تحقيق استخباراتي صادم.. مصادر ترسانة حماس من إسرائيل
عربي ودولي
40
مقاتلون في كتائب القسام
الدوحة – موقع الشرق
قالت صحيفة The New York Times الأمريكية في تقرير نشرته يوم الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2024، إن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين خلصوا إلى أن حصة كبيرة من الأسلحة التي استخدمتها حماس في هجوم “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفي التصدي للعدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة، قد جاءت من مصدر غير متوقع: هو جيش الاحتلال الإسرائيلي نفسه.
ظل المحللون يزعمون على مدى سنوات طويلة أن تسليح حماس يأتي من طرق التهريب والأنفاق المارة تحت الأرض، ويقولون إن هذه هي الطريق التي تتجاوز بها حماس الحصار العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة. إلا أن خبراء أسلحة ومسؤولين استخباراتيين إسرائيليين وغربيين كشفوا أن المعلومات الاستخباراتية الواردة حديثاً أبانت أن حماس استطاعت تصنيع حصة كبيرة من صواريخها وقذائفها المضادة للمدرعات من آلاف الذخائر الإسرائيلية التي لم تنفجر في غزة، وزعموا أن حماس زوَّدت مقاتليها أيضاً بأسلحة مسروقة من قواعد عسكرية إسرائيلية.
كشفت المعلومات الاستخبارية التي جُمعت خلال الأشهر الماضية من القتال أنه مثلما أخطأت السلطات الإسرائيلية الحكم على مساعي حماس قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإنها استخفت كذلك بقدراتها في الحصول على الأسلحة.
وقد بات واضحاً أن الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل لفرض الحصار على غزة على مدى الأعوام السبعة عشر الماضية هي الأسلحة ذاتها التي تستعملها حماس والمقاومة الفلسطينية في مواجهة القوات الإسرائيلية الآن، وأن المتفجرات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية مكَّنت حماس من إمطار إسرائيل بالصواريخ، واجتياح المستوطنات الإسرائيلية من غزة لأول مرة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وذهب مايكل كارداش، النائب السابق لرئيس قسم تعطيل القنابل في الشرطة الإسرائيلية، إلى أن: “الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة أحد أبرز مصادر المتفجرات لدى حماس”، فهم “يُفككون القنابل وقذائف المدفعية التي تسقط عليهم من إسرائيل، ومن الواضح أنهم يعيدون استخدام كثير منها بعد ذلك في متفجراتهم وصواريخهم”.
ويقول خبراء الأسلحة إن نسبة الذخائر التي لا تنفجر تبلغ نحو 10% من إجمالي الذخائر المستخدمة في العادة، وربما تكون النسبة أعلى من ذلك في القنابل التي تستخدمها إسرائيل في قصف غزة. إذ تشمل ترسانة إسرائيل صواريخ يعود تاريخ تصنيعها إلى حقبة الحرب الأمريكية على فيتنام في خمسينيات القرن الماضي وستينياته، وقد أوقفت الولايات المتحدة وغيرها من القوى العسكرية تصنيع هذه القنابل منذ زمن طويل. وقال ضابط استخبارات إسرائيلي إن نسبة العطب في بعض أنواع هذه الصواريخ والقنابل يمكن أن يصل إلى 15%..
علاوة على ذلك، فإن القصف الإسرائيلي المتقطع على مدى سنوات، والقصف المتواصل حالياً تركا آلاف الأطنان من الذخائر المتناثرة غير المنفجرة التي يمكن أن يُعاد استخدامها. بل إن قنبلة واحدة من القنابل الإسرائيلية التي يبلغ وزنها 350 كيلوغراماً ولم تنفجر، يمكن أن تتحول بعد ذلك إلى مئات من القذائف والصواريخ.
وكان المسؤولون الإسرائيليون يعلمون قبل هذه المعركة أن حماس استطاعت تدوير الأسلحة الإسرائيلية الصنع، لكن نطاق إعادة التصنيع الذي كشفت عنه هذه الحرب بلغ حداً أذهل جميع المعنيين، من خبراء الأسلحة والدبلوماسيين.
مساحة إعلانية