محليات
4
تدشين كتاب “الإرث ـ كأس العالم FIFA قطر 2022” في مكتبة قطر الوطنية
حفل ختام مونديال قطر 2022
الدوحة – قنا
احتضنت مكتبة قطر الوطنية، مساء اليوم، حفل تدشين كتاب /الإرث ـ كأس العالم FIFA قطر 2022/، الذي حرره سعادة الدكتور الشيخ ثاني بن علي بن سعود آل ثاني.
وقال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية في كلمة له بالمناسبة: “إن استضافة هذه البطولة والنجاح في تنظيمها سيظل إرثا مشرفا ملهما لأبنائنا وأحفادنا للاعتزاز بماضيهم والتخطيط لبناء مستقبلهم لكي يجعلوا من حاضرهم واقعا أجمل وماضيا ملهما بدوره لأبنائهم وأحفادهم”.
وعد سعادته هذا الكتاب مبادرة ثقافية محمودة تثري المكتبة العربية، وتوثق هذا الحدث الاستثنائي الفريد الذي عاشته قطر والأمة العربية، “وكان نقطة تحول في تحسين نظرة العالم لنا واحترامه لنا كأمة منجزة قادرة على مواجهة التحديات، وقدمنا فيه أنفسنا وثقافتنا وحضارتنا وقيمنا الاجتماعية، وأثبتنا فيه رقينا من خلال تأكيد مبدأ الاحترام المتبادل”، منوها في الوقت نفسه بأن هذه البطولة لم تكن مجرد مناسبة رياضية عابرة، لكنها كانت منعطفا تاريخيا لقطر وللعرب، ولكل الدول التي تسعى لرقي الحضارة الإنسانية.
وثمن رئيس مكتبة قطر الوطنية مبادرة سعادة الدكتور الشيخ ثاني بن علي آل ثاني لإصدار هذا الكتاب نظراً لكونه يؤكد على أهمية نشر ثقافة التوثيق في مجتمعنا، وقال بهذا الخصوص: “نحن بحاجة إلى التوثيق وبناء أرشيف واسع أيضا لأن الذاكرة التاريخية تتطلب وجود هذا الأرشيف إذ من خلاله يستطيع الفرد كما المؤسسات تحويل الذاكرة إلى قوة فاعلة في الحاضر”.
وأضاف سعادته: “ما نحتاجه اليوم، ولأجل استثمار كل تلك المكتسبات هو توثيق كل مجريات كأس العالم بجوانبها الرياضية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، حتى تكون “مدونة كأس العالم” منبعا للاعتبار للأجيال وتجربة وطنية وعربية وعالمية يمكن الاستفادة منها في مستقبل العلاقات الدولية.
من جهته، قال سعادة الدكتور محمد بن سيف الكواري، نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، في كلمته : “إن السنوات العشر التي سبقت استضافة قطر لأول بطولة عربية من كأس العالم، شهدت تحولات قانونية وعمرانية عميقة في الدولة، وكنا في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان شهودا على هذه التحولات، خصوصا في جوانبها المتعلقة بصيانة حقوق الإنسان وحقوق العمال”.
وأشار إلى أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان كانت العين الساهرة والراصدة والأمينة على أوضاع حقوق الإنسان في دولة قطر، وتصدر تقاريرها السنوية بشكل منتظم.
وهنأ نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، مؤلف الكتاب، على هذا الكتاب القيم، والذي وضع فيه الخطوط العريضة لإبراز الإرث والأثر الذي تركته هذه الاستضافة، داعيا في الوقت نفسه العلماء والباحثين أن يتوسعوا في رصد هذه التحولات، خصوصا في جوانبها القانونية، وتلك المتعلقة بسمعة ومكانة الدولة على المستوى الإقليمي أو الدولي.
من جهته، قال سعادة الدكتور الشيخ ثاني بن علي بن سعود آل ثاني -مؤلف الكتاب- في كلمته أمام الحضور: “نحن في الحقيقة لا نحتفل بتدشين كتاب، لكننا نحتفل بنجاح دولة قطر في تنظيم أول نسخة عربية من بطولة كأس العالم، حيث تركت لنا البطولة إرثا من الفخر وإرثا من الإنجازات في كل مناحي الحياة”.
وكشف سعادته أن عدداً من سفراء الدول التي شاركت منتخباتها في كأس العالم ساهموا في تحرير الكتاب، وأضاف: “نشرنا لهم مقولات عبروا فيها عن انطباعاتهم وآرائهم حول البطولة، وهي آراء وانطباعات جديرة بالتأمل. أما مقدمة الكتاب فقد خطها سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، الذي كتب مقالا جديرا بالقراءة والتأمل لأنه احتوى على نظرة عميقة لإرث كأس العالم لدولة قطر”.
وتقدم سعادة الدكتور سعادة الدكتور الشيخ ثاني بن علي بن سعود آل ثاني بالشكر لـ/مواني قطر/، الراعي الرسمي للكتاب، وقال إنها كانت “ركيزة أساسية في نجاح الدولة في استضافة كأس العالم”، كما تقدم بشكره للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، التي أسهمت في صياغة وصيانة حقوق الإنسان، وكانت “بوابة قطر للعبور إلى النجاح في استضافة كأس العالم”.
من جانبه، قال السيد حمد علي الأنصاري مدير التسويق والعلاقات العامة بـ /مواني قطر/: إن الكتاب يوثق قصة نجاح، ستبقى إرثا يتناوله الأجيال ويفتخرون به على مر العصور، مشيرا إلى أن هذا الحدث الاستثنائي وضع البلاد في دائرة الضوء العالمية، وأظهر بنيتها التحتية، وكرم الضيافة، والقدرات الهائلة التي تتمتع بها كدولة رائدة في إقامة البطولات الرياضية الكبرى والفعاليات رفيعة المستوى.
وأضاف: “فخورون بكوننا جزءا من هذا الإرث الذي يقدم للأجيال الحالية والقادمة لمواصلة جهود بناء وتشكيل إرث دولة قطر في المستقبل”، مشيدا بالقائمين على إعداد الكتاب لما بذلوه من جهد في توثيق إرث البطولة وحفظه للأجيال القادمة.
شهد حفل التدشين عقد جلسة حوارية بالتعاون مع كليات الهندسة والآداب والاقتصاد بجامعة قطر، شارك فيها الدكتور خالد كمال ناجي عميد كلية الهندسة، والدكتور جلال القناص الأستاذ المشارك بكلية الإدارة والاقتصاد، والدكتور عبدالمطلب مكي الأستاذ المساعد بقسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم.
جدير بالذكر أن الكتاب يضم بين دفتيه ترجمة للغة الإنجليزية في 97 صفحة، أما الصفحات اللغة العربية فعددها 135 صفحة.
ووثق الكتاب للإرث الذي تركه المونديال في عدد من القطاعات وهي: الإرث المعماري والحضاري، الإرث الاقتصادي والسياحي، الإرث القانوني: تجربة العمل، ثم الإرث الثقافي والتراثي.
كما أن لغة الأرقام كانت حاضرة بقوة في هذا العمل التوثيقي، وهو ما تركه إرث كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث إن هذه النسخة كانت الأعلى تهديفيا بـ 172 هدفا في رقم قياسي جديد.
كما أوضح المؤلف أن النهائيات كانت حاضرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث إن إحدى أغاني المونديال حققت 450 مليون مشاهدة، بالإضافة إلى أن 5 مليارات هو الرقم المسجل للتفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي، فضلا عن 262 مليارا هو عدد الوصول التراكمي عبر جميع المنصات.
إلى ذلك، يوثق الكتاب ما أنجز على الأرض خلال عقد من الزمن، من بنية تحتية ومتاحف جديدة وغير ذلك، من قبيل إلغاء نظام الكفالة، وتسهيل إجراءات الانتقال، وإلغاء نظام إذن الخروج، وضمان الحقوق والسلامة.
مساحة إعلانية