Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ توصيل الطلبات يضاعف السمنة


محليات

300

03 أغسطس 2023 , 07:00ص

هديل صابر

وصف أطباء سمنة الأطفال بالحالة الطبية الخطيرة وبالمشكلة العالمية، وهو ما يعني زيادة وزن الطفل عن الوزن الصحي نسبة لطوله وسنه، وبمرور الوقت يكون الأطفال أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة والاعتلالات النفسية.وحمل أطباء وأخصائيو تغذية في تصريحات لـ»الشرق» مسؤولية انتشار السمنة بين الأطفال لأولياء الأمور، فضلا عن تطبيقات توصيل الأطعمة التي سهلت للأطفال الوصول إلى الأطعمة وخاصة غير الصحية مع غياب دور الأهالي، إلى جانب تسمر الأطفال لساعات طويلة أمام الشاشات الذكية مع انعدام الحركة أو ممارسة أي نشاط بدني.


واقترح الأطباء حزمة من المقترحات، أهمها متابعة نمو الطفل منذ الصغر، تدريب الطفل على سلوكيات غذائية صحية من خلال تنظيم وقت الوجبات بحضور كافة أفراد العائلة على وجبة الطعام، تشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة رياضية وبدنية، مع تحديد وقت محدد لاستخدام الشاشات الذكية.


وكانت وزارة الصحة العامة قد نشرت في وقت سابق من العام أن نسبة انتشار السمنة في الدولة قد بلغت 42% بين السكان البالغين، وبشكل متزايد على الأطفال والمراهقين، وتظهر الأدلة أن السمنة وداء السكري من النوع الثاني مترابطان، حيث تعتبر السمنة من أهم العوامل المساهمة في ارتفاع معدل انتشار داء السكري من النوع الثاني في قطر.


د. حكمت الحميدي: سمنة الأطفال تُكتشف من عمر السنة


أوضح الدكتور حكمت الحميدي-استشاري طب أطفال- قائلا «إن بالنسبة لنا نستطيع اكتشاف أن الطفل ومنذ عمر السنة متجه إلى السمنة من خلال مقارنة وزنه وطوله مع المعايير الدنيا والعليا للنمو، فإن تجاوز المعايير العليا ففي هذه الحالة يتم إخبار الأسرة بأن الطفل متجه للسمنة ومن المهم وضع خطة علاجية معتمدة على الطعام الصحي من خلالنا كأطباء أطفال وأخصائيي تغذية، على اعتبارها مسؤولة عن حزمة من الأمراض كداء السكري النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، إلى جانب الاعتلالات النفسية».


وعرج الدكتور حكمت الحميدي في حديثه على خطة وزارة الصحة العامة في الإيعاز للجنة الوطنية للسكري إلى العمل على تطوير خطة عمل وطنية للسمنة ضمن خطة العمل الوطنية لمرض السكري في الاستراتيجية الوطنية للصحة، والتي ستعد حجر الأساس نحو إدراج برامج فاعلة للحد من انتشار السمنة في الدولة، المسؤولة عن العديد من الأمراض.


د. محمد عشا: اعتلالات بدنية ونفسية بالجملة


رأى الدكتور محمد عشا-استشاري أمراض باطنة- أن السمنة تؤدي لاعتلالات بدنية ونفسية بالجملة، سيما وأنها مرض وليست حالة صحية عرضية، فهي مسؤولة عن مجموعة من الأمراض المزمنة، كارتفاع نسب الإصابة بداء السكري، ارتفاع ضغط الدم، تشحم الكبد وهو السبب الرئيسي لفشل الكبد، كما أنها السبب الرئيسي للاختناق الليلي الانسدادي عند الأطفال، كما أنها تؤثر على صحة الطفل من حيث لياقته، وتؤثر على جودة الحياة للطفل، فضلا عن تأثيرها اجتماعيا على الطفل وإصابته بأعراض اكتئاب أو نبذ من المجتمع خاصة لو كانت الأسرة غير قادرة على معالجة الأمر. وعرج الدكتور محمد عشا على طرق العلاج، لافتا إلى أن علاج الأطفال ممن هم أقل من عمر 12 سنة يتم اللجوء إلى تعزيزهم نفسيا، إلى جانب الحمية الغذائية ويتم نصح الأهل بعرض الطفل على طبيب أطفال للوقوف على الأمراض المزمنة، أو أن الطفل غير مصاب بأمراض جينية أو غدة درقية، أو أن السمنة لم تصبهم بداء السكري أو ارتفاع في أنزيمات الكبد، كما من المهم أن يعرض الطفل على أخصائي تغذية للتعرف على نوعية الغذاء المناسب له، وأخصائي نفسي لمعالجته نفسيا في حال اتضحت إصابته باعتلالات نفسية، أما من هم فوق الـ 12 سنة، فهم أكثر حظا لتوفر أدوية معتمدة من منظمة الغذاء والدواء الأمريكية مثل إبر انقاص الوزن التي تعطى أسبوعيا إذ إن فوائدها تتعدى الضرر الناتج عن السمنة، وهذه الإبر لا تؤخذ إلا باستشارة الطبيب مع الالتزام بالجرعة التي يحددها الطبيب».


