Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ جنين.. رائحة الموت تفوح في كل مكان 


عربي ودولي

234

جنين.. رائحة الموت تفوح في كل مكان 

27 يناير 2023 , 07:00ص

جنين – محمـد الرنتيسي


كل شيء في جنين، بات في متناول اليد الآثمة وغير الرحيمة لجنود الاحتلال، إذ تحولت شوارع وأزقة المدينة ومخيمها إلى خنادق لإطلاق الرصاص وقنابل “الإنيرجا” نحو البيوت التي لم تعد آمنة، وكل شيء يتحرك أصبح في القبضة الحديدية المفعمة بالانتقام، والمنفلتة من كل الحسابات.


في جنين، يطل الأطفال والأمهات، الذين يعيشون تحت وطأة قمع احتلالي جائر، على الشوارع الخالية إلا من جنود الاحتلال، ومن وراء قضبان النوافذ، فيما يواصل الآباء تشييع الأبناء، في مهمة تبدو صعبة، وتحتاج إلى أعصاب باردة، فجنود الاحتلال الذين أصبحوا لا يفارقون المدينة ومخيمها، انفلتوا من عقالهم، وهم يواصلون بطشهم وإجرامهم، في ظل ممارسات مفعمة برائحة الخراب والدمار، وتحويل كل ما تصل إليه أيديهم العابثة، إلى حطام.


“حولنا، وفوق منزلنا، وعلى الأدراج المؤدية إلى السطح، مارس جنود الاحتلال المدججين بالحقد والكراهية، هواية القتل، أما نحن فكنا سجناء بين جدران المنزل، ولم يسمحوا لنا بالحركة” هكذا لخّص المواطن أمين السعدي (45) عاماً، ما شاهده في جنين، معتبراً ما جرى بأنه مجزرة بكل ما للكلمة من ساديّة.


طقوس الصيد


يقول السعدي في اتصال هاتفي مع “الشرق”: جدول العقوبات ضد المواطنين في جنين، مفتوح إلى المدى الذي يحدده مزاج جنود الاحتلال، الذين يتفنّنون في قتل الفلسطينيين، ومع كل عملية اقتحام، تتحول منازلنا إلى سجون غير آمنة، فهؤلاء الجنود لا يقتحمون المخيم، إلا تحت وابل من الرصاص والقنابل، ومن يصادفونه خارج المنزل، يصوّبون عيونهم الحديدية نحوه، ويطلقون عليه النار، دون أي مبرر”.


يوالي فيما تُسمع في المكان الهتافات المنددة بجريمة جنين: “جنود الاحتلال يتعمدون قطع الطرق في المدينة ومخيمها، ومن يغامر بالخروج من بيته، يقع في “غابة الصيد” ولا ينتهي به الأمر إلا جريحاً أو شهيداً، منوهاً بأن بعض شهداء المجزرة من المارة، ارتقوا تحت أعقاب البنادق بدم بارد”.


أيام ثقيلة


وزاد المواطن أحمد زريقي من مخيم جنين، أن ما يجري في مدينة جنين ومخيمها، ما هو إلا مشاهد حقيقية من “فيلم كاوبوي” وتتكرر تفاصيله المثيرة لدى الأهالي، موضحاً: “لدى انسحاب قوات الاحتلال بعد أن أوغلت في دماء الشهداء والجرحى، كان جنودها يتوعدون الأهالي بـ”زيارة أخرى”!.


أضاف لـ”الشرق”: أيام ثقيلة الوطأة تمر على أهالي جنين، لا شيء للمواطن فيها سوى مقاومة العدوان، وبراعة القنص الذي طالما تدرّب عليه جنود الجُبن والقتل، وفق مزاجهم الغاضب، وهذه عادة أصبحوا يواظبون عليها، ويضاف إلى مهامهم الإجرامية، مهمة بث الرعب في قلوب الأطفال، والحسرة في قلوب الأمهات”.


ولكل شهيد من شهداء مجزرة جنين، حكاية لا تخرج عن المشهد التراجيدي الحزين، الذي جعل العالم يدرك مدى جبروت الاحتلال وطغيانه، وعدوانه الدائم والمستمر على الشعب الفلسطيني، الذي يواجه بطشاً وسياسة إجرامية، لا تعرف قانوناً ولا حقوقاً ولا إنسانية، وفي موقع الجريمة، يخيم الذهول على الجميع، فيما العيون ترقب قادم الساعات.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى