وقعت ألمانيا رسمياً على وثيقة استسلامها بالحرب العالمية الثانية في حدود الساعة العاشرة وثلاثة وأربعين دقيقة ليلا بتوقيت أوروبا الوسطى يوم 8 مايو (منتصف الليل وثلاثة وأربعين دقيقة من اليوم التالي بتوقيت موسكو)، معلنة بذلك نهاية جميع العمليات القتالية.
وبحضور عدد من كبار جنرالات الحلفاء، وقّع القائد الأعلى للجيش الألماني الفيلد مارشال فيلهلم كايتل (Wilhelm Keitel) على معاهدة الاستسلام لتعرف بذلك الحرب العالمية الثانية نهايتها على الساحة الأوروبية.
وقبل توقيع معاهدة الاستسلام الألمانية، صادق القائد السوفيتي جوزيف ستالين على قرار أعلن من خلاله يوم 9 مايو احتفالا وطنيا رسميا أطلق عليه يوم النصر.
ستالين اثناء الاستعراض العسكري عام 1945
تصريح تاريخي
خلال الليلة الفاصلة بين يومي 8 و9 مايو 1945، فضّل سكان موسكو عدم الخلود للنوم بانتظار تصريح تاريخي كانت قد أعلنت عنه الراديو. وفي حدود الساعة الثانية وعشرة دقائق ليلا، تحدث المذيع يوري ليفيتان (Yuri Levitan) لأهالي موسكو معلنا انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب. وانطلاقا من ذلك، قرأ يوري على الشعب بنود وثيقة الاستسلام الألمانية التي وقّع عليها فيلهلم كايتل. أيضا، تلا المذيع على عامة الناس قرار ستالين الذي أعلن من خلاله يوم 9 مايو يوم النصر.
جنود سوفييت أثناء حملهم لأعلام عسكرية ألمانية بالساحة الحمراء
على إثر ذلك، عمّت أجواء احتفالية العاصمة موسكو حيث تهافت الناس للشوارع لتبادل التهاني. من جهة ثانية، اتجه العديد من أهالي موسكو نحو الساحة الحمراء للاحتفال وتحية ستالين.
عقاب روماني قديم للمهزوم
يوم 22 يونيو 1945، أصدر جوزيف ستالين الأمر رقم 370. وبموجبه، دعا الأخير القوات المسلحة السوفيتية للاستعداد لتنظيم استعراض عسكري بالساحة الحمراء يوم 24 يونيو 1945 احتفالا بيوم النصر.
صورة لعملية إلقاء الأعلام العسكرية الألمانية أمام ستالين
وعقب صدور هذا الأمر الستاليني، كثفت القوات السوفيتية استعداداتها لهذا الاستعراض الذي كان من المقرر أن يقام بحضور عدد من كبار قادة الحزب الشيوعي لتجسيد نجاح الاتحاد السوفيتي في حسم الحرب العالمية لصالحه وانتصاره على ألمانيا. وحسب برنامج الاستعراض، كان من المقرر أن يجوب المارشالان، المصنفان كبطلي الحرب من قبل السوفييت، قسطنطين روكوسوفسكي (Konstantin Rokossovsky) وغيورغي جوكوف (Georgy Zhukov) الساحة الحمراء على متن حصانين أسودين. وفي المقابل، سيقف ستالين، رفقة عدد من كبار المسؤولين الشيوعيين، فوق ضريح لينين لمتابعة الاستعراض الذي سيعرض خلاله السوفيت عددا من ألويتهم العسكرية التي شاركت بالحرب العالمية الثانية.
خلال هذا الاستعراض، عزفت الفرقة الموسيقية العسكرية، بقيادة الجنرال سيمون تشيرنتسكي (Semyon Tchernetsky)، العديد من القطع الموسيقية العسكرية السوفيتية. وقد ضمت الفرقة الموسيقية التي اختيرت للعزف بالاستعراض العسكري أفرادا جاؤوا من المدارس العسكرية التابعة للجيش الأحمر وفرق مفوضية الشعب للشؤون الداخلية.
وخلال هذا الاستعراض الذي شاركت به قوات تابعة للجيوش الثلاثة، المشاة والبحرية والجوية، وفرق مفوضية الشعب للشؤون الداخلية، لجأ السوفيت لاعتماد تقليد قديم يعود لفترة الإمبراطورية الرومانية. وبموجب هذا التقليد الذي يقضي بإلقاء أعلام المهزوم أمام المنتصر، تكفل أفراد تابعون لمفوضية الشعب للشؤون الداخلية بحمل 200 علم، استولوا عليها في وقت سابق من الحرب، تابعة لمختلف الفرق العسكرية الألمانية قبل إلقائها أمام ضريح لينين الذي تواجد ستالين فوقه.
فيلهلم كايتل أثناء توقيعه على وثيقة الاستسلام