محمود الطوخي: أوزان الأطفال حالة طبية خطيرة


وصف السيد محمود الطوخي- أخصائي تغذية علاجية- سمنة الأطفال بالحالة الطبية الخطيرة ومشكلة عالمية، وهو ما يعني زيادة وزن الطفل عن الوزن الصحي نسبة لطوله وسنه، وبمرور الوقت يكون الأطفال أكثر عرضة لخطر المشاكل الطبية التي يمكن أن تؤثر على صحتهم في المستقبل، موعزاً السبب إلى اختلال الطاقة أثناء الطفولة والمراهقة، حيث تتراكم الدهون الزائدة عندما يتجاوز إجمالي انتاج الطاقة إجمالي استهلاكها، وعادة يكون هذا بسبب نمط الحياة الخامل، وعدم كفاية النشاط البدني». وحول طرق العلاج، نصح الطوخي بضرورة اتباع التعليمات الغذائية التي تشمل تغيير السلوك الغذائي للطفل، وإكسابه عادات غذائية صحية، والابتعاد عن استخدام طريقة المكافأة والعقاب بالطعام وتجنب المشروبات المُحلاة والمشروبات الغازية وكذلك تقليص عدد الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، وتجنب تناول الوجبات الغذائية أمام التلفاز أو شاشات الألعاب الإلكترونية، لارتباطها باستهلاك كمية أكبر من الطعام وبشكل سريع مع أهمية المحافظة على النشاط البدني لمدة 60 دقيقة يوميا مثل لعب كرة القدم أو السباحة وغيرها من الرياضات المفيدة مع أهمية الاستمرار في ممارسة الرياضة، كما من المهم وللوقاية من أمراض السمنة ومساعدة الطفل للحفاظ على وزن صحي يمكن القيام بزيارات دورية للطبيب لمتابعة الوزن والتأكد من علامات النمو بشكل سليم حسب العمر، وكذلك المتابعة عند أخصائي التغذية لموازنة السعرات الحرارية، وذلك عن طريق تناول الأطعمة التي توفر التغذية الكافية، مع عدد مناسب من السعرات الحرارية.


رِوى رفاعي: سبب لتليف الكبد والسرطان


أَكدت رِوى رفاعي-أخصائية تغذية علاجية- ارتفاع نسبة سمنة الأطفال، والسبب هو الاعتماد على الوجبات السريعة، إلى جانب الجلوس لساعات طويلة أمام شاشات الأجهزة الذكية، الأمر الذي جعل السمنة مرضا وليست عرضا، لتأثيراتها السلبية على الصحة، والإصابة بداء السكري من النوع الثاني، فضلا عن التأثير على صحة القلب والإصابة بتصلب الشرايين، إلى جانب مشاكل الرئة وصعوبة التنفس، مع زيادة فرص الإصابة بالربو، كما أن السمنة قد تصيب الأطفال بأمراض كتليف الكبد والإصابة بالسرطان مستقبلا، كما أنها مسؤولة عن هشاشة العظام، وزيادة فرصة إصابته باعتلالات نفسية كالتوتر والاكتئاب.


وأشارت رِوى رفاعي إلى أن من علامات الخطر التي تستدعي الأسرة أن تتوجه بطفلها إلى اختصاصي تغذية أو طبيب أطفال هو تراكم الدهون حول منطقة الصدر، ظهور علامات تمدد الجلد أسفل الظهر وعلى الساقين، اسمرار لون الجلد حول منطقة الرقبة أو تغير الملمس، صعوبة في التنفس أثناء الجري أو الحركة، التعرق المفرط، الإمساك المزمن، البلوغ المبكر عند الفتيات أو تأخر البلوغ عند الفتيان، فهذه جميعها علامات خطر يجب على الأسرة وقتها التوجه للطبيب المختص لمتابعة الحالة، وتجنب الأطعمة غير الصحية تدريجيا والانخراط بنشاط بدني يأخذ بعين الاعتبار صحة الطفل وقدرته البدنية على ممارسة هذا النشاط.


غنوة الزبير: تطبيقات توصيل الأطعمة أحد الأسباب


قالت غنوة الزبير – أخصائية تغذية علاجية- إن تطبيقات توصيل الأطعمة على الهواتف الذكية تعد أحد أسباب انتشار السمنة بين الأطفال والمراهقين، لاسيما عند الأطفال الذين لا يخضعون لرقابة مباشرة من الوالدين، بل قد يجلسون ساعات طويلة مع المربيات أو عاملات المنزل، إذ غالبا ما تقوم هذه التطبيقات كنوع من التنافسية فيما بينها واختيار عدد من المطاعم ووضع حسومات على الوجبات وغالبا على الوجبات غير الصحية، ويضاف إلى ذلك هو تناول الوجبات خلال مشاهدة التلفاز أو اللعب بالألعاب الإلكترونية، فضلا عن التسويق للمنتجات غير الصحية والتي تلفت نظر الأطفال لألوانها وأشكالها كالسكريات المضاف إليها ألوان ونكهات اصطناعية مما يضاعف من خطرها، إلى جانب قلة الحركة والكثير من الأطفال والمراهقين باتوا يفضلون التسمر أمام الشاشات الذكية على ممارسة أي نشاط بدني، وتعد هذه الأسباب مجتمعة أحد العوامل التي تسهم في زيادة نسبة السمنة، خاصة وأن هذه النسبة قد تضاعفت ما بعد جائحة فيروس كورونا». وحول الحلول، اقترحت السيدة غنوة الزبير على الأسرة أن تضع وقتا محددا للوجبات الرئيسية على أن يجتمع أفراد الأسرة على طاولة الطعام، على أن تتضمن الخضراوات والبروتين وبعض النشويات حتى يكتسب الطفل عادات غذائية صحية، مع تشجيع الأبناء على ممارسة أنشطة رياضية يفضلونها دون إجبار وإنما باستخدام الترغيب، ورأت أن من الحلول هو تضمين المناهج الدراسية أهمية الغذاء الصحي، سيما وأن السمنة باتت تصنف على أنها مرض».

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى