متاحف متخصصة توثق التراث البحري في درب الساعي

محليات
0
درب الساعي
الدوحة – قنا
يشارك عدد من أصحاب المتاحف المتخصصة والمقتنيات المتعلقة بالتراث البحري في درب الساعي، المقام حاليا بمناسبة اليوم الوطني للدولة، ويستمر حتى بعد غد السبت في منطقة أم صلال، متضمنا العديد من الفعاليات التراثية والثقافية.
وأكد عدد من أصحاب المتاحف المتخصصة في التراث البحري، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن هذه المشاركة تأتي لتوثيق التراث وتعريف جماهير درب الساعي بإرث أهل قطر، وكل ما يتعلق بالموروث البحري من أدوات، سواء لصناعة السفن والمحامل التقليدية، أو أدوات الإرشاد البحري، أوأدوات الطواشة (استخراج اللؤلؤ)، فضلا عن الصور والمعلومات التي توضح هذا التراث.
وقال الغواص إبراهيم حسن الجابر، أحد المشاركين في درب الساعي، إنه يقوم حاليا بالغوص على اللؤلؤ في الهيرات القطرية (أماكن اللؤلؤ)، سواء في الشرق أو الشمال، وأوضح أن هذا الاهتمام يعود إلى ارتباطه بمهنة الأجداد التي تعد جزءا من التراث.
وأضاف أنه يقدم معرضا خاصا في درب الساعي، يعرض فيه اللؤلؤ والمحار بأنواعهما المختلفة، ويقدم شرحا وأفلاما توضيحية للجماهير حول هذه المقتنيات بهدف نشر الوعي حول هذا التراث، وجعله أكثر قربا للناس، مشيرا إلى أنهم يسعون لإعادة إحياء هذه التراث الذي كان مصدر رزق آبائهم وأجدادهم.
وأكد أن هذا التراث يمتد إلى كل بيت في قطر، حيث كان الغوص على اللؤلؤ هو المصدر الأول للرزق، وأشار إلى أنه يعرض أنواعا متنوعة من اللؤلؤ والأصداف، بالإضافة إلى النجوم البحرية التي كانت تستخدم في الماضي كهدايا للأطفال.
من جهته، أوضح السيد محمد جاسم المناعي، المشرف على متحف المرحوم جاسم عبدالرحمن المناعي، أن المشاركة في درب الساعي تأتي انطلاقا من رسالة المتحف في نشر الوعي والتعريف بالتراث البحري، الذي كان محل اهتمام الباحث الراحل جاسم المناعي، حيث بذل جهودا بحثية كبيرة في جمع هذا التراث.
وأشار في السياق ذاته إلى أن هذا المتحف يتضمن كل ما يتعلق بالحياة البحرية ويقدمه في قالب مجسم ومصور، حيث يظهر المهن المتعلقة بالغوص، مثل: الطواش (تاجر اللؤلؤ)، ونوخذة الأسفار، والسكوني (البحار المكلف بشؤون دفة السفينة)، والقلاف (صانع السفن الخشبية التقليدية)، إلى جانب النهام، والمزار (الشخص الذي يحضر الماء والزاد بسفينته الخاصة إلى البحارة).
وأضاف أن المتحف يوفر معلومات واضحة ومصورة حول أنواع المحار من هيرات قطرية، والأدوات التي يستخدمها الغواصون وطاقم السفينة، مشيرا إلى أن المتحف يعرض كتاب “يزوة الغوص” للكاتب الراحل جاسم عبدالرحمن المناعي، الذي يحتوي على معلومات مصورة حول التراث البحري، فضلا عن الطرق التقليدية في صيد السمك.
من جهته، أكد السيد علي علي النعمة صاحب متحف التراث البحري في درب الساعي خلال تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن هدف المشاركة في هذا الحدث هو تعريف الزوار بالمصطلحات البحرية وطبيعة الحياة التي عاشها أهل الساحل، وكيف كانوا يتعاملون مع البحر والصيد وصناعة الأدوات التي يستخدمونها في صيد الأسماك مثل القرقور والشباك.
وأشار إلى أنهم يعرضون في درب الساعي أيضا أنواع السفن الخشبية التقليدية، ويقومون بتعريف الزوار على أنواع الأسماك في قطر، بما في ذلك الأنواع التي انقرضت مثل سمكتي الهريري والسوس، اللتين تنتميان إلى فصيلة (اليريور)، التي تحتوي على أكثر من 300 نوع من الأسماك، كما يعرفون الزوار على أنواع الأسماك المهددة بالانقراض مثل السياف وهو ممنوع صيده، وقرش الزيبة، وسمكة الشراع وتسمى سمكة الخيل، وهي أسرع سمكة في العالم، حيث تصل سرعتها إلى 109 كم في الساعة.
وذكر أنهم يعرضون أيضا أنواعا من الأسماك السامة مثل (ديك البحر)، الذي يعتبر الأكثر خطورة، والأنواع المفترسة مثل القرش بأنواعه، والشوكية مثل اللخم واللخمة الشوكية وأم سعفة، ويتم ذلك من خلال عرض مجموعة من الأسماك المحنطة، بما في ذلك السياف المحنط.
وأضاف النعمة أن المتحف يعرض أيضا الكثير من أنواع الحلزونات البحرية، سواء التي توجد في المياه العميقة أو المياه الضحلة، إلى جانب الكثير من أنواع النجوم البحرية مختلفة الأحجام، فضلا عن أنواع الشباك المستخدمة في الصيد، التي يرتبط كل نوع منها بصيد أنواع من السمك، فمثلا سمك (أبو منشار) لا يمكن صيده بالشباك، وهناك شباك معينة لصيد القرش.
ومن ناحيته، أوضح السيد محمد عبدالله السادة، المشارك في درب الساعي، أنه يعرض مجموعة مختارة من اللؤلؤ الذي قام بصيده بنفسه، إلى جانب عرض أدوات الغوص على اللؤلؤ، بما في ذلك السن الحجري الذي يعتبر نادرا في الوقت الحالي، حيث توقفت عمليات تصنيعه منذ أكثر من مائة عام، وهو سن حجري قديم عثر عليه في مغاصات الديبل.
وذكر في ذات الصدد أنهم يعرضون أيضا سنا آخر قديما عثروا عليه في هير الريعة، الذي يعود تاريخه لأكثر من 111 سنة، كما يعرضون أنواعا مختلفة من الأصداف وخرائط الهيرات في قطر وأدوات توجيه السفن.
مساحة إعلانية


