحدة بعد شهور قليلة من وفاة الملك جورج السادس وتولي الملكة إليزابيث الثانية العرش، لكن على الرغم من علاقاته الوثيقة مع المملكة المتحدة اختار أيزنهاور الحفاظ على التقاليد وإرسال موفد إلى حفل التتويج ولم يحضر بنفسه.
وأشار المؤرخ سام إدواردز، إلى أن الولايات المتحدة كانت منخرطة في الحرب الكورية في ذلك الوقت، وأنه كان من الضروري بقاء الرئيس أيزنهاور في واشنطن. ولم يأثر غياب الرئيس أيزنهاور عن حفل التتويج على علاقته بالمملكة المتحدة أو العائلة المالكة.
في أكتوبر 1957، رحبت الولايات المتحدة بالملكة إليزابيث الثانية في أول زيارة رسمية لها كملكة. بعد ذلك بعامين، استضافت الملكة الرئيس أيزنهاور وعائلته في مقر إقامتها الملكية في بالمورال.
ملكة واحدة و 14 رئيساً
خلال فترة حكم الملكة إليزابيث الثانية، أطول ملوك بريطانيا حكماً، تناوب 14 رئيساً على حكم الولايات المتحدة. التقت بجميع الرؤساء باستثناء رئيس واحد خلال فترة ولايتهم في المنصب. قام 3 من رؤساء الولايات المتحدة بزيارات رسمية إلى المملكة المتحدة، بينما قامت الملكة بـ4 زيارات رسمية للولايات المتحدة خلال فترة توليها العرش.
ويقول إدواردز أنه بغض النظر عمن سيحضر حفل التتويج، الملك تشارلز جدد حرصه على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مضيفاً أن حضور التتويج “ليس سوى أحد عناصر لغز العلاقة المعاصرة عبر الأطلسي”.
مساحة إعلانية