تركيا.. حبس “عميلين” للموساد وتفاصيل جديدة بقضية مخترق القبة الحديدية

عربي ودولي
96
خلية الموساد في قبضة السلطات الماليزية..
الدوحة – موقع الشرق
أمرت السلطات القضائية التركية بحبس شخصين للاشتباه بتجسسهما لصالح إسرائيل، على خلفية تواصلهما مع مهندس برمجيات فلسطيني مقيم في تركيا ويُعتقد أن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) حاول اختطافه أثناء زيارته لماليزيا العام الماضي.
وقال موقع الجزيرة نت إن أمر الحبس صدر على ذمة التحقيق بحق الأول الذي تم توقيفه في مطار إسطنبول في السابع من أكتوبر الماضي بتهمة “التجسس العسكري والسياسي”، وكذلك بحق شخص آخر تم تعريفه بالحرفين “ف. هـ.” في إطار التحقيق ذاته بتهمة التجسس لصالح الموساد.
ووفقاً لما أوردته وكالة الأناضول، فقد أظهر تحقيق مكتب الإرهاب والجريمة المنظمة بالنيابة العامة في إسطنبول، الخميس، أن غزال يعمل لشركة على صلة بجهاز الموساد، وأنه قدم عرض عمل لمهندس البرمجيات الفلسطيني عمر أ. وأفادت التحقيقات بأن المشتبه بهما قدما إلى إسطنبول من أجل لقاء عمر بخصوص عرض العمل، وحولا مبلغاً إلى حسابه المصرفي مقابل مشروع أعده.
وذكر المحققون أن الاستخبارات الإسرائيلية تجري لقاءات بهذه الطريقة بين الحين والآخر، وأنها جمعت معلومات عبر الشركة المذكورة.
وتحدثت وسائل إعلام تركية، وعلى رأسها صحيفة صباح المقربة من الحكومة التركية، الأربعاء، عن دور جوهري لجهاز الاستخبارات التركية “إم آي تي” في إحباط محاولة الموساد اختطاف مهندس البرمجيات الفلسطيني -الذي ينسب إليه اختراق القبة الحديدية الإسرائيلية وتعطيلها- من العاصمة الماليزية كوالالمبور في العام الماضي.
وكانت الحادثة قد خرجت إلى العلن في أكتوبر 2022، حينما اختطف عملاء للموساد الإسرائيلي مهندس البرمجيات عمر في كوالالمبور بنية نقله إلى تل أبيب للتحقيق معه، في الوقت الذي أعلن فيه الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن امتلاك الحركة وحدة سايبر عملت في الخفاء ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ووفقاً لصحيفة صباح، نقلاً عن مصادر استخباراتية، فإن عمر كان قد نجح في اختراق نظام تشغيل القبة الحديدية الإسرائيلية في الفترة ما بين عامي 2015 و2016، وسمح لصواريخ المقاومة الفلسطينية بالوصول لأهدافها دون اعتراض يذكر.
وبعد 3 سنوات من التحقيقات الإسرائيلية، توصل الموساد إلى أن مهندساً فلسطينياً متخرجاً من قسم برمجة علوم الحاسوب بجامعة غزة الإسلامية هو من يقف وراء اختراق القبة الحديدية، وأنه واحد من أفضل مطوري البرمجيات والهاكرز في العالم. وحسب الصحيفة، ففي عام 2019، تلقى المهندس عمر عرضاً للعمل بشركة برمجيات نرويجية لكنه شك في العرض وشكوكه كانت في محلها إذ إنه وجهة للموساد، وفي مارس العام 2020، انتقل إلى إسطنبول عن طريق القاهرة، وأصبح مراقبا من جانب الموساد.
وفي عام 2021، بدأت محاولات الموساد لتجنيد المهندس عمر واختطافه ونقله إلى إسرائيل، وعرض عملاء الموساد مبالغ بآلاف الدولارات على عمر مقابل العمل خارج تركيا. وفي هذه المرحلة، وفقا للصحيفة، دخل جهاز الاستخبارات الوطنية التركي إلى الصورة، وأوضح لعمر ألا يفعل شيئا. وكان وزير الخارجية التركي الحالي هاكان فيدان، يرأس جهاز الاستخبارات التركي في حينه. وتابعت الصحيفة أن عمر سافر إلى ماليزيا لمدة 15 يوما، في نهاية سبتمبر من العام الماضي.
وتلقى عمر قبل سفره تعليمات من جهاز الأمن الوقائي التركي في الاستخبارات الوطنية، وطالبته بوضع تطبيق في هاتفه يسمح بمعرفة مكان تواجده في أي وقت. وأضافت الصحيفة أن الموساد اختطف عمر، في 28 سبتمبر العام الماضي، في العاصمة الماليزية “كوالامبور”، وجرى التحقيق معه في مبنى يبعد 50 كيلومتر عن العاصمة.
وأشارت الصحيفة أن فريق من الموساد حقق مع عمر لمدة 36 ساعة شملت محادثات فيديو من تل أبيب، وحاولوا فهم كيف تمكن المهندس من تعطيل “القبة الحديدية” وأي لغة مشفرة استخدم وكيف اخترق هواتف تستند إلى برنامج أندرويد يحمله موظفون حكوميون وجنود إسرائيليون.
ووفقا للصحيفة، فإنه خلال تحقيق فريق الموساد مع عمر، طلب جهاز الاستخبارات التركي من نظيره الماليزي، إنقاذ الشاب، وتمكن الأخير من اقتحم مكان التحقيق وأنقذ عمر. وكانت وسائل إعلام ماليزية قد أفادت، في أكتوبر من العام الماضي، بإنقاذ فلسطيني، بعد 24 ساعة من اختطافه على أيدي ماليزيين وسلموه لشخصين إسرائيليين.
وأفادت “صباح” بأنه تم اعتقال 11 شخصا في ماليزيا في إطار هذه القضية، وأن عمر أعيد إلى إسطنبول، ويمكث في شقة سرية تابعة لجهاز الاستخبارات التركية.
مساحة إعلانية