حرفيون لـ الشرق: الحرف الشعبية سوق واعدة للإنتاج اليدوي

محليات
10
حرفيون لـ الشرق: الحرف الشعبية سوق واعدة للإنتاج اليدوي
وفاء زايد
أكد حرفيون أن الحرف التقليدية والمهارات الشعبية سوق واعدة لأصحاب المبادرات التجارية ورواد الأعمال، لكونها مجالاً تراثياً يحمل زخماً ثقافياً ومعرفة عميقة بتفاصيل الحياة التقليدية البسيطة التي تستهوي المجتمعات لأصالتها ورونقها وصفائها.
وقالوا في لقاءات لـ الشرق: إن الحرف التقليدية سواء البحرية أو المنزلية أو اليدوية تحفز على الابتكار والإبداع وإعداد تشكيلات جديدة من الحرف القديمة دون المساس بعمق التراث وأصالته.
وأكد الحرفيون أن مشاركة الحرفيين في المهرجانات والفعاليات المحلية والوطنية بمثابة رسالة للمجتمع والأطفال لتعلم تلك الحرف للحفاظ عليها من الاندثار، ولتقديم صورة تاريخية عن الحياة الاجتماعية والمهنية البسيطة.
وأشاروا إلى أن الصناعة اليدوية تعتمد بشكل أساسي على مهارة الصنع والفكرة وشغل اليد وحركات الأصابع ودقة الحياكة والنقش والاختيار والتلوين، وترتكز أيضاً على دقة الخطوات المرحلية التي تمر فيها الأعمال الحرفية قبل ان ترى النور.
وحثوا الأسر على تعليم أبنائهم حرف شعبية على سبيل الهواية والإبداع والابتكار وفتح الآفاق أمامهم في التلوين والزخرفة والنقش والنسج وجمع المواد الأولية، لأنها تدفعهم كذلك لقراءة تاريخ كل حرفة والتعرف على أصولها ومسمياتها
والمعروف أن المرأة القطرية برعت في أشغال الفنون المهارية اليدوية التي اعتمدت عليها الأسرة في الزمن الجميل، وباتت مصدراً للحياة المعيشية اليومية مثل غزل خيوط الصوف وسف السعف وغزل نسيج السدو وجز الصوف والوبر، لإنتاج خيوط مشغولة يدوياً تمكن المرأة من نسج خيام الشعر وخياطة الوسائد والمخدات ومساند الخيام وإنتاج السدو لتزيين الخيام وصناعة مفارش الطعام والجلسات العربية. وقد أظهرت الفعاليات الوطنية التي تم تنظيمها في درب الساعي الكم الكبير من الحرف الشعبية التي توجد في المجتمع القطري وظل يتناقلها الآباء من الأجداد وينتظر أن يتناقلها الأبناء من الآباء.. وفيما يلي تنشر الشرق التفاصيل:
مهم تعليم الأطفال الحرف
أوضحت السيدة لطيفة الدوسري خبيرة أعمال الخوص أن أعمال الخوص تتطلب جهوداً كبيرة لإنجازها لتخرج بالشكل الجمالي الذي يعبر عن عبق الماضي وأصالته، مبينة ان الخوص يؤخذ من سعف النخيل ويتم إعداده وصباغته يدوياً وإنتاج تشكيلات جميلة من السلال والأواني وسفرات الطعام والحصائر والصواني وخروج الإبل والدواب ومهفات التهوية.
وتبدأ صناعته بتجميع سعف النخيل الجاف وتقطيعه وغسله قبيل عملية نسجه وتتم صباغته بألوان طبيعية من الأرجواني والأحمر والأخضر والأزرق لصناعة أشكال مختلفة من السلال.
وأشارت إلى أن الخوص من الحرف التقليدية التي تدخل في كثير من البيوت قديماً وتعتمد على أشجار النخيل وهي منتشرة بكثرة في الدولة.
وأكدت أن أشغال الخوص تعجب العائلات والجاليات من ثقافات مختلفة لكونه من الفنون اليدوية التي برعت فيها المرأة وهي تقوم بإنتاج سجاد وبسط وسفر للطعام ومراوح ومهفات للتهوية وسلال بأحجام متباينة وألوان زاهية تعبر عن البيئة بكل مكنوناتها.
وحثت الأسر على تعليم أطفالها الفنون اليدوية والمهارات الحرفية حتى ولو كان بشكل بسيط لأنها تفيدهم في حياتهم العملية وتنمي لديهم مهارات الإبداع والابتكار، وهذا الفن الحرفي يشير إلى قوة الأجداد والأسر في إنتاج كل ما يحتاجونه في حياتهم اليومية.
الحرف قيمة فنية وتراثية
قالت السيدة العنود أحمد الشيب مصممة أزياء تراث أوكراني إن تصميماتي في الأزياء الأوكرانية الشعبية الشهيرة ولأنني سافرت كثيراً لأوكرانيا وتستهويني الأزياء ونقوشها البديعة ورغبت في دخول مجال جديد للتصميم وقد استفدت من رد فعل الجمهور حول التصميمات بالأفكار والمقترحات.
وأضافت أنني أصمم النقوش وأقوم بحياكتها بخيوط التطريز ثم أقوم بعرض القطعة للجمهور وهي نقوش مستوحاة من الزهور والألوان الزاهية وساهمت مشاركاتي في المعارض المحلية لتعريف الجمهور بعملي اليدوي.
وأكدت أن العمل اليدوي ذو قيمة فنية وتراثية مهمة جداً وهو فن يجذب الجميع لأنهم يعون جيداً قيمة الشغل اليدوي ومدى دقته وطول الوقت المشغول فيه والأفكار المنقوشة التي تحملها كل قطعة.
يجب تعزيز التراث الحرفي
من جهته، أكد السيد عبدالله جاسم حرفي أن المهارات الحرفية تجد مجالاً واسعاً في الفعاليات المحلية والعالمية لكونها من الفنون المهمة التي يسعى الجميع للمحافظة عليها من الاندثار.
وقال: لقد شاركت في فعاليات وطنية عديدة، وكنت أقدم حرفة الكندري وهي نقل الماء في الفرجان القديمة، وهذه الحرفة التي تتطلب جهداً ومعرفة جيدة بسكان الحي الواحد وحاجة كل بيت للماء.
وأضاف أن المهرجانات المحلية تحرص على تخصيص أماكن للحرفيين وذوي المهارات اليدوية حتى ينقلوا صورة التراث الحرفي كما يجب وفي صورته الحقيقية، وهذا الموروث بمثابة درس حي وواقعي للجيل الناشئ.
صناعة صناديق البشتختة
من جانبه، أكد السيد عبد الغفور الحرمي حرفي أن الحرف اليدوية تشكل أهمية تاريخية وثقافية كبيرة لكثير من المجتمعات ولها أهمية وطنية لكونها ترسخ تراث الأجداد وشكلت الوسيلة المهمة في كسب الرزق والتغلب على الصعاب، ووسيلة أيضاً للارتقاء بالذوق المجتمعي وتعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.
وعن حرفته أوضح أنه يقوم بجمع اللؤلؤ من المحار بعد تجميعه من قيعان البحر عن طريق الغواصين وهم يسمون في الماضي الطواويش، ثم يجمع المحار ليبحث في كل منها عن اللؤلؤ، مضيفاً أنه يقدم هذه الحرفة ويشرح عنها في المهرجانات المحلية وللزوار كما يعرض قطع المحار وصناديق (البشتختة) التي تحفظ فيها حبات اللؤلؤ أمام الجمهور والأطفال ليتعرفوا على قيمة الحرفة البحرية كموروث خالد.
ـ من جهته، قال السيد سالم إبراهيم سعيدي حرفي القراقير: إن الحرف البحرية أخذت مكاناً مهماً في الفعاليات المحلية ن وهي تجذب الجمهور للتعرف على تراث البحر والغوص على اللؤلؤ.
مساحة إعلانية