حنكش لـ الشرق : قطر قادرة على لعب دور توافقي في لبنان
عربي ودولي
0
بيروت ـ حسين عبد الكريم
تنشغل الساحة اللبنانية بالحديث عن اجتماع تستضيفه الدوحة يوم الاثنين المقبل للجنة الخماسية المعنية بالشأن اللبناني، والتي تضم قطر والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة السعودية ومصر. وكثرت التكهنات والتوقعات حول النتائج المرتقبة للاجتماع. خصوصا وان الأزمة اللبنانية بلغت مرحلة استعصت فيها الحلول ويكاد لبنان يتعايش مع الفراغ حيث الشغور يصيب جميع المناصب في الدولة بدءا من رئيس الجمهورية وصولا إلى حاكم مصرف لبنان ورئيس الأركان في الجيش اللبناني.
وفي الوقت الذي يعجز فريقا الصراع في لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية بسبب عدم امتلاك احد الفريقين الاغلبية في مجلس النواب، ترتفع الاصوات التي ترفض الحوار لفرض رأي طرف على آخر، مما يضاعف الآمال المعلقة على اجتماع اللجنة الخماسية في الدوحة.
الشرق التقت النائب الياس حنكش عضو كتلة حزب الكتائب في البرلمان اللبناني عقب استقبال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل السفير القطري في لبنان إبراهيم بن عبد العزيز السهلاوي في زيارة وداعية جرى في خلالها بحث آخر المستجدات لاسيما ملف الاستحقاق الرئاسي قبيل انعقاد اللجنة الخماسية في الدوحة الأسبوع المقبل.
وخلال الحوار أشاد حنكش بالعلاقات اللبنانية القطرية، مؤكدا أهمية الدور الذي تقوم به قطر لإنقاذ لبنان، مشيرا إلى ان اجتماع اللجنة الخماسية يكتسب أهميته من رمزية انعقاده في الدوحة.
اجتماع الدوحة
– كثر الحديث عن اجتماع اللجنة الخماسية بشأن لبنان في الدوحة كيف تنظر إلى هذا الاجتماع؟
اعتقد ان اجتماع اللجنة الخماسية التي تضم قطر والولايات المتحدة وفرنسا ومصر والسعودية المتوقع انعقاده في الدوحة الاثنين المقبل سيكون اجتماعا مهما بالنسبة للبنان خصوصا وان الدول الممثلة في اللجنة تسعى لبناء ارضية مشتركة لايجاد صيغة توافق لمساعدة لبنان على للخروج من ازمته وخصوصا موضوع انتخاب رئيس. بذات الوقت علينا نحن كلبنانيين أن نعلم ماذا نريد لنتمكن ان نسلك الطرق الطبيعية والأطر الديمقراطية للخروج من الأزمة.
إن أهمية الاجتماع تكمن برمزية انعقاده في قطر وهذا أمر مهم جدا لان قطر قريبة من الواقع اللبناني اليومي ولديها علاقات طيبة مع جميع القوى والمكونات اللبنانية، كما ان التنسيق القطري السعودي يعزز جهود قطر للخروج من الجمود الذي اصبح لبنان أسيره. على عكس المبادرة الفرنسية ولدت بطريقة بعيدة عن الواقع اللبناني وعما يريده اللبنانيون وقد ظهر ذلك في آخر جلسة لمجلس النواب حيث رفض 77 نائبا الخيار الفرنسي. وبالتالي هذا يكفي لإيجاد مقاربة اذكى وواقعية اكثر ومنسقة بين قطر والسعودية. وقد رأينا الوفد القطري الذي زار لبنان مؤخرا كيف يحرص على الاستماع لوجهات النظر بدون ان يملي رأيه على أحد. واعتقد أن قطر قادرة ومؤهلة للعب دور توافقي في لبنان وتستطيع التعامل بحرفية مع جميع القوى والتناقضات اللبنانية مما يجعل التعويل كبيرا على دورها وجهودها.
المبعوث الفرنسي
– هل تتوقع جديدا في جولة المبعوث الفرنسي لودريان بعد اجتماع اللجنة الخماسية ؟
قد تصبح مهمة المبعوث الفرنسي قادرة على احداث خرق في الجمود على الساحة اللبنانية وفقا لنتائج اجتماع اللجنة الخماسية. وربما تنتهي جولته الاخيرة قبل ان ينتقل الى مهمة جديدة حيث تم تعيينه بمهمة اخرى حيث سيذهب الى العلا ويعمل هناك بالوكالة الفرنسية. لا استطيع ان اجزم بحجم الدور الذي يلعبه لودريان ولكن الفرنسيين موجودون ودولة كبيرة ويحاولون مساعدة لبنان لدينا أمل اكثر بالاشخاص الذين يشتغلون على الملف اللبناني الذين يفهمون بالواقع اللبناني اكثر.
الحوار اللبناني
– الرئيس بري يقول ان مجلس النواب جاهز لجلسة حوار فما رأيكم ؟
نحن لسنا ضد الدعوة ولا نرفض الحوار بالمبدأ ولكن نحن بالتنسيق مع قوى المعارضة الاخرى نرفض الحوار إذا كان غير منتج. ولسنا بحاجة لجلسة حوار تستهلك الوقت بدون فائدة ونحن لم نعد نستطيع ان نتكلف ثمن اضاعة الوقت، الخيار موجود امام القوى المعارضة اما المواجهة الشاملة على جميع الاصعدة لما نراه من محاولة من قبل فريق للهيمنة على البلد او ان نذهب الى حوار محدود الاجندة والاهداف وله توقيت محدد وليس مفتوحا حتى نتمكن من الخروج من هذه الأزمة، موقفنا من الحوار حسب النية الموجودة. لكن اذا كانت هناك رعاية خارجية او توافق داخلي على حوار لحصول تفاهم على خيار ثالث واختيار شخصية لرئاسة الجمهورية تحظى بتأييد اكبر وهذا الشخص يتمتع بالمواصفات التي نبحث عنها لانقاذ البلد فليس لدينا مانع او اعتراض. لكننا لن نقبل إنزال شخص بالمظلة الى رئاسة الجمهورية.
– كيف تنظر للعلاقات اللبنانية القطرية ؟
العلاقات القطرية اللبنانية ممتازة ويجب البناء عليها اكثر للمستقبل لان قطر لديها القدرة على أن تكون مستثمرا كبيرا في لبنان وايضا لأن تاريخ العلاقات مع قطر اثبت انها لم تقصر يوما تجاه لبنان وكانت سباقة في تقديم الدعم والمساعدة للبنان وشعبه. وخلال التجربة أثبتت الدبلوماسية القطرية أن لديها ما يكفي من الذكاء والحكمة بالتعاطي بالملف اللبناني والناس هكذا تنظر لقطر.
– كيف تنظر لمستقبل لبنان ؟
مستقبل لبنان برأيي لا يمكن إلا أن يكون مزدهرا مثل المنطقة. المنطقة قادمة على استقرار كبير وعلى ازدهار كبير خلال الأعوام القادمة. أوروبا الجديدة هي في الشرق الأوسط ولبنان عنصر مهم لهذه المنطقة لما يتمتع به من تاريخ وعراقة وثقافة وحضارة ومساحة تلاقٍ وابتكارات على كل المستويات وكل القطاعات.
مساحة إعلانية