ترحيب دولي بجهود الدوحة لتنفيذ اتفاق طهران وواشنطن

عربي ودولي
64
توقعات بزيارات أمريكية إيرانية مكثفة للدوحة خلال المرحلة المقبلة
عواطف بن علي
أكد السيد سينا أزودي باحث في المجلس الأطلسي، مختص في الملف الأمريكي الإيراني أن العلاقات الجيدة بين الدوحة وطهران ساعدت في تيسير الحوار بين الأطراف المتفاوضة وساهمت في الإتفاق لإطلاق سراح عدد من السجناء وإنشاء قناة مصرفية تعالج عدداً من المسائل المتفق عليها بين الطرفين.
وقال أزودي في تصريحات خاصة لـ الشرق: نجحت قطر الى جانب عمان في تعزيز مكانتها كواحدة من الدول العربية في المنطقة التي تثق بها طهران والولايات المتحدة في نفس الوقت مما يجعل الدوحة لاعبا موثوقا في المفاوضات. مبينا أن هذا الإتفاق بين واشنطن و طهران يوضح أن الدوحة لعبت دورًا إيجابيًا في المفاوضات.
وفيما يتعلق بالعقبات التي تعترض الاتفاق النووي بين سينا أزودي أن هناك العديد من العراقيل التي تحول دون العودة إلى الاتفاق النووي، منها السياسة الداخلية في كل من طهران والولايات المتحدة. وقال:«في طهران، المسؤولون عن المفاوضات هم الذين هاجموا خطة العمل الشاملة المشتركة منذ البداية عندما تم توقيعها. وفي واشنطن، تسعى مجموعات الضغط بنشاط لإخراج أي عودة محتملة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة عن مسارها، مما يعني أن الجو السياسي في واشنطن سيئ حقًا للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة في الوقت الحالي . وتابع: «ذلك لأسباب عديدة، لدينا انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة عام 2024 حيث يعتبر دونالد ترامب منافسًا خطيرًا للغاية حيث إذا أعيد انتخابه فإن فرص انسحابه من خطة العمل المشتركة مرة أخرى مرتفعة للغاية.
لذلك هناك القليل من الحوافز للتفاوض على صفقة يمكن أن تخرج عن مسارها في أقل من عام. أعتقد أن هناك العديد من العوامل السياسية والتقنية والمحلية التي تجعل العودة التي خطة العمل المشتركة الشاملة أمرًا صعبًا للغاية في هذه المرحلة».
دور مركزي
بدورها، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن دولة قطر كان لها دور مركزي في التوسط في الصفقة إلى جانب عُمان وسويسرا وإن الاتفاق النهائي تبلور في الأشهر الأخيرة وإن جميع الأطراف تعمل على الإجراءات اللوجستية منذ أسابيع. وأضافت الصحيفة أن الإفراج عن 5 سجناء من حملة الجنسيتين الأمريكية والإيرانية يأتي في إطار الصفقة التي استمرت المفاوضات بشأنها نحو عامين، وفي المقابل ستفرج واشنطن عن إيرانيين مسجونين لديها بتهم خرق العقوبات. وأشارت إلى أن الأمريكيين المفرج عنهم هم: سياماك نمازي وعماد شرقي ومراد طهباز، إضافة إلى عالم ورجل أعمال.
كما ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» أن واشنطن تأمل أن يمهد نقل سجنائها للإقامة الجبرية في إيران لعودتهم وتهيئة الظروف للمحادثات النووية، وأشارت إلى أن عودة السجناء لواشنطن قد تحدث بمجرد إفراجها عن 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني المجمدة.
من جهته، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي إن دولة قطر كانت صديقا مميزا، وعبّر عن امتنانه للدور القطري في إبرام الاتفاق. وأوضح «دولة قطر كانت دائما صديقا رائعا في قضايا عديدة.. ونحن ممتنون إزاء الدعم الذي حصلنا عليه من قطر في هذه المفاوضات على وجه الخصوص.. سيأتي وقت أعتقد أننا سنكون فيه أقدر على الحديث بانفتاح أكثر وبتفاصيل أكثر.. لكن في الوقت الحالي نحن نركز على إخراج هؤلاء الأمريكيين من السجن وإعادتهم إلى الوطن».
وقال كيربي إن ما يجري الحديث عنه هو وضع جزء من أموال إيران المجمدة في حسابات لاستخدامها لأغراض إنسانية فقط، واصفا ما أُنجز بالخطوة الإيجابية، وأعرب عن أمله في استكمال هذه الخطوة بعودة المحتجزين.
مساحة إعلانية