كثيرة هي المآسي التي طفت بعيد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا فجر السادس من فبراير الحالي، وكثيرة هي الصور أيضا التي وثقت تلك الكارثة التي حصدت نحو 50 ألف قتيل، فضلا عن مفقودين تحت الأنقاض.
إلا أن هناك لقطات يصعب لأي عقل نسيانها أو إزالة تفاصيلها، تماما كما هي الحال في الصورة المرفقة.
ففي بلدة جنديريس التابعة لمنطقة عفرين في محافظة حلب شمال سوريا، لم يتعب هذا الجد المسن المسكين من انتظار عودة عائلته التي أخذها الزلزال إلى غير عودة.
فقد اعتاد أن يجلس كل يوم أمام مبنى منزله المنهار نتيجة الكارثة، رافضا التحدث إلى أحد.
وكل ما في الأمر وجه بائيس حزين اختزن بين ملامحه وجع فقدان الأحبة.
Here in #Jenderes, while I was there for a week, I find this grandfather every day in front of a collapsed building as a result of the earthquake. I tried to talk to him. He did not answer. How many pains does he live and how much he lost his loved ones until he became like this pic.twitter.com/xGNAkz46ZJ
— حسن جنيد | Hasan Jneed (@Hasan_Jneed) February 26, 2023
فيما لم تكن هذه الحكاية المأساة الوحيدة، فمنذ الكارثة وحتى اليوم لا تتوقف المآسي عن الظهور، وفي كل حكاية يتجدد الألم دون وسط أمل ولو طفيف بغد أفضل.
إلا أن لقصة المسكين ألم آخر، خصوصا وأن صورته انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
يوم مشؤوم
يشار إلى أن زلزالاً مزدوجاً كان ضرب في ذاك اليوم المشؤوم جنوب تركيا وشمال سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجة والثاني 7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة.
وقد أودت الكارثة بحياة عشرات الآلاف معظمهم في الجنوب التركي والشمال السوري، إضافةً إلى دمار هائل، في حين وصل عدد المفقودين ومجهولي الهوية الآلاف.