‫ «تصحو في الغياب».. تحول نوعي في مسيرة سميرة عبيد


ثقافة وفنون

14

28 يونيو 2023 , 07:00ص

الدوحة – الشرق

يعد العمل الشعري الجديد «تصحو في الغياب» للشاعرة القطرية سميرة عبيد، الصادر عن دار أروقة تزامنا مع معرض الدوحة للكتاب في نسخته المنقضية، تحولا نوعيا في مسيرة الكتابة الشعرية التي راكمتها عبر دواوين عديدة: «أساور البنفسج»، و»لحن بأصابع مبتورة» و»شجرة في جذع غيمة»؛ و»كأنه صوتي»، إذ يتأسس على فكرة العمل الشعري عبر نصوص تفكر في كتابة الأثر الذي يتهدده المحو والموت والخراب، فما يموت في الواقع تسعى الشاعرة إلى منحه حق الحياة في الشعر إلى درجة يتحول معه الغياب في القصائد إلى سؤال وجودي يذكرنا بأن الشعر ليس مجرد بحث عن المختلف والمجهول وإنما هو وعي مفارق بأسئلة الوجود على نحو شعري لا يسعى إلى الاقتصاد في الجملة واستعارة الأشكال وإنما يبني شكله الخاص والمتفرد عبر تخييل شعري نهري ممتد في عوالم الذات بما هي توق نحو تصوير العالم في هشاشته القصوى ورغبة ملحة في التوحد مع القضايا الإنسانية الدقيقة التي تجعل من العمل الشعري «تصحو في الغياب» كشفا عن معنى الكتابة في ممكناتها، فأن تقول كل شيء باقتصاد لغوي شديد الخصوصية يعمق فهمنا بالكتابة نفسها يتحول معها الشعر إلى مورفين لترميم سقوطنا الآمن في الحياة بوصفها طقسا من طقوس النجاة؛ النجاة من العزلة والاختباء من مواجهة الحياة. ويبحث العمل الشعري عن جوهر الإنسان ويعمق فهمنا لدواخلنا التواقة إلى التحرر من قيود الزمن والوصلات الإشهارية؛ فلا غرابة أن تكون الضمائر التي تترجم قلق الأنا الغنائية مخاتلة كأن الشاعرة تدفع بنا نحو القناع ودرامية الحدث وسردية الحلم، لهذا تعمدت أن يكون الحكي بضمير الغائب حتى لا يرتبط العمل الشعري بالسيري.


ويحيل هذا العمل إلى ضرورة استيقاظ الحلم والحب والحياة والحرية والضمير والأمل، فالغياب يعني تأزم حضارة الإنسان على نحو مخيف. ومن ثم منحت الشاعرة سميرة عبيد لنصوصها هويات متعددة داخل العمل الشعري الواحد وفي الوقت نفسه يجمع بينها علاقات الموضوع والصورة والمعجم وحتى الخيال والنفس حيث يتضمن بعدا إنسانيا كونيا متماسكا في المبنى والمعنى والرؤيا. ويضم هذا الديوان ١٢ قصيدة مطولة فيما يقارب ٧٨ صفحة وقامت بطباعتها دار أروقة للنشر والترجمة والتوزيع في مصر.


وللشاعرة أربعة دواوين سابقة، هي: «أساور البنفسج، لحن بأصابع مبتورة، شجرة في جذع غيمة، كأنه صوتي»، ليعتبر الديوان الجديد هو الخامس لها. يذكر أن الشاعرة سميرة عبيد دشنت ديوانها «تصحو في الغياب» في دار أبجد للنشر والتوزيع صاحبها الأديب والمترجم د. حسين نهابة من العراق، الذي قام بترجمة الديوان الثاني لها إلى اللغة الاسبانية، الصادر قبل عامين، وذلك بحضور عدد كبير من ألوان الطيف الثقافي في قطر والوطن العربي منهم السيد محمد حسن الكواري مدير إدارة الإصدارات والترجمة في وزارة الثقافة، والشعراء محمد السادة وراضي الهاجري ويقظان الحسيني والروائيون أمير تاج السر وأحمد العلوي وجمال فايز. كما وقعت كتابها «اقتصاد المعرفة والإبداع المدرسي»، الصادر عن دار زكريت.


مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *